اعترف الجيش الأميركي بأن العراق أسقط فوق جنوبه طائرة استطلاع تجسس من دون طيار، فيما أكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أن الولاياتالمتحدة تستطيع أن تخوض في آن الحرب على الإرهاب وحرباً في العراق ونزاعاً محتملاً مع كوريا الشمالية. ورفض مسؤولون في واشنطن عرض بغداد استقبال ضباط من "الاستخبارات الأميركية" سي آي ايه لمرافقة المفتشين إلى المواقع التي تشتبه إدارة الرئيس جورج بوش في اخفائها أسلحة محظورة راجع ص2 و3 و4. واثر اسقاط طائرة التجسس الأميركية، ارتفعت أسعار خام برنت في بورصة النفط الدولية في لندن أكثر من دولار، لتسجل أعلى مستوى منذ ثلاثة أشهر، وعشية وصول رئيس الأركان الإسرائيلي موشي يعالون إلى أنقرة اليوم لاقناعها بالتنسيق في الإعداد للعمليات العسكرية المحتملة في العراق، أعلن رئيس الوزراء ارييل شارون أن الدولة العبرية "ستعرف كيف ترد" على أي هجوم انتقامي تشنه بغداد. وتعد الأممالمتحدة وكالاتها لاحتمالات تشرد 900 ألف لاجئ في حال اندلعت الحرب على العراق، في حين أفادت صحيفة "ذي فايننشال تايمز" أن واشنطن تستعد لارسال خمسين ألف جندي اضافي إلى المنطقة. لكن نائب وزير الدفاع الأميركي بول ولفوفيتز أكد أمس ان الولاياتالمتحدة تفكر أيضاً في احتمال حل الأزمة العراقية سلماً، معتبراً أن التحضيرات الأميركية للحرب هي أسوأ السيناريوات. وقال ناطق باسم البيت الأبيض، رفض ذكر اسمه: "على رغم اننا لم نتخل عن نزع سلاح العراق من خلال الأممالمتحدة، ندخل الآن مرحلة أخيرة في شأن كيفية اجبار الرئيس صدام حسين على نزع سلاحه". ونفى ولفوفيتز في رسالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" تصريحات نسبت إليه مفادها ان حكومة الرئيس صدام حسين ستسقط فور بدء هجوم أميركي. وقال: "ينبغي عدم التفكير فقط في أسوأ الأحوال، والأمور يمكن أن تتطور في اتجاه أكثر ايجابية، وعلينا أن نكون مستعدين لهذا الاحتمال في شكل يجنب سقوط قتلى أميركيين وعراقيين من دون جدوى". وفي ما يتعلق باسقاط طائرة التجسس قال دان كايج، الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية في تامبا بفلوريدا إن "المعلومات الأولى تشير إلى اسقاطها بواسطة طائرة عراقية". ونقلت "وكالة الأنباء العراقية" عن ناطق عسكري في بغداد أن المقاتلات الأرضية والطائرات العراقية "اسقطت طائرة تجسس أميركية من نوع بريدتر آتية من الكويت، وذلك في عملية دقيقة ومخطط لها". إلى ذلك، أكد الناطق باسم لجنة التفتيش انموفيك ايوان بيوكانن أن اللجنة تجري مقابلات فقط مع "مديري مواقع" في العراق، ولم تبدأ بعد لقاءات منفردة مع العلماء والمسؤولين في هذا البلد. وقال في اتصال هاتفي أجرته "الحياة" من بيروت: "ما زلنا في انتظار قائمة" باسماء العلماء والمسؤولين وجميع المطلعين على برامج التسلح العراقي. وتابع بيوكانن: "ما زلنا نبحث في النواحي الاجرائية والتفاصيل المتعلقة باجراء المقابلات خارج العراق. وهناك مسائل عدة ما زالت قيد البحث مثل، إلى أين ينقل العلماء وما هو العدد، وفي أي ظروف أمنية، وكيف تكون العودة أو البديل". وذكّر بتأكيد بليكس أن المعنيين ببرامج التسلح لن يُجبروا على مغادرة العراق قسراً. واللافت أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أنها "في صدد البدء باجراء المقابلات داخل العراق" كما أكد مصدر رفيع المستوى في الوكالة، مشيراً إلى أن هذه المقابلات "تُجرى على انفراد وفي مقرنا". ومعروف أن "انموفيك" والوكالة تتقاسمان المقر ذاته في بغداد. وذكر المسؤول في الوكالة أنها "لم تبدأ بعد المقابلات خارج العراق"، ولا تعرف موعدها. وأضاف: "ندرس الاحتمالات والترتيبات". ونقلت وكالة "فرانس برس" في وقت سابق عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قوله في لقاء مع شبكة "سي ان ان" ان المفتشين بدأوا استجواب خبراء عراقيين. وأضاف: "نحن الآن بصدد استجواب أشخاص في العراق، لكننا نعمل لدرس بعض التفاصيل العملية التي تتيح اخراج آخرين" من هذا البلد. واستدرك: "علينا أولاً تحديد الذين يملكون معلومات مهمة وأن نضمن بعد ذلك سلامتهم". وأشار إلى أنه قد يعود وبليكس إلى بغداد الشهر المقبل. ودعا وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الى عدم الاستسلام الى حال "هستيريا"، منتقداً واشنطن التي تكثف استعداداتها العسكرية لضرب العراق. وقال بعد محادثات مع نظيره الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان "الهستيريا ليست الوسيلة الأفضل لحل المشاكل، لذلك سنواصل العمل بهدوء في الاطار المحدد لقرارات مجلس الأمن". وشدد على ان شن هجوم على العراق سيضر المصالح الوطنية لروسيا.