استفادت القرى والمنتجعات السياحية على شواطئ جدة والتي يصل عددها وفق بعض التقديرات الى ما يزيد على 100 قرية ومنتجع سياحي، من طول مدة اجازة موسم الحج السنة الجارية لتحقيق نتائج مالية مرتفعة. فعلى رغم التزايد السريع في عدد القرى السياحية في جدة، وبناء منتجعات جديدة سنوياً، الا ان هذه تواصل رفع أسعارها مستفيدةً من عدم وجود قانون رسمي ينظم العلاقة بين الملاك والمستأجرين، مع العلم ان وزارة التجارة أكدت في اكثر من مناسبة انها في صدد إصدار هذا التنظيم. ويعتبر العاملون في بعض القرى والمنتجعات الذين اتصلت بهم "الحياة" ان ارتفاع الأسعار في فترة أعياد الاضحى والفطر هو ارتفاع عادي، لأنه في هذه "المواسم" ترتفع الأسعار تلقائياً بين 20 و30 في المئة سنوياً. وقسمت غالبية المنتجعات والقرى فترة العيد الى قسمين: الاول يضم اسبوع ما قبل العيد، والثاني وهو المهم، اسبوع عيد الاضحى الذي ارتفعت فيه الأسعار بصورة واضحة. وقدم احد المنتجعات والذي يعد الاحدث في جدة، باقات للايجار، سعر الاولى 10900 ريال 2900 دولار لأقل من ثمانية ايام والثانية 12900 ريال 3400 دولار لمدة 10 ليال، فيما تكلف الثالثة 13500 ريال 3600 دولار لمدة 12 ليلة لشاليه مكون من غرفتي نوم ولوازمها، تُضاف اليها الخدمات الفندقية التي يقدمها المنتجع. ووصل سعر ايجار الشاليه في احدى أرقى القرى الموجودة على شاطىء البحر الى نحو 16 الف ريال 4200 دولار متضمناً الاقامة لأربعة ايام في شاليه مكون من ثلاث غرف نوم مطلة على البحر. وخفض "منتجع النورس" المبني داخل البحر على كورنيش جدة والذي استأجر أرضه البحرية رجل الاعمال عبدالرحمن فقيه من امانة جدة، عروضه عن العام الماضي والتي تنقسم الى قسمين: الاول ب10 آلاف ريال للشاليه لمدة خمسة ايام، والثاني 22 ألف ريال للفيللا. وقدمت الشاليهات المتوسطة عروضاً تراوح بين 10 آلاف و14 الف ريال لأيام العيد الأربعة فقط تنخفض الى أقل من النصف بنهاية العيد مباشرة. يشار الى ان ايجارات الشقق السنوية في الأحياء الراقية في جدة تراوح بين 18 و30 الف ريال. و بلغ متوسط أسعار السنة الجارية نحو 8000 ريال لفئة غرفة وصالة وحمام و11500 ريال و19 ألف ريال لفئة ثلاث غرف، علماً ان بعض القرى قدم عروضاً متنوعة، مثل تسعيرها لشاليه غرفتين نوم ومسبح بمبلغ 13 الف ريال. وتستفيد القرى والمنتجعات السياحية من غياب وسائل الترفيه داخل المدن السعودية، الامر الذي يخدمها مباشرةً، اضافة الى استفادتها من ساكني المدن القريبة من جدة، مثل مكةالمكرمة والطائف والمدينة المنورة، الذين يفضلون قضاء اجازة العيد فيها، خصوصاً مع اعتدال الاجواء فيها. ووضعت المنتجعات ضوابط للسكن مستفيدةً من أخطاء المواسم الماضية، عندما كان الشخص مثلاً يستأجر غرفة تكفي لشخصين بينما يقيم فيها اكثر من عشرة اشخاص. ووضعت أنظمة تنص على السماح لمستأجر الغرفة او الشاليه باستقبال زائرين فقط في اليوم. ويقول احد العاملين في المجال السياحي ان تزايد المشاريع السياحية على ساحل البحر الاحمر لن يخفف بالضرورة نسبة ارتفاع الأسعار الموسمية، حيث ان تلك المشاريع مصصمة لفئة ذوي الدخل المرتفع وتصل أسعارها في المتوسط الى ما بين 1.750 مليون و3 ملايين ريال للشاليه الواحد، الأمر الذي يجعل المستفيدين منها من فئة واحدة فقط. ويشير الموظف الى ان رفع الأسعار يعد امراً طبيعياً كون هذه المنتجعات لا تعمل الا في فترات محدودة خلال السنة، مثل الاجازة الصيفية وفترتي عيد الاضحى والفطر والعطلات الاسبوعية، فيما تتوقف تماماً خلال الأيام الدراسية.