الرياض - "الحياة" - قدر المركز الاستشاري للاستثمار والتمويل في الرياض حجم العائدات النفطية السعودية للسنة المقبلة بنحو 33 بليون دولار وقال ان عرض الموازنة جاء في وقت يمر فيه الاقتصاد الدولي بصعوبات جمة وتتقدم فيه الولاياتالمتحدة الاميركية ببطء شديد للخروج من الركود الذي يهيمن على اقتصادها و"في وقت يلوح فيه شبح الحرب على العراق". واضاف المركز، في تقرير اصدره للتعليق على الموازنة الجديدة لسنة 2003، "ان الحكومة لم تكن على قدر كبير من الشفافية في افتراضاتها اثناء اعدادها الموازنة". واكد ان تقديرات الموازنة يهيمن عليها في المقام الاول النفط حيث تشكل الايرادات النفطية نسبة تراوح بين 75 و80 في المئة من اجمالي الايرادات، وحتى الايرادات غير النفطية "نجدها بدرجة كبيرة يحركها النفط اذ تتكون اساساً من الايرادات المحققة من قطاع البتروكيماويات الذي يعتمد بدوره على القطاع النفطي. وعليه فإن جزءاً مهماً جداً من ايرادات الموازنة يتأتى من النفط، وبناء على ذلك فإن اتجاهات اسعار النفط واتجاهات الانتاج تشكل اهم المصادر للتنبؤ بالوضع المالي". وحذر من ان الادارة المالية تطرح مشكلة خطيرة "نظراً لان اسعار النفط تعتبر الى حد كبير خارج سيطرة المملكة الكاملة على انها المملكة تمارس تأثيراً في هذه الاسعار من خلال مشاركتها في منظمة اوبك وهكذا فإن النتيجة النهائية لعام 2003 ستعتمد مباشرة على هذا الموضوع". وقدر المركز، الذي يرأسه الاقتصادي عبد العزيز الدخيل المسؤول السابق في وزارة المال، ان الافتراض الضمني لاسعار النفط في موازنة 2003 يراوح بين 19.5 و20 دولاراً للبرميل للخام العربي الخفيف "وخلال السنة الجارية، تشير التقديرات الى ان متوسط اسعار الخام العربي الخفيف سيكون 23 دولاراً للبرميل حتى تشرين الاول اكتوبر 2002 ما يعكس وضعاً جيداً لأسعار النفط خلال السنة، وربما يكون ذلك جعل الحكومة متفائلة في افتراضاتها لسنة 2003 مقارنة بتقديراتها للعام الماضي". وأوضح ان نسبة 80 في المئة من الايرادات تأتي من النفط، وان سيناريو اسعار النفط لسنة 2003 من المحتمل ان يكون في احد اقصى طرفين، فإذا وقعت الحرب وسيطرت اميركا على منشآت النفط العراقية فإن الأسعار ربما تهبط، اما اذا طال امد الحرب من المحتمل ان تكون هناك ضغوط على جانب العرض ما سيدعم الاسعار وفي حالة عدم نشوب الحرب فإنه من المحتمل ان تستقر الاسعار في مستوياتها الحالية. وتوقع ان تصل حصة السعودية في "اوبك" السنة المقبلة نحو 7.061 مليون برميل يومياً وفي حالات عدم التقيد بالحصص فإن اقصى انتاج للسعودية سيصل الى 7.5 مليون برميل يومياً. وباستخدام البيانات منذ عام 1985 ووفقاً للنموذج الاحصائي الذي اعده المركز ستصل ايرادات النفط الى 125 بليون ريال 33.3 بليون دولار اذ راوح متوسط سعر الخام العربي الخفيف بين 19.5 و20 دولاراً للبرميل.