وصل قائد القوات المركزية الاميركية تومي فرانكس الى قطر امس ليشرف على مناورات تستمر اسبوعاً، ويُعتقد انها تندرج في اطار الاستعداد للحرب المحتملة على العراق، وكان اعلن في واشنطن ان البنتاغون استدعى حوالى 10 آلاف من الحرس الوطني وجنود الاحتياط لحماية القواعد الجوية. واشاد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في حديث الى "الحياة" وتلفزيون "ال. بي. سي" ب "التعاون" العربي "الممتاز" في الاستعدادات للحرب و"مكافحة الارهاب"، داعياً الرئيس صدام حسين الى الاختيار بين "الرحيل" او كشف اسلحته وتدميرها او مواجهة العواقب. راجع ص3 و4 وافادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان واشنطن تطالب مفتشي "انموفيك" بخطف العلماء العراقيين ونقلهم الى الخارج، لكن رئيس المفتشين هانس بليكس قال: "لن نخطف احداً ولن نخدم كوكالة للمنشقين". وعشية تسليم بغداد بيانات عن اسلحة الدمار الشامل، بموجب القرار 1441 اعلن رئيس مجلس الامن ان البيانات العراقية لن تنشر غداً، بعدما ترك المجلس للمفتشين مهمة تحليلها، قبل تلقي الدول الاعضاء نسخة عنها، وذلك ليقرر خبراء لجنة التفتيش انموفيك هل تحتوي معلومات حساسة. وذكر مسؤولون في البنتاغون ان الجنرال فرانكس وصل امس الى قاعدة العديد في قطر، آتياً من فلوريدا ليشرف على مناورات "النظرة من داخل" التي تبدأ بعد غد. وستنفذ باستخدام موقع قيادة الكتروني محمول ومتطور نقل حديثاً الى القاعدة. وسيربط فريق من حوالى الف خبير عسكري اميركي وبريطاني القوات الاميركية وقوات الحلفاء في المنطقة مع بعضها بعضاً. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين في البنتاغون ان وزارة الدفاع تنوي استدعاء حوالى عشرة آلاف جندي احتياط لحماية القواعد الاميركية، لكنهم ذكروا ان لا علاقة لهذه الخطوة باحتمال شن حرب على العراق. واشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الى ان الحرب تحتاج الى استدعاء عدد اكبر من الاحتياط والحرس الوطني، يفوق الاعداد التي استدعيت خلال حرب الخليج في 1991 اي حوالى 265 الفاً. كما اوردت الصحيفة ان السلطات الاميركية تطالب المفتشين الدوليين بمساعدة العلماء العراقيين على الخروج خلسة من بلادهم او خطفهم، عارضة منحهم اللجوء في مقابل ادلائهم بمعلومات. ونقلت عن مسؤولين اميركيين وآخرين في الاممالمتحدة طلبوا عدم كشف اسمائهم، ان البنتاغون والبيت الابيض يريدان من المفتشين تحديد هوية العلماء والعمل لإخراجهم من العراق. لكن معظم المسؤولين في الاممالمتحدة والخارجية الاميركية يدعم موقف هانس بليكس رئيس المفتشين الذي يؤكد ان المنظمة الدولية لا تستطيع ارغام العلماء على المغادرة. واوضح المسؤولون ان المحادثات المتعلقة بهذا الامر بدأت الاثنين الماضي في نيويورك خلال لقاء بين بليكس ومستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس. واكدوا ان واشنطن مستعدة لمساعدة العلماء العراقيين على الاقامة في بلد يستقبلهم، وحمايتهم في مقابل معلومات عن الاماكن التي يخفي فيها صدام ما لديه من اسلحة دمار شامل. الى ذلك، يتوقع ان يتسلم مجلس الامن غداً الكشف العراقي ببرامج اسلحة الدمار الشامل تنفيذاً لقرار المجلس الرقم 1441 الذي حدد 8 الشهر الجاري موعداً اخيراً لتسلم الوثيقة. واكد سفير العراق محمد الدوري ان بغداد ستسلم ثلاث نسخ في الساعة الثامنة مساء اليوم بتوقيت بغداد، وذلك لممثلين عن لجنة التفتيش انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وستُرسل النسخ الى الاممالمتحدة في نيويورك فوراً على ان يتسلم السفير نسخة كي يتوجه بها غداً الى رئيس مجلس الامن. وعلمت "الحياة" من مصادر عراقية ان البيانات العراقية تتضمن "معلومات عن كل ما دمّر" من اسلحة الدمار الشامل، وتحتوي "اموراً جديدة" في آلاف الصفحات. وذكر السفير العراقي ان هذه البيانات "لا تتضمن وثائق عن اسلحة دمار شامل، اذ ليست لدينا مثل هذه الاسلحة". وناقش مجلس الامن في جلسة مغلقة حضرها بليكس كيفية التعامل مع البيانات العراقية المتوقع ان يكون جزء منها بالانكليزية وآخر بالعربية. وتترقب الادارة الاميركية "اغفال" العراق بعض الامور في البيانات، او "التزييف" وستقارنها بما لديها من ادلة. وقال السفير السوري، العضو العربي الوحيد في مجلس الامن، الدكتور ميخائيل وهبه ان "العراق ايجابي جداً في التعاون، وقدم كل ما يجب ان يُقدم حتى الآن. واضاف ان على اي دولة لديها ادلة" من نوع او آخر ان تقدمها الى "انموفيك". ونقلت مصادر عن بليكس قوله للمجلس امس ان تحليل البيانات العراقية بصورة كاملة سيستغرق وقتاً طويلاً.