كشفت صحيفة اسرائيلية امس ان القنصل الاميركي السابق في القدس ادوارد ابنغتون حذر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من انه "سيجد نفسه ميتاً او في المنفى" اذا لم تتغير الاوضاع. ومن جهة اخرى توقع المعلق اليهودي الاميركي في صحيفة "نيويورك تايمز" وليام سافير امس إعادة عرفات الى المنفى في العام المقبل. واشارت صحيفة "معاريف" العبرية الى ان ابنغتون الذي وصفته بأنه من ممثلي اللوبي الفلسطيني في واشنطن، قال للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش عاقدة العزم على شن حربها على العراق، وان ذلك "لا يعني انك عرفات تستطيع الشعور بالأمان في هذه الفترة الانتقالية. واذا وقع حدث كبير مثل عملية توقع عدداً كبيراً من القتلى في الجانب الاسرائيلي، فإنك ستتحمل شخصياً النتائج فورا". وحسب الصحيفة التي ذكرت انها حصلت على محضر اللقاء الذي عقد بين ابنغتون والرئيس الفلسطيني في رام الله قبل اسبوعين، قال ابنغتون ان التقديرات الاميركية تشير الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سينجح في الانتخابات المقبلة وانه سيكون رئيس الوزراء الجديد، وان ذلك لن يغير في مواقف واشنطن تجاه عرفات، و"ربما العكس". وكتبت: "قال ابنغتون لعرفات انه من اجل الخروج من الطريق المسدود وإنقاذ نفسه من خطر حقيقي على مستقبله، يجب عليه عرفات ان يطلق مبادرة ديبلوماسية عميقة الاثر وان يوقف العنف". واضاف ابنغتون: اذا لم تفعل ذلك، فستجد نفسك بعد أشهر عدة من الحرب على العراق ميتاً او في احسن الاحوال منفياً". وقالت الصحيفة ان ابنغتون أبلغ عرفات ان "مفاتيح مستقبله الشخصي بيدي حماس". ونسبت "معاريف" الى عرفات، ردا على كلام ابنغتون، انه لا يثق بشارون وان الأخير لا ينوي تنفيذ "رؤية" بوش. وزادت ان عرفات قال: "شارون لا يريد في الواقع رئيس وزراء فلسطينيا وانما يريد مديرا يعينه هو للفلسطينيين، وهدفه الوحيد في حياته تدمير السلطة الفلسطينية وادامة الاحتلال". من جهة اخرى، توقع المعلق وليام سافير، المؤيد لاسرائيل، في عموده في صحيفة "نيويورك تايمز" امس اعادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من رام الله الى المنفى خلال العام المقبل، وترؤس شارون "حكومة وحدة" جديدة في اسرائيل. وفي ما يتعلق بالحوار الفلسطيني الجاري في القاهرة بين حركتي "فتح" و"حماس" اعتبر عرفات ان "هذه الحوارات خطوة مهمة بدأت برعاية الرئيس حسني مبارك بمساعدة الاخوة السعوديين والاصدقاء الاوروبيين ونحن نشكرهم على هذه الجهود المهمة لدفع عملية السلام... سلام الشجعان". الى ذلك يسعى شارون، ووزير دفاعه شاؤول موفاز ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون الى تسويق مشروعهم لضم اكثر من نصف مساحة الضفة الغربيةالمحتلة بحجة توفير "الامن" للمستوطنات اليهودية. وتبين امس، بعد يومين فقط من الاعلان الاسرائيلي عن اقامة مناطق عازلة حول المستوطنات اليهودية بمساحة 300 متر، ان الحديث يجري عن ادخال ما نسبته 58 في المئة من الاراضي الفلسطينية التي تخضع الان للسيطرة العسكرية الاسرائيلية الفعلية ضمن ما يسمى "المجال الحيوي" لهذه المستوطنات. وتشمل هذه الاراضي البقع التي تحتلها المستوطنات اليهودية المقامة الان، بالاضافة الى الاراضي التي تدخلها المؤسسة الاسرائيلية ضمن الخرائط الهيكلية لهذه المستوطنات والتي تصل الى اكثر من ستة في المئة من اراضي الضفة الغربية، يتبعها ما سيتم ضمه في اطار اقامة الاسيجة الالكترونية للمستوطنات. وعلى الصعيد الميداني قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس ثلاثة فلسطينيين احدهم قرب جنين والاخر في نابلس والثالث الى الشرق من مدينة غزة. المجلس المركزي الفلسطيني الى ذلك، اعلن وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات امس ان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية سيعقد اجتماعا له في التاسع من الشهر المقبل في مدينة رام اللهبالضفة الغربية لعرض مشروع المسودة الاولى من دستور الدولة الفلسطينية للمراجعة والمناقشة. وقال ان السلطة الفلسطينية ستطلب من اللجنة الرباعية "مساعدتنا لتمكين جميع اعضاء المجلس من الداخل والخارج من الحضور وضمان عدم عرقلة حضورهم من جانب اسرائيل"، موضحا انه اعلم ايضا الجانب الاسرائيلي بالاجتماع. عرب اسرائيل والانتخابات من جهة اخرى، تتجه لجنة الانتخابات في إسرائيل إلى منع ثلاث نواب عرب هم أحمد الطيبي وعبدالمالك دهامشة وعزمي بشارة، من خوض الانتخابات. وقررت اللجنة مساء أمس بغالبية 21 صوتاً ومعارضة 19 منع رئيس الحركة العربية للتغيير الدكتور أحمد الطيبي من المشاركة في الانتخابات المقبلة بزعم دعمه الكفاح المسلح ضد إسرائيل. ومن المتوقع أن يطعن الطيبي في القرار أمام المحكمة العليا. وكانت اللجنة ردت في وقت سابق طلب النائب اليميني ميخائيل كلاينر منع تحالف "الجبهة الديموقراطية - العربية للتغيير" من خوض الانتخابات بادعاء نفيه الطابع اليهودي للدولة ودعمه الكفاح المسلح ضد إسرائيل. ولم يؤيد الطلب أحد سوى مقدمه وعارضه 27 عضواً، فيما امتنع 9 آخرون عن التصويت. وأبرزت ممثلة المستشار القضائي للحكومة موقفه المعارض للطلب "على رغم أن تفوهات الطيبي مثيرة للغضب أحياناً، إلا انها لا تبرر شطب القائمة". كما أعلن رئيس اللجنة القاضي ميخائيل حيشين معارضته شطب التحالف.