التفاتاً الى ما نشر عني "الحياة" في 21 تشرين الثاني / نوفمبر في صفحة 6 تحت عنوان: "معركة قضائية جديدة بين مقاومي التطبيع وأنصاره"، بتوقيع محمد صلاح، أرجو منكم نشر الرد الآتي: أولاً، لست غريباً على "الحياة" قارئاً وكاتباً، واعتبر ان نشر الخبر / الرأي بهذه الصورة يندرج في محاولات متكررة من بعضهم في القاهرة للإساءة الى علاقتي بالجريدة، لأسباب معروفة. وعليه فالرد محدد بالمسؤول عن الموضوع، خصوصاً، وفي مكتب القاهرة عموماً. ثانياً، ليس غريباً، والحال كذلك، ان تكرر تلك السطور بعض المغالطات، ومنها أنني عضو غي تحالف كوبنهاغن. ومعروف، بجلاء ومنذ خمس سنوات، ان ذلك غير صحيح. ثالثاً، صياغة الموضوع جعلته مساندة واضحة لدعوى سب وقذف وتحريض متداولة أمام القضاء منذ شهور أي ليست جديدة بحال، ومساندة جريدة خرجت على القانون برفض نشر الرد على المقال السبابي. وهكذا أصبح الموضوع محاولة ساذجة لتسييس قضايا جنائية بفرض تضييع الحقوق، والتدخل والتأثير في أعمال القضاء، وهو ما يعاقب عليه القانون. ومن المؤسف ان ما لم تقبل جريدة مصرية واحدة نشره، نشر بسهولة مقلقة على صفحات "الحياة"، وليس منها. رابعاً، الفبركة السياسية للموضوع يعني، في جانب منه، محاولة تمصير النشر في "الحياة"، وتوريطها في بعض القضايا الزائفة، وعلى رأسها ما يسمى بقضية التطبيع التي ثبت، بكثير من الأدلة، أنها سياسة بائسة، وتتخفى وراء الغوغائية، وصيغت في ادارات "إعلامية" في القاهرة، أو في دمشق. وغرضها المباشر هو عسكرة السلام، وترسيخ رواية المتحدث الرسمي، وعزل العقل المدني والخبرة المعرفية عن الصراع، وذلك في سياق سياسات إغلاق المجتمع، وصرف الانتباه عن قضايا الفرز الحقيقي، وهي الديموقراطية وتداول السلطة والتقدم والسلام، والتغاضي عن قانون الطوارئ، والخطاب الفاشي، والدليل أنها لم توجه، ولو مرة واحدة، للعاملين في مجالات البترول والغاز والبنوك والسياسة والديبلوماسية والعسكرية والأمن، الذين يدور التنسيق اليومي بينهم ونظرائهم الاسرائىليين. ان "التطبيع" ليس إلا إحدى ماركات الأفيون "القومي". خامساً، ليس غريباً ان تهمة التطبيع هي نفسها موقف نتانياهو من المثقفين الاسرائىليين، أنصار السلام، في كتابه "مكان بين الأمم". فهؤلاء الوكلاء من العرب، من القوى المعادية للديموقراطية، هم من مهدوا الطريق دائماً لقوى التوسع الصهيوني كي تصل الى الحكم، عبر اسقاط كل مبادرات السلام وآخرها مقترحات كلينتون. وبعد ان أعادوا القضية الفلسطينية الى ما قبل الصفر، ينهمكون الآن في تمهيد الطريق "للترانسفير" الفلسطيني الثالث. إنه التحالف العنصري غير المباشر على الجانبين، لأكثر من نصف قرن. القاهرة - أمين المهدي