طار البرنس نسيم حميد وحلق عالياً في السماء على مدار عشر سنوات وامتع متابعيه وأعطى وزن الريشة أهمية مساوية للأوزان الثقيلة، الى أن هبط فجر الأحد الماضي على أرض الواقع ليبحث عن أجوبة مقنعة تواكب حقيقة الصدمة التي مُني بها وانعكست بالهزيمة الأولى بعد 35 انتصاراً متتالياً. لم يكن الملاكم اليمني الأصل أقل ديبلوماسية في تبريراته لأسباب الهزيمة من تصريحاته عن سر انتصاراته، ف"الخسارة هي ما أرادها الله لي حتى يختبر صبري ورد فعلي...". ببساطة علق البرنس وكأنه توقع خسارته التي مهدت لها عروضه المتواضعة في العامين الأخيرين، وهو يعلم مسبقاً ان من بين بنود عقد اللقاء مع المكسيكي ماركو انطونيو باريرا اعادته في حال خسارته فلم يتوان في المطالبة بهذا الحق وتحديد موعد لذلك في أقرب فرصة ممكنة. ربما كانت الهزيمة متوقعة لمنتقدي نسيم لكنها كانت صدمة لمحبيه وللذين آمنوا بكل كلمة تفوه بها من انه لن يهزم أبداً، وربما أرادوا أن يصدقوا انه سينهي مسيرته من دون هزيمة كونه أحد الرياضيين القلائل، وربما الوحيد الذي يمثل اكثر من 250 مليون عربي بفخر، ولم يتردد في ابراز عاداته الاسلامية وتراثه العربي في كل المناسبات والمحافل التي شارك فيها. وفي بريطانيا كان نسيم بمثابة الهواء النقي لهذه اللعبة في بلد افتقد أبطاله الى ميزة الامتاع واثارة الجماهير داخل الحلبة وخارجها، وعالمياً كان البرنس السبب الرئيسي في اضفاء اهتمام خاص لوزن الريشة منذ الأميركي شوغار راي ليونارد. والبرنس بكل تأكيد من خامة العمالقة من جهة المتعة والاثارة، أما من جهة التصميم فعلينا الانتظار لنرى ما ستفرزه الشهور المقبلة خصوصاً أنه كان قد أعلن للمرة الأولى قبل اللقاء الأخير انه سيعتزل اللعبة قبل مرور 18 شهراً، ولكن من يعرفه عن قرب يعلم انه لن يرضى بالتنحي وفي سجله خسارة من ملاكم على ثقة ان في استطاعته هزيمته فضلاً عن انه أعلن في تصريحات تبعت الهزيمة انه سيعود الى التدريب في الحال... والى حين لقاء "الاعادة" فإن أجسام الملاكمين التي ستقف أمامه في مبارياته المقبلة ستكون مقياساً لرد فعله ان لم تكن أشبه بأكياس التدريب!