استمرت امس اجواء الاستعداد للحرب المحتملة على العراق واكدت صحيفة بريطانية ان البحرية تستعد للقيام بأكبر عملية ابحار منذ 20 عاماً للمشاركة الى جانب القوات الاميركية في الحرب ضد العراق. واعلنت فرنسا ان حاملة الطائرات شارل ديغول ستكون جاهزة للابحار نهاية الشهر المقبل، لكنها اوضحت ان القرار عسكري ولا يعكس اي قرار سياسي فرنسي، فيما شدد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف على ان الحملة العسكرية على العراق ستضر بالمصالح القومية الروسية. لندن، باريس، موسكو، القدسالمحتلة، اوكلاند استراليا، دبي - أ ف ب، رويترز - أفادت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية امس ان البحرية الملكية البريطانية تخطط لأكبر عملية انزال برمائية منذ 20 عاما كجزء رئيسي من مشاركتها في الحرب المحتملة ضد العراق. واضافت ان لواء الكوماندوس الثالث، التابع للبحرية، سينضم الى القوات الاميركية لاحتلال ميناء البصرة الاستراتيجي جنوب العراق. ويتوقع ان تضم قوة الانزال البرمائية ما لا يقل عن 40 الف جندي، بينهم 5500 من البحرية البريطانية. واوضح التقرير ان قوة بحرية بريطانية، على رأسها حاملة الطائرات آرك رويال" التي جرى تحويرها لانزال قوات كوماندوس، ستتوجه الى منطقة الخليج في مطلع الشهر المقبل للمشاركة في الهجوم المرتقب. كما ستتولى اربع من كاسحات الالغام البريطانية، موجودة حالياً في الخليج لاجراء مناورات، قيادة عمليات ازالة الالغام في شمال الخليج ولفتح شط العرب الذي يؤدي الى البصرة. وقالت الصحيفة ان القوة البحرية البريطانية ستضم اكثر من 20 سفينة بينها حاملة المروحيات "اوشين". وقالت الصحيفة ان خطة الهجوم تمتاز بمرونتها بالمقارنة مع "عاصفة الصحراء" في 1991. واضافت ان "الحلفاء كما يبدو يبقون على خيار انهاء المهمة بعد آب اغسطس عندما يكون الطقس اصبح اكثر اعتدالاً وتكون العمليات البرية اكثر عملية". موسكو: الحرب تضرّ بمصالحنا القومية واكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف امس ان شن حملة عسكرية في العراق سيضر بالمصالح القومية الروسية. وقال الوزير الروسي في حديث مع المحطة الاولى في التلفزيون الروسي ان روسيا لا تعتزم المشاركة في مثل هذه الحملة حتى اذا شنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا حرباً على العراق بحجة انه لا يلتزم بواجبات عمليات التفتيش الدولية. واضاف ان "الاهم هو التحقق من عدم امتلاك العراق اسلحة دمار شامل"، مؤكداً ان "كل الاهداف الاخرى سيكون ضاراً بمصلحتنا". وتابع ان "روسياوالولاياتالمتحدة اعدتا خطة مشتركة والهدف الرئيسي هو التزام العراق بقرارات مجلس الامن". ودعا ايفانوف واشنطن مجدداً الى الالتزام بالقرار 1441. حاملة طائرات فرنسية وفي باريس اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان حاملة الطائرات شارل ديغول ستكون جاهزة للابحار اعتباراً من نهاية شهر كانون الثاني يناير المقبل. واوضح الناطق باسم الوزارة جان فرنسوا بورو ان هذا القرار الذي اتخذه رئيس اركان البحرية الفرنسية الاميرال جان لوي باتيه "لا يعكس اي قرار سياسي" من السلطات الفرنسية عن التزام عسكري محتمل ضد العراق. واضاف ان رئيس اركان البحرية "اتخذ على مستواه اجراءات تقنية كي تكون حاملة الطائرات جاهزة للابحار في النصف الاول من العام 2003 في حين كان من المقرر اصلاً ان تخضع في هذه الفترة لعملية صيانة". واشار الى ان فترة الصيانة ستؤجل "على الارجح الى النصف الثاني من العام 2003". وتتطلب اكتمال استعداد الحاملة شارل ديغول فترة شهر حتى تكون جاهزة للابحار اعتبارا من نهاية كانون الثاني. تكثيف الاستعداد في اسرائيل وفي اسرائيل صرح مصدر عسكري امس ان الدولة العبرية كثّفت في الايام الاخيرة استعداداتها لمواجهة احتمال حرب ضد العراق في الاسابيع المقبلة. وبثت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان اجهزة الدفاع المدني وسلاح الجو تلقيا تعليمات بالاستعداد حتى منتصف الشهر المقبل مع احتمال شن حرب ضد العراق بين نهاية كانون الثاني ونهاية شباط فبراير المقبلين. وسيصل في الايام المقبلة الى اسرائيل نحو الف من العسكريين الاميركيين من فرقة للدفاع الجوي متمركزة في المانيا حالياً، كما ستتمركز فرقاطة اميركية قبالة سواحل اسرائيل لتعزيز انظمة الرادار. ويفترض ان يشارك العسكريون الاميركيون الذين يشكلون طواقم بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ "باتريوت" في تدريب للدفاع الجوي بالتعاون مع الجيش الاسرائيلي. لكن الاذاعة ذكرت انهم سيبقون في اسرائيل بعد التدريب. ونظمت فرق الدفاع المدني في الايام الاخيرة تدريباً مهماً لهيئة اركانها وتمارين ميدانية شملت هجمات وهمية لسقوط صواريخ تحمل رؤوساً كيماوية او بيولوجية في اسرائيل. وتلقى سلاح الجو والدفاع الجوي تعليمات خاصة باعتراض طائرات عراقية تقوم ب"مهمات انتحارية" يمكن ان تحاول خلالها قصف اسرائيل بأسلحة غير تقليدية. وصرح وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر امس بأن بلاده لم تتخذ قراراً بعد في شأن مشاركتها في حرب محتملة ضد العراق. وقال داونر للصحافيين قبل عودته الى استراليا في ختام زيارة لنيوزيلندا، ان استراليا "لم تتخذ قراراً في هذه المرحلة مثل الاميركيين"، في شأن الحرب. واضاف انه ما زال من الممكن تجنب الحرب والامر يتعلق بالطريقة التي سيتعامل فيها العراق مع مسألة ازالة الاسلحة، مؤكداً ضرورة ان يلتزم "الشفافية في شأن قدراته العسكرية". وتابع ان الجيش الاسترالي يقوم باستعدادات تحسباً لأي وضع طارئ، موضحاً ان هذا "لا يعني ان حرباً ستقع ضد العراق ولا يعني اننا سنشارك فيها". لكن داونر اكد انه اذا قررت واشنطن شن الحرب، فإن كانبيرا ستتخذ قراراً يتعلق بالدور الذي ستلعبه فيها. وقال وزير عراقي في تصريحات نشرت امس ان بغداد ستتعاون مع الاممالمتحدة تعاونا كاملا في محاولة اخيرة لتجنب الحرب، لكنه اضاف ان شن الولاياتالمتحدة هجوماً على العراق ربما يكون امراً حتمياً. وصرح وزير التجارة محمد مهدي صالح لصحيفة "غلف نيوز" اليومية "لن نعطي مطلقا الحكومتين الاميركية والبريطانية الحجة التي تريدانها لشن حرب غاشمة ضد بلدنا". وقال صالح الذي يزور دولة الامارات العربية المتحدة ان العراق "سيبذل قصارى جهده للتعاون مع الاممالمتحدة.. ليدحض المزاعم بأن لديه اسلحة دمار شامل". وقال صالح: "نحن مستعدون للاجابة على اي اسئلة. اذا كانوا الاميركيون يزعمون ان هناك ثغرات فإننا مستعدون للمساعدة في سدها". واضاف: "سنكشف للعالم ان الاميركيين يكذبون وان الحرب التي يوشكون على شنها ضد بلدنا ليست لها علاقة بأسلحة الدمار الشامل". واعتبر ان "الهدف ليس تدمير اسلحة الدمار الشامل المزعومة بل رغبة حكومتي اميركا وبريطانيا في السيطرة على النفط العراقي والهيمنة... على العالم العربي". الا ان الوزير قال ان العراق سيقاوم "بكل السبل اي هجوم ينال من كرامته او كبريائه او مستقبله".