كشفت السلطات الاسرائيلية خلية في القدس تابعة لحركة "الجهاد الاسلامي" واتهمتها بالتخطيط لاسقاط مروحية رئيس الوزراء آرييل شارون. ومثل المتهمون، وهم ثلاثة مقدسيين، ظهر امس امام المحكمة التي وجهت اليهم تهم التخطيط لشن هجوم بالقذائف على مروحية شارون لدى اقلاعها او هبوطها على مدرج مخصص للمروحيات قرب مقر رئاسة الحكومة، اضافة الى التخطيط لتنفيذ هجمات اخرى ضد اهداف مدنية في القدس. واشارت مذكرة الاتهام الى ان المتهمين كانوا يخططون لتنفيذ هجوم من منزل في القدس الغربية كان احدهم عمل فيه عندما لاحظ ان المروحيات التي تقل مسؤولين اسرائيليين تمر على علو منخفض فوق المنزل قبل هبوطها. راجع ص 5 في غضون ذلك، كشفت مسوّدة البرنامج الانتخابي لحزب "العمل" الاسرائيلي ان الحزب ينوي تبني اقتراحات الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون في كامب ديفيد ازاء قضية القدس. والجديد في برنامج "العمل" رفعه شعار "القدس عاصمة اسرائيل بأحيائها اليهودية" فقط، واشارته الى ان اسرائيل ستدخل مفاوضات مع الفلسطينيين حول المدينة "من دون شروط مسبقة". وبذلك لا يشمل البرنامج الجديد بنداً كانت برامج سابقة تؤكده، وهو ان "القدس ستبقى موحدة كلها تحت السيادة الاسرائيلية، وتكون عاصمة إسرائيل الابدية". واعتبرت هذه الاوساط تغييب هذا البند اكثر من مجرد تلميح الى موافقة الحزب على اعادة تقسيم القدس وتسليم الاحياء العربية للسيادة الفلسطينية. ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن احد واضعي البرنامج الجديد قوله انه يعتمد عملياً مقترحات كلينتون في كامب ديفيد "التي تقوم على مبدأ ان ما هو يهودي لليهود، وما هو عربي للعرب". لكن البرنامج لا يتطرق عمداً الى مصير الاماكن المقدسة "بهدف إبقاء هامش من المناورة في المفاوضات مع الفلسطينيين" حسب معدّي البرنامج. ورجحت أوساط في "العمل" ان تقرّ اللجنة المركزية للحزب خلال الاسبوع الجاري البرنامج الذي اعده طاقم خاص بتكليف من زعيمه عمرام متسناع. من جهة اخرى، تتضمن مسودة البرنامج سبعة بنود تتعلق بالقضية السياسية، وفي مقدمها دعم "العمل" مبدأ قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية الى الغرب من الاردن، وفكرة الفصل بين الفلسطينيين، كما طرحها متسناع لدى انتخابه زعيماً للحزب لتنفذ في حال فشلت المفاوضات مع الفلسطينيين فان اسرائيل. وتتبنى المسودة موقف متسناع الذي لا يشترط استئناف المفاوضات باستبدال القيادة الفلسطينية الحالية، وتقول ان اسرائيل ستستأنف هذه المفاوضات من دون شروط. وفي المقابل، تؤكد المسودة رفض "العمل" حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وتتحدث عن حل دولي متفق عليه لهذه القضية. وتتناول المسودة ايضاً امكان التوصل الى اتفاق سلام مع سورية يشمل تنازلات في الجولان السوري المحتل، من دون الخوض في طبيعتها، مع الاكتفاء بالمبدأ الذي وضعه رئيس الحكومة زعيم "العمل" السابق اسحق رابين، اي"عمق الانسحاب كعمق السلام". ورأى مراقبون في المسودة قبولاً من حزب "العمل" بمقترحات كلينتون والمبادرة العربية للسلام. وقالت الوزيرة العمالية السابقة يولي تمير ان حكومة ايهود باراك استجابت لمبادرة كلينتون قبل عامين، ولم تقدم الحكومة الحالية بزعامة آرييل شارون على تغيير هذا الخيار. وقال قريبون من متسناع ان شارون يضلل الاسرائيليين بقوله انه يعارض إعادة تقسيم القدس "وما الجدار الامني الذي يقيمه بن شطري المدينة سوى جدار سياسي فاصل بينهما". وقال رئيس الطاقم الامني السياسي في حزب "العمل" داني ياتوم ان على الاسرائيليين ان يدركوا ان مقترحات كلينتون كانت وستبقى الاساس لأي حل للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي.