انقرة - "الحياة" - تابعت الاوساط التركية باهتمام بالغ زيارة زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم رجب طيب أردوغان واشنطن ولقاءه الرئيس الاميركي جورج بوش، عشية القمة الاوروبية في كوبنهاغن غداً والتي بات مؤكداً انها لن تقرّ بدء مفاوضات مع تركيا بشأن انضمامها الى الاتحاد الاوروبي، إذ أكد غونتر فرهويغن، المفوض الاوروبي المكلف توسيع الاتحاد، ان انضمام تركيا "لن يتم قبل عام 2013". وبدا ان اردوغان الذي يراهن على تحريك ملف انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي تلقى صفعة قبل لقائه بوش امس، خصوصاً مع رفض زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش الخطة التي قدمها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لتوحيد قبرص، وتظاهر أكثر من عشرة آلاف قبرصي تركي امس، تأييداً لموقف زعيمهم، ما جرّد حكومة حزب العدالة والتنمية من ورقة كانت تأمل بالمراهنة عليها امام الاوروبيين. راجع ص 8 ولا يقتصر لقاء بوش واردوغان على هذا الملف بل يتعداه الى قضية التعاون مع الاستعدادات العسكرية الاميركية لضرب العراق، في وقت بدأت وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون اتصالاتها مع قيادة الاركان التركية لتحديد القواعد العسكرية الجوية التي ستستخدمها القوات الاميركية في عمليتها ضد العراق. ونقلت القيادة العسكرية التركية طلبات البنتاغون الى حكومة العدالة والتنمية لبتّها، وتأمين الاحتياجات العسكرية والغطاء القانوني لأي دخول الى شمال العراق، مع الحرص على منع قيام أي كيان كردي مستقل وتقديم المساعدات للاجئين وحماية الفارين واسرى الحرب من الجيش العراقي. وعلى رغم أن اردوغان لا يشغل منصباً رسمياً، فإن واشنطن اعدّت له استقبالاً يليق برؤساء الدول، على غرار مثيلاتها من العواصم الاوروبية. ولكن المشكلة التي يواجهها الزعيم التركي تكمن في ان الكونغرس الاميركي ربط موافقته على مشروع مساعدات اقتصادية بقيمة 20 بليون دولار لتركيا، بإحراز تقدم في الملف القبرصي وموافقة الجانب التركي على مسودة الحل الدولية في الجزيرة، فيما يوحي الرفض القبرصي التركي ان انقرة عاجزة وغير راغبة في ممارسة ضغوط على دنكطاش. ويلتقي انان مع اردوغان في نيويورك بعد لقاء الاخير بوش في واشنطن، آملاً بإنقاذ الخطة الدولية للحل في قبرص قبل اعلان البيان الختامي لقمة كوبنهاغن.