يشهد ذيل الترتيب في دوري خادم الحرمين الشريفين صراعات محتدمة تشبه تلك التي في الصدارة، وهي تجمع بين الرائد والاتفاق والنجمة التي تحتل المراكز من العاشر إلى الثاني عشر على التوالي. ويشكل الاتفاق الظاهرة الأكثر غرابة في هذا الصراع في ظل تقهقره الكبير، والذي خالف واقع إحرازه لقب الاستحقاق الأول هذا العام والتي تمثل في كأس مسابقة الامير فيصل بن فهد، بعدما أقصي الاتحاد في نصف النهائي والاهلي في النهائي. فشل الاتفاق في تسجيل أي فوز في خمس مباريات خاضها في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، علمًا أنه خسر أربعًا منها أمام الشعلة 2-3 والأهلي صفر-4 والاتحاد 1-3 والقادسية 1-2، وتعادل سلبًا مع الشباب. وصحت بالتالي تكهنات النقاد في أن الفريق يمكن أن ينسى المسابقة الأهم عقب إحرازه لقب كأس الأمير فيصل بن فهد، علمًا أن مستواه المتقهقر يرجح تعرضه لهزيمة جديدة بعد غد أمام الهلال. وتعرض لاعبو الاتفاق والمدرب الهولندي وليم رايتسنبيرغ لحملة انتقادات واسعة تسببت بإقالة الأخير وتعيين البرازيلي خوسيه زوماريو بديلاً منه، الذي تسلم مهمة الإشراف على الفريق قبل إجازة عيد الفطر المبارك. واعتبر نائب رئيس النادي خليل الزياني إقالة رايتسنبيرغ الحل المناسب من أجل معالجة مشكلة عدم اقتناع اللاعبين بقدرات المدرب وتجاهلهم بالتالي تنفيذ تعليماته على أرض الملعب". وتأثر الفريق سلبًا أيضًا بغياب مسؤوله الاداري هلال الطويرقي بسبب مشكلات صحية، ما أثر على الحوافز المعنوية لدى اللاعبين، كما افتقد خدمات أبرز لاعبي مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد المهاجم يسري الباشا، ولن يستفيد في الفترة التالية من جهود ظهيره الايمن حمد العيسى الذي انتقل إلى صفوف الاتحاد في مقابل أربعة ملايين ريال، في حين كسب خدمات مهاجم الاتحاد علي المطرود ولاعب خط الوسط سامي شاص، الذي انتقل من العميد إلى الاتفاق على سبيل الاعارة، كما جدد عقد مدافعه أحمد البحري. وسيتعين على زوماريو إيجاد البديل لعيسى، ومعالجة ثغرات خط الدفاع الاضعف في البطولة بعدما تلقت شباك الفريق 12 هدفًاز. ويؤكد مسؤولو النادي أن العمل الجاد الذي بدأه المدرب الجديد زوماريو سيدفع بالفريق إلى مركز في وسط الترتيب. وبالانتقال إلى الرائد والنجمة فلم يتوقع أحد من أبناء منطقة القصيم، اللذين ينتميان إليها، أن يظهرا بمستوى مخيب، خصوصًا الثاني الذي فشل في تحقيق أي فوز في خمس مباريات، في حين اكتفى الرائد بفوز وحيد على النجمة ذاته 2-1. وبدأ الرائد المسابقة بخسارة غير مستحقة خارج أرضه أمام الهلال صفر -1، واتبعها بأخرى أمام الطائي 2-3 قبل أن يفوز على النجمة، ثم عاد إلى دوامة الهزائم أمام الشعلة صفر-4. أما اللاعبون البارزون في صفوفه فكانوا فارس الحربي والسلال ومودي نجاي والشريف والحارس الدخيل. في المقابل، خسر النجمة أمام الرياض صفر-1 والنصر صفر-2 والرائد 1-2 والطائي 1-2 والهلال 1-2. وأقالت إدارة الفريق المدرب التونسي فتحي الجبالي، وعينت المشرف على فرق الشباب المصري محمد علي بديلاً منه. وشهدت صفوف الفريق عودة لاعب خط الوسط السابق منصور الموسى من النصر، ويبقى الغاني إسحق كواكي أبرز لاعبي الفريق مع يوسف الجسار وأحمد الحربي. ويتمنى أنصار النجمة استعادة فريقهم نغمة عروضه المتألقة في نهاية الموسم الماضي، ما جنبه السقوط إلى مصاف الدرجة الاولى بعد بداية مخيبة. الاهلي من جهة أخرى، رفضت إدارة نادي الترجي التونسي إعارة المهاجم الدولي علي الزيتوني إلى الاهلي لمدة ستة أشهر، وبررت رفضها بحاجة الفريق إلى خدماته، خصوصًا أنه يعد أبرز مهاجمي الفريق الذي يتصدر ترتيب البطولة المحلية حاليًا في ظل امتلاكه مهارات تهديفية عالية. في المقابل، اقترحت إدارة الترجي الاستغناء عن العاجي تراوري ومواطنه عمر سانقو إلى الاهلي الذي رفض العرض. ويجتمع حسام أبو داود، عضو مجلس إدارة الاهلي، مع رئيس نادي الرجاء البيضاوي أثناء تواجده في المغرب لحضور قرعة بطولة سوبر الاندية العربية المقررة في مدينة فاس المغربية من 17 إلى30 كانون الثاني يناير المقبل، من أجل حسم موضوع انضمام هشام بوشروان أو مواطنه حميد ناصر على سبيل الاعارة إلى الاهلي من أجل تعزيز فاعلية خط الهجوم. وفي حال موافقة إدارة الرجاء البيضاوي على الاستغناء عن أحد اللاعبين سيُصرف النظر عن الزيتوني. وعمومًا، يفتقد فريق الاهلي في مبارياته التالية جهود مدافعه البحريني محمد حسين بهزاد الذي ينتظم حاليًا في المعسكر الاعدادي لمنتخب بلاده للمشاركة في مسابقة كأس العرب الثامنة المقررة من 16 إلى 31 الجاري في الكويت.