تختصر كلمة "ايدز" AIDS الاحرف الاولى للعبارة الانكليزية Acquired Immune Deficiency Syndrome، "ظاهرة نقص المناعة المكتسبة". اي ان المرض يعني ان الجسم يجرد من القسم الاكبر من المناعة التي يملكها وتحميه من مجموعة كبيرة من الامراض. ظهرت اولى الحالات في مدينة نيويورك في العام 1981، ايام حكم الرئيس رونالد ريغان. وبعد ذلك بسنتين، استطاع مختبر باستور في باريس التعرف الى فيروس "اتش اي في". يسبب فيروس "اتش اي في" HIV مرض الايدز. يدخل الفيروس الجسم ويعمل على ضرب نوع معين من خلايا المناعة، غالباً ما يشار اليها باسم خلايا CD4+ T. وغالباً ما يعمل الفيروس "ببطء". ربما لا تظهر اي اعراض على حامل الفيروس، ولفترة تمتد الى ستة اشهر وأحياناً اكثر. يوجد اكثر من اختبار واحد للفيروس. ويستعمل اختبار أولي سريع في البداية، فاذا اعطى نتيجة "ايجابية"، اي اذا اشار الاختبار الى احتمال وجود الفيروس، يستعمل اختبار ثان اكثر دقة يعرف باسم "اليزا"، للتأكد من وجود الفيروس. ومن هنا تجيء كلمات مثل "ايجابي المصل" اي الدم الذي يحتوي على الفيروس، وعكسه "سلبي المصل"، اي الذي لا يحتوي دمه على اي مؤشر لوجود الفيروس. وفي حال الشك، يعاد الاختبار الثاني، بعد فترة 6 اشهر من الفحص الاول. يجهل الكثير من حاملي الفيروس انهم مصابون. واذا لم تظهر اي اعراض، فالأرجح ان كثيرين لن يفكروا اصلاً باحتمال اصابتهم بالمرض. مثل كل فيروس، يدخل "اتش اي في" الى خلايا المناعة، ويتسرب الى نواتها، ويدمج نفسه فيها، ثم يسيطر عليها، ويشرع في التكاثر بسرعة فيها. وبعد ذلك، ينطلق من الخلية المصابة الى السليمة ليكرر السيناريو نفسه، وهكذ دواليك. لأن تكاثر الفيروس في الخلية هو مرحلة اساسية في المرض، طور العلماء مجموعة من الادوية لتمنع تكاثر "اتش اي في" داخل خلايا جهاز المناعة. وتشمل هذه الادوية "سكوينيفيرSaquinavir و"لوبيفير" lopinavir، و"امبرينافير" amprenavir، و"ريتونافير" ritonavir و"نيلفينافير" nelfinavir ، و"اندينافير" indinavir. لعل اشهر دواء للايدز هو "اي زد تي" AZT وتلفظ "ازت"، الذي اكتشف عام 1987. ويخفض AZT، وكذلك الادوية المذكورة آنفاً، من نسبة انتقال الفيروس من المصاب الى غير المصاب، بما في ذلك انتقال الفيروس من الأم المصابة الى الجنين. لا يوجد اي دواء يعالج الايدز ويشفي منه. ينتقل الفيروس من طريق الدم ومخالطته، مثل مشاركة الإبر بين مدمني المخدرات، ونقل الدم والعمليات الجراحية، ومن الأم المصابة الى الجنين، وما الى ذلك. ويتوافر فيروس "اتش اي في" في السوائل الجنسية في كثافة عالية، وخصوصاً المني. ومن هنا يعتبر استخدام الواقيات الذكرية من اهم طرق الوقاية. الاشخاص الذين يتصلون بشركاء جنسيين متعددين، مثل الاتصال ببائعات الهوى، هم على درجة عالية من خطورة الاصابة بالفيروس. وكل من تعددت علاقاته او علاقاتها الجنسية يصبح معرضاً اكثر للاصابة بالايدز. لم يتوصل العلماء الى تركيب اي لقاح للوقاية من فيروس HIV. والخلاصة؟ مرض الايدز هو مثل بقية الامراض، له طرق انتشار وانتقال، وكذلك سبل وقاية. ولا تعتبر الاصابة بالايدز وصمة عار او ادانة، بل هي سبب للعناية بالمصاب، ولمنع انتقال الفيروس الى الآخرين.