الجزائر - "الحياة" - أحبطت السلطات الجزائرية عملية تهريب اسلحة وذخائر محظورة كانت مخبأة في سيارة على متن باخرة وصلت من مارسيليا جنوبفرنسا الى ميناء في شرق البلاد. وعبرت أوساط أمنية عن خشيتها من ان تكون عملية التهريب مرتبطة بشبكة "القاعدة" ومحاولتها دعم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية. وعلى الصعيد الامني ايضاً، اطلقت قوات من حرس الحدود النار على جزائريين اثنين وقتلت احدهما لدى محاولتهما عبور الحدود الى المغرب. علمت "الحياة" من مصادر مطلعة في الجزائر أن فرقة مشتركة من الجمارك ومصالح الأمن الوطني صادرت أسلحة محظورة مساء الاربعاء الماضي خلال عملية تفتيش مفاجئة في ميناء سكيكدة، على مسافة 400 كلم شرق العاصمة. وذكرت المصادر، أن التحريات كانت تستهدف سيارة سياحية كانت على متن باخرة تدعى "زرالدة" ابحرت من مدينة مارسيليا الفرنسية. ونجحت التحريات في مصادرة 700 قنبلة مسيلة للدموع و300 خرطوشة معبئة تستعمل في بنادق الصيد. ولم تعلن المصادر الرسمية معلومات عن العملية. وأفيد أن الاسلحة المحظورة كانت مخبأة بإحكام في الصندوق الخلفي للسيارة وتحت الأرائك في السيارة ووضعت عليها مواد تحول دون اكتشافها بواسطة الأجهزة السينية التي تستعمل عادة لكشف الاسلحة. واستناداً الى التحريات الأولية، اعتقل المتهم بتهريب هذه الأسلحة المحظورة، وهو شاب من ولاية ميلة 370 كلم شرق العاصمة، مباشرة بعد اكتشاف العملية. ويعاقب القانون الجنائي الجزائري بشدة كل شخص يتورط في تهريب اسلحة أو حيازتها من دون ترخيص. ولم يُعرف مدى ارتباط العملية بشبكة إمداد واسعة لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذي يتزعمه حسان حطاب والذي ينشط في منطقة قريبة من الميناء. وكانت اوساط أمنية أبدت اخيراً مخاوف من أن يؤدي الدعم المستمر الذي يوفره تنظيم "القاعدة" إلى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى خلق مصاعب ميدانية في تطويق الاعتداءات المسلحة التي ينفذها نشطاء هذا التنظيم. وصادرت مصالح الجمارك قبل شهرين 12 ألف قطعة سلاح أبيض استوردها أحد الجزائريين من دولة خليجية عثر عليها داخل إحدى الحاويات في ميناء الجزائر العاصمة. كما أوقفت فرقة تابعة للجمارك قبل شهر ونصف شهر مهرب جزائري وفي حوزته 40 كلغ من البارود المتفجر قرب منطقة حدودية مع المغرب. وقبل ذلك، سجلت مصالح الجمارك والسلطات الأمنية محاولات تهريب عدة عبر الحدود الجزائرية، الامر الذي دفع إلى تشكيل فرق مشتركة تتولى مراقبة مختلف عمليات التهريب التي تتعلق بالأمن العام، خصوصاً مع انتشار ظاهرة المهربين الذي يستعملون الأسلحة النارية. وتشير تقارير رسمية الى أن مجموعة من شبكات التهريب بدأت قبل أشهر التنسيق في ما بينها لتقوية نشاطها وصد محاولات الجمارك وحرس الحدود وقف نشاطها، خصوصاً في الجنوب. وتتخصص هذه الشبكات في تهريب المخدرات والسجائر الواردة من وسط إفريقيا، إضافة إلى شبكات تهريب المشروبات الكحولية. الحدود المغربية في السياق ذاته، أفادت "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية أمس، ان عناصر من حراس الحدود التابعة للدرك الوطني في منطقة الجرف ولاية تلمسان 500 كلم غرب على الحدود مع المغرب أطلقت النار على جزائريين اثنين كانا يحاولان اجتياز الحدود، وقتلت أحدهما في منطقة براد الحرشة. واضاف المصدر نفسه نقلاً عن قيادة الدرك الجزائري تابعة لوزارة الدفاع الوطني، ان حراس الحدود كانوا في دورية عادية على الحدود المغربية - الجزائرية واضطروا إلى إطلاق النار على الشخصين اللذين كانا يحاولان الفرار، و ذلك بعدما أمروهم بالتوقف لتفتيشهما والتأكد من هويتهما. وأكد المصدر اعتقال الشخص الثاني الذي يقطن في الرمشي التابعة للولاية نفسها، فيما وجد بحوزة القتيل 3900 قرص مخدر.