وسعت الحكومة المصرية دائرة الحوار الذي تجريه ثنائياً مع عدد من القوى والفصائل الفلسطينية من جهة، وبين هذه الفصائل نفسها من جهة أخرى. ووجهت الحكومة المصرية الدعوة أخيرا إلى حزب الشعب الفلسطيني الشيوعي سابقا لمحاورة عدد من المسؤولين منه حول تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وافضل السبل للخروج من مأزق عملية السلام. وعلى رغم أن الحزب لا يتبنى الكفاح المسلح أو استخدام وسائل "العنف الثوري" ويدعو إلى أن تكون الانتفاضة سلمية وشعبية، فانه يؤكد في خطابه السياسي حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، من دون أن يحدد وسائل تلك المقاومة وأشكالها. وقال مسؤولون في الحزب الذي غير اسمه قبل نحو 10 سنوات من الشيوعي إلى حزب الشعب انه تلقى دعوة أول من أمس لزيارة القاهرة لإجراء حوار مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان السبت المقبل. وقال عضو المكتب السياسي للحزب حنّا عميرة في حديث ل"الحياة" امس أن منسق عمل المكتب السياسي، عضو المكتب بسام الصالحي سيرأس وفد الحزب الى حوار القاهرة. وأوضح عميرة أن الحوار سيعقد تحت عنوان "الحوار السياسي وكيفية الخروج من المأزق الراهن"، معتبرا أن الحوارات الجارية مع عدد من الفصائل في القاهرة انما تأتي تمهيدا لعقد اجتماع يضم كل الفصائل والقوى في نهاية المطاف إما في القاهرة او غزة. واعرب عن اعتقاده بأن الاجتماع قد يعقد خلال الشهر المقبل، وهو الشهر الذي ستشهد نهايته تنظيم الانتخابات التشريعية الاسرائيلية التي يتوقع أن يفوز فيها رئيس الحكومة الحالي، زعيم حزب ليكود اليميني المتطرف، ارييل شارون. وحسب مراقبين فلسطينيين ومصريين فان هذه الحوارات تهدف الى قبول الفصائل والقوى الفلسطينية باعلان وقف للعمليات الفدائية قبل الانتخابات الاسرائيلية، تمهيدا لاعلان وقف شامل لاطلاق النار في اطار تحركات سياسية اقليمية ودولية تهدف الى اعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات بعد الانتخابات الاسرائيلية. واعتبر عميرة أن "الحوارات الثنائية التي جرت مع عدد من الفصائل تأتي تمهيدا للوصول الى صيغة اتفاق حول موضوع الهدنة الذي سيعرض على الاجتماع الموسع". ورأى أن هذه الحوارات "تكتسب اهمية كبرى نظرا للظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الاميركية لشن حرب على العراق"، مشددا على اهمية وجود "تفاهم فلسطيني - فلسطيني على قاعدة اخراج المدنيين من دائرة الصراع الدائر تمهيدا للوصول الى وقف اطلاق النار تحت اشراف دولي يكون مرتبطا بانسحاب اسرائيلي من مناطق السلطة الوطنية، ومن ثم اجراء انتخابات فلسطينية، للشروع بعد ذلك في مفاوضات الحل الدائم والنهائي". ووصف عميرة ادارة الحكومة المصرية الحوارات بانها "محاولة جادة منها تهدف الى مواجهة أي تطورات سلبية على صعيد الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي قد تنتج عن الحرب على العراق" في اشارة الى توقعات بأن شارون سيرتكب اعتداءات جديدة على الفلسطينيين مستغلا انشغال العالم بالحرب على العراق. الى ذلك، بدأت في القاهرة امس جولة اخرى من جولات الحوار مع وفد يمثل الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين برئاسة امينها العام نايف حواتمة. وقال مصدر مسؤول في الجبهة ل"لحياة" امس أن المحادثات "تستهدف اعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية في اطار سياسي ونضالي موحد بين جميع فصائل الانتفاضة والمقاومة، ينطلق من البرنامج الوطني الذي توافقت عليه جميع الفصائل في قطاع غزة في الخامس من آب اغسطس الماضي، الداعي الى تقرير المصير وبناء الدولة وحل مشكلة اللاجئين".