بوينس ايرس - ا ف ب - حذر الرئيس الارجنتيني ادواردو دوهالدي من ان الارجنتين على شفير الفوضى، وتواجه خطر انهيار النظام المالي بعد اعلان المحكمة العليا عدم دستورية القيود المصرفية التي تفرضها الحكومة، فيما سار آلاف الارجنتينيين المنهكين بفعل نحو اربعة اعوام من الانكماش الاقتصادي، في تظاهرة سلمية ليل السبت وهم يطرقون على اواني المطبخ. أرجأ الرئيس الارجنتيني مساء أول من امس الى اجل غير مسمى رسالة كان سيوجهها الى الأمة لتقديم الخطوط العريضة لبرنامجه لمعالجة الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد بعد اصدار المحكمة العليا حكماً يؤيد الغاء القيود المصرفية ويؤيد السحب الكامل للودائع المصرفية. ووصف دوهالدي في بيان صحافي ادلى به في مقر اوليفوس الرئاسي قرار المحكمة بأنه "خطير جداً"، وحذر من "اننا نواجه مخاطر. الارجنتين على شفير الفوضى". وألغى رئيس الدولة الرسالة التي كان ينوي توجيهها الى الامة التي تعصف بها "اخطر ازمة في تاريخها" بعدما "فوجئ" بالحكم الصادر عن اعلى هيئة قضائية في البلاد. وكان دوهالدي ينوي عرض برنامج تنتظره منذ شهر المؤسسات المالية وصندوق النقد الدولي الذي تأمل حكومته بأن يفرج عن تسليفات كان قرر منحها وعن مساعدات تراوح قيمتها بين 15 و20 بليون دولار. وتنص الخطة خصوصاً على تخفيف تدريجي للقيود المصرفية المفروضة منذ مطلع كانون الاول ديسمبر الماضي وإعادة اعتماد البيزو في الاقتصاد الذي انتقل الى الدولرة المتنامية منذ عشرة اعوام، اضافة الى مساعدات اجتماعية وتحريك الانتاج. وتعتزم الحكومة التي خفضت سعر صرف العملة الوطنية وألغت تعادل سعر البيزو مع الدولار المعمول به منذ 1991، اجراء اصلاحات سياسية وقضائية جذرية. واعتبر دوهالدي الذي انتخبه الكونغرس الارجنتيني مطلع الشهر الماضي في اعقاب سقوط حكومتين ان "قرار المحكمة الذي اتخذ وكأنه صدفة بعد 48 ساعة من موافقة الكونغرس على قبول المحاكمة السياسية لاعضائها قضاتها، خطير جداً". وكانت المحكمة العليا اعتبرت ان القيود المفروضة على سحب الاموال من المصارف غير دستورية وألغت القرارات الحكومية التي تمنع الارجنتينيين من التصرف بحرية بأموالهم. وأصدرت المحكمة حكمها في قضية زبون في اكبر المصارف الخاصة الارجنتينية، "بنكو غاليسيا"، هو كارلوس انطونيو سميث الذي طالب باسترداد امواله المودعة لأجل والتي جمدت بفعل القيود المصرفية. وبوقوفها الى جانب هذا الزبون، تكون المحكمة العليا المتهمة بالفساد وسوء تطبيق القوانين بسبب رفضها حتى الآن كل الشكاوى التي رفعها مدخرون، اصدرت قراراً غير متوقع قد يواجه مراجعة قضائية ويعرض النظام المصرفي للخطر. وأكد دوهالدي انه "اذا ما انفجرت هذه القنبلة الموقوتة، فإن اصحاب الودائع لن يكونوا الوحيدين في عدم سحبها وحسب، وانما النظام الانتاجي برمته سينهار"، واصفاً القيود المصرفية ب"القنبلة التي ينبغي تفكيكها بحذر" وقال دوهالدي محذراً: "انني خائف مما يمكن ان يحصل عندما ستفقد المصارف امكان الدفع ويقوم المصرف المركزي بتصفيتها ... سيصاب الملايين بالاحباط وسيخسرون كل مدخراتهم". ودفع الحكم الصادر عن المحكمة العليا بالمصرف المركزي الى اصدار الامر بإقفال المصارف وأسواق القطع اليوم وغداً. وأعلن دوهالدي ان "اولى اولوياته تكمن في المحافظة على السلم الاجتماعي". وقال ان "القلق يشمل ملايين الارجنتينيين الذين لا يتمتعون بالحقوق الاساسية في الحياة والغذاء والعمل". وتجمع آلاف الاشخاص على وقع اصوات القرع على الطناجر في ساحة ايار مايو قبالة القصر الرئاسي القصر الوردي وفي أحياء اخرى من بوينس ايرس والاقاليم.