شدد الملاكم البريطاني اليمني الاصل نسيم حميد على انه لم يفكر ابداً في الاعتزال وان الفترة التي قضاها بعيداً من الحلبة كانت للراحة ول"مراجعة الحسابات وتقويم النفس"، ووعد في اول حديث له منذ قرابة العام بفتح صفحة جديدة، خصوصاً انه ظهر حليق الرأس وزائد الوزن بعض الشيء فضلاً عن اقالته مدربه الاميركي ايمانويل ستيوارد. وضحك "البرنس" على ما وصفه بعضهم بانه بات "مخضرماً" في وزن الريشة، وعلق ببساطة "ربما اكثر خبرة ولكنني لست عجوزاً حتى ألقب بالمخضرم"، علماً انه احتفل بعيد ميلاده ال28 الاسبوع الماضي واكمل عامه العاشر محترفاً. وعن سبب ابتعاده من الاضواء طوال هذه المدة قال: "كثيرون صرحوا بعد خسارتي انني سأعتزل. اعتزل؟ فقط بعد هزيمة واحدة من يدري كم مرة يقول الملاكم هذا الكلام خلال مسيرته ثم يعود عن رأيه لكنني لم افكر بالاعتزال مرة واحدة ولم اكن محبطاً او فاقد العزيمة، كل ما فعلته انني اخذت بعض الوقت للراحة ولأكون مع زوجتي وعائلتي". وعن صدى هزيمته وشعوره من بعدها قال: "في أي وقت من الاوقات لم اتوقع او اتخيل ان اهزم ولكن عندما حدث ذلك كان عليّ ان اكون مستعداً للتعامل مع وقع الهزيمة وهذا ما فعلته، هذا الولد لا هذا الرجل باريرا هزمني بجدارة. لا أملك اي اعتراض على ذلك وهذا ما قلته مباشرة بعد المباراة". وأضاف: "لم يحالفني الحظ في تلك الليلة وانا لا اختلق الاعذار ولا اريد ان اقلل من شأن باريرا في ذلك الفوز، لكن الامتحان الحقيقي للبطل هو ان يستطيع العودة الى الحلبة ويهزم من غلبه وهذا ما انوي عمله. انظر الى لينوكس لويس بطل العالم للوزن الثقيل وتصميمه على استعادة لقبه من حسيم رحمن العام الماضي، ولهذا انا أكنّ له احتراماً كبيراً وهذه هي الصورة التي اريد ان يتذكرني الجميع بها". ومباراة الاعادة ضد باريرا الخريف المقبل هي الهدف الاول لحميد ضمن المباريات الثلاث التي اتفق عليها مع شبكة التلفزيون الاميركية "اتش بي او" يبدأها امام بطل اوروبا الاسباني مانويل كالفو الذي لم يهزم في 38 مباراة خاضها في مسيرته، في آذار مارس المقبل في لندن، خصوصاً ان باريرا اعلن موافقته المبدئية على ملاقاة نسيم ثانية "في اي مكان يريده" بحسب قوله. وعلى رغم هذه البقعة السوداء في سجل نسيم، الا انه يظل احد اكبر الجاذبين للجماهير، خصوصاً في بريطانيا، ويقول: "من هو اكثر اثارة مني في بريطانيا في الوقت الحالي؟ غيابي الطويل عن الحلبة اثبت اكثر من السابق ان الجماهير تريد مشاهدتي وهذه ليست مبالغة". وعلى رغم السمعة التي التصقت بحميد على انه متكبر ومتهور والتي يظهر فيها عادة امام شاشات التلفزيون، الا انها الطريقة التي جمع منها ثروته التي تقدر بنحو 32 مليون دولار، واوضح: "لا اعرف غير هذه الطريقة التي اشعر فيها بحريتي لأنني جربت طريقة اللعب التقليدية فتهت في الحلبة، كما اعرف الخطأ الفادح الذي ارتكبته امام باريرا وهو انني كل ما فكرت به هو كيف اطرحه ارضاً وليس كيف ألاعبه. فلاحقته طوال المباراة واستغل هو ذلك ببراعة. لهذا فشلت عندما غيرت طريقة لعبي". واضاف: "لن اكرر هذا الخطأ ثانية وسأعود الى ما كنت افعله في السابق وان اكون نفسي. لم يكن لدي خطة مسبقة للعب في مبارياتي السابقة انما كنت ارسمها في عقلي خلال اللقاء وكنت احبط عزيمة منافسي الى ان اطرحه ارضاً". وقرر نسيم بناء قاعة رياضية في منزله الكبير في مدينة شيفيلد وسط انكلترا لا تختلف في تصميمها كثيراً عما تعود عليه في بداياته قبل نحو 20 عاماً. وقال: "لا احب الصالات الفاخرة لهذا انشأت قاعة مجهزة بكل ما هو مناسب لي من معدات ومؤثرات موسيقية تناسب مزاجي، والأن انا متعطش للعب اكثر من اي وقت مضى". وكشف "البرنس" عن المكالمة الهاتفية من بطل العالم السابق شوغار راي ليونارد التي تركت اثراً كبيراً في نفسه، وفيها "حضني على العودة باسرع فرصة لأنني اذكره بما حدث له امام روبرتو دوران". كما اكد انه تخلى عن مدربه الاميركي ايمانويل ستيوارد لانه "خيب املي في قدراته وهو لم يكن مثلما تحدث عنه كثيرون واعتقد ان سمعته فاقت الحدود". ويدرب نسيم حالياً البورتوريكي اوسكار سواريز.