غزة - "الحياة" - تعتبر "لجان المقاومة الشعبية" احدى ابرز القوى والاذرع الكفاحية والنضالية التي ابتكرها الفلسطينيون بغية مقارعة الاحتلال على اكثر من جبهة واكثر من صعيد، حققت فيها نجاحات ملموسة واحياناً غير مسبوقة. ولدت "لجان المقاومة الشعبية" في مخيم رفح اقصى جنوب قطاع غزة في اعقاب اندلاع انتفاضة الاقصى اواخر ايلول سبتمبر عام 2000 على يد نحو 20 كادراً فلسطينياً معظمهم اعضاء سابقون من حركة "فتح"، كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات، والبقية اعضاء سابقون من فصائل اخرى مختلفة. ويقول احد القادة المؤسسين ل"الحياة" ان قرار تأسيس لجان المقاومة كان قراراً منبثقاً عن "الاباء المؤسسين" وليس بقرار من اي فصيل او تنظيم او السلطة الوطنية واجهزتها الامنية والعسكرية. واضاف القائد الذي فضل عدم ذكر اسمه ان تأسيسها جاء تحت شعار "المقاومة حق للجميع بغض النظر عن انتمائه السياسي او التنظيمي، شرط الا يكون عضوا في اي فصيل او قوة سياسية او حزب كي نضمن الاستقلالية التامة عن كل هؤلاء"، مشيراً الى انها تضم اعضاء سابقين من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الديموقراطية" وحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وغيرها من الفصائل. والمؤسسون شبان يافعون لم تتجاوز اعمار معظمهم 40 عاماً وشاركوا في اعمال ونشاطات ابان الانتفاضة السابقة 87 - 1993 وهم يوصفون غالباً بأنهم متمردون على السلطة والفصائل، ويشكلون حالة نضالية وكفاحية سابقة في خطواتها خطوات السلطة والفصائل. ونفذت "ألوية الناصر صلاح الدين" الذراع العسكرية ل"لجان المقاومة الشعبية" عملية فدائية نوعية ليل الخميس -الجمعة استهدفت قافلة عسكرية اسرائيلية ما ادى الى مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين وجرح آخر وتدمير الدبابة الاكثر تطوراً وقوة في العالم من نوع "ميركافا سيمان 3" اسرائيلية الصنع. وبعد اشهر قليلة على اندلاع الانتفاضة اقتحم بهاء سعيد قائد الوية صلاح الدين وسط منطقة مستوطنة "كفارو داروم" الواقعة شرق مدينة دير البلح وقتل ثلاثة جنود قبل ان يستشهد، ما حدا بقادتها الى تسمية احد الالوية باسمه.