بدأ حجاج بيت الله الحرام بعد انتهائهم من اداء مناسك الحج هذا الموسم بالتوافد على المدينةالمنورة للصلاة في المسجد النبوي. ومعروف أن الحجاج والمعتمرين يزورون المدينةالمنورة ويقضون فيها ثمانية ايام على اقل تقدير لأداء اربعين صلاة في المسجد النبوي الشريف وفقاً لرؤى مأثورة. وتتميز المدينةالمنورة بغزارة الأماكن الأثرية الإسلامية التي لا يزال الكثير منها قائماً ويزار حتى الآن مثل الروضة الشريفة وجبل أُحد وبقيع الغرقد الملاصق للمسجد النبوي والمدفون فيه اكثر من عشرة آلاف صحابي وعدد من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء اول مسجد في الإسلام ومسجد الجمعة الذي لا يبعد عن مسجد قباء أكثر من كليو متر واحد. وميزة المسجد الأخير انه اول مسجد اقيمت فيه صلاة الجمعة ومنها اتخذ اسمه. كما يزورون مسجد القبلتين الموجود في نهاية الحارة الغربية للمدينة المنورة، وهو المسجد الذي امر الله فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتغيير القبلة الى مكةالمكرمة بدلاً من القدس الشريف. ويتوقف الحجاج عند مسجد الفتح او ما يسمى "المساجد السبعة" الموجودة حالياً في منطقة تدعى السيح وهي في منتصف الحارة الغربية ومن تحتها مر الخندق الذي بناه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إبان غزوة الخندق. على ان المساجد التاريخية القديمة في المدينة تعد بالعشرات مثل مسجد ابو بكر الصديق ومسجد عمر القريبين من المسجد النبوي، ومسجد الغمامة ومسجد آبار علي ومسجد علي وغيرها من المساجد التاريخية. ويزور الحجاج ايضاً قبر حمزة الموجود في المنطقة المسماة باسمه ومعه منطقة شهداء احد ويصعدون التلة التي خالف فيها الرماة امر الرسول صلى الله عليه وسلم ونزلوا عنها، الأمر الذي تسبب في خسارة المسلمين غزوة أُحد. ويحرص الحجاج على زيارة جبل أُحد لأنه جبل من جبال الجنة. وأُحد جبل يحبنا ونحبه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم اضافة الى جبال عير وثور التي تعد حدوداً لحرم المدينة التي كلها حرم. وتغيرت اوضاع الحجاج والزائرين للمدينة المنورةومكةالمكرمة كثيراً خلال العشرين عاماً الماضية. ففي السابق كان أهالي المدينةالمنورة يتركون منازلهم القريبة من الحرم أثناء فترة الحج للحجاج والزائرين ويذهبون للسكن في بساتين المدينة الموجود غالبها في منطقة العوالي او "العالية" لارتفاعها عن المدينة، بيد ان الاوضاع تغيرت الآن بعدما انشئ في جوار الحرم في المنطقة التي سميت بالمنطقة المركزية عدد هائل من الفنادق ذات العشرين طابقاً التي حولت بدورها الطاقة الاستيعابية لزوار الحرم من خمسين الف نسمة في وقت واحد الى 300 الف من دون ان تكفي ايضاً الأمر الذي يدعو بعض الحجاج للسكن خارج المنطقة تضاف اليهم غالبية الحجاج والمعتمرين الايرانيين الذي يفضلون السكن في منطقة العوالي خارج حدود المنطقة المركزية. على ان السكن لم يكن المتغير الوحيد فقط بل انه سيكون خلال الأعوام القليلة المقبلة بإمكان الحجاج زيارة سقيفة بني ساعدة الموجودة في شارع المناخة بعد الانتهاء من اعادة بنائها. وسيعاد بناء السقيفة التي اجتمع فيها المسلمون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم واختاروا ابو بكر الصديق أول خليفة للمسلمين على مساحة تصل الى 20 ألف متر مربع تمثل ما كانت عليه السقيفة ايام الخلفاء الراشدين، اضافة الى انشاء سوق تجارية مكان المنطقة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم خطها للمسلمين مكاناً لإقامة سوق لهم على غرار ما كان يفعل يهود المدينة بعد الهجرة.