تبدأ غداً في قطر المناورات الأميركية، استعداداً للحرب على العراق، على رغم حرص الولاياتالمتحدة على عدم الربط بين المسألتين. وسيصل إلى الدوحة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد خلال الأسبوع المقبل، بعد جولة في القرن الافريقي. ويشرف على المناورات قائد القوات المركزية الجنرال تومي فرانكس الذي يفترض أن يكون على رأس "قوات التحالف" في الحرب المحتملة على بغداد. الدوحة - أ ف ب - وصل قائد القوات الاميركية في الخليج الجنرال تومي فرانكس الى قطر للاشراف على مناورات مهمة تبدأ غداً، فيما تبدو الادارة الاميركية على وشك اتخاذ قرار بشن حرب على العراق. وأقامت القوات المركزية سنتكوم مقرها العام في قطر ويشكل عصب الحملة العسكرية المحتملة على بغداد. وسيشرف فرانكس على مناورات "نظرة من الداخل" المقرر بمشاركة ألف عسكري أميركي وبريطاني، على ما قال القومندان بيل هاريسون المتحدث باسم "سنتكوم". وحرصت واشنطن على استبعاد أي علاقة مباشرة بين المناورات والوضع في العراق الذي تهدده بنزع أسلحته بالقوة. غير ان عسكريين أميركيين يقرون بأن سيناريوات هذه المناورات تشمل العراق. لكنهم يتكتمون على مدة اقامة 600 إلى 700 خبير تخطيط، ويرفضون قول ما إذا كانوا سيبقون بعد تركيز تجهيزاتهم. ويقول اللفتانت كولونيل جون روبنسون، وهو أيضاً ناطق باسم "سنتكوم": "لم نقل أبداً سوى اننا ننوي إعادة انتشارنا بعد انتهاء المناورات غير ان هناك الكثير من الاشياء التي يمكن ان تغير خططنا". وتشكل المناورات جزءاً من جهود الولاياتالمتحدة لابقاء الضغوط على الرئيس العراقي صدام حسين ليتخلى عن برامجه للتسلح النووي والكيماوي والبيولوجي. وينتظر وصول رامسفيلد إلى قطر في أعقاب جولة في القرن الافريقي الاسبوع المقبل، حسبما أعلنت السفارة الاميركية في الدوحة. كما أن الجيش الاميركي بدأ قبول الصحافيين في المواقع القريبة من العراق في الكويت. والمناورات في قطر هي الأخيرة في سلسلة اطلق عليها "نظرة من الداخل". وكانت مناورات مماثلة ساعدت على وضع خطط الهجوم في حرب الخليج سنة 1991 التي تمكن فيها تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة من طرد القوات العراقية من الكويت. واختارت الولاياتالمتحدة ازاء رفض المملكة العربية السعودية استخدام أراضيها قاعدة للهجوم على العراق، اقامة مركز قيادة في قاعدة الصالحية التي تبعد 15 كلم عن العاصمة القطريةالدوحة. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولاياتالمتحدة انفقت أكثر من 100 مليون دولار لانشاء 20 مستودعاً مكيفاً لمئات الدبابات والسيارات المصفحة. ولا تشمل المناورات التي سيكون فيها الجنرال فرانكس على اتصال مع قادة القوات البحرية والجوية والمارينز في المنطقة اضافة الى مقر "سنتكوم" في تامبا فلوريدا، مشاركة قوات مقاتلة. وسيشارك فيها آلاف العسكريين. وكان متحدث باسم "سنتكوم" ذكر الاسبوع الماضي أنها "ستكون مناورات مهمة على مستوى عالمي"، غير أن العسكريين الاميركيين يرفضون القول ما الدول الاخرى علاوة عن بريطانيا التي تشارك فيها. وأضاف هؤلاء ان الوسائل الحديثة تتيح قيادة حرب من تامبا، غير ان مقر القيادة في قطر يمنح الجنرال فرانكس فرصة ان يكون قريباً من القوات. وتم نشر حوالي 60 ألف عسكري اميركي في المنطقة قرب العراق. ويتمركز أكثر من أربعة آلاف في قاعدة العديد في قطر التي تمثل أكبر مخزن للعتاد العسكري الاميركي في المنطقة.