حملت شبكة البرامج التلفزيونية لشهر رمضان على الفضائية المغربية الكثير من المفاجآت، أبرزها استقطاب القناة الأولى شُميسة، مُقدّمة برنامج الطبخ الناجح "شهيوات" على القناة الثانية. فقد أغلقت هذه الأخيرة مطبخها الشهير الذي كانت تفتحه على شاشة "دوزيم" مرتين في اليوم، واتجهت إلى القناة الأولى لتُجرّبَ حظّها مع التمثيل هذه المرة. وتقوم إلى جانب رشيد الوالي ببطولة أوّل مسلسل كوميدي للمخرج الشاب نور الدين الخماري. ويحكي البرنامج الذي يحمل عنوان "سفيان"، يوميات طفل مُشاكس يسبب الكثير من المشكلات. وتؤدي شُميسة دور الأم في هذه السلسلة. لكنّ إدارة تلفزيون "دوزيم" رفضت أن تترك مطبخها الذي صار يتمتّع بنسبة مُتابعة عالية. لذا أعادت فتحه سريعاً بعدما وجدت البديل المُناسب. ولم يكن هذا البديل سوى النجمة المسرحية المتميزة سامية أقريو التي سبق لها أن انتزعت جائزة أحسن ممثلة في "المهرجان الوطني للمسرح" في مكناس، عن دورها في مسرحية "كيد الرجال". لكن أقريو لم تُقنع متتبّعي مطبخ "دوزيم" الذي افتقد كثيراً تلقائية شُميسة وخفَّتَها. ويبدو أن الجمهور لا يُبدي أيَّ اعتراض على الهجرة من المطبخ إلى عالم التمثيل، لكنه في المقابل لا يستسيغ مُشاهدةَ نجماته المُدلَّلات غارقات بين الأفران وروائح البصل. وإذا كانت شُميسة غادرت مطبخ "دوزيم" لتُمثّلَ على شاشة القناة الأولى، فإن فنانة أخرى هي نجمة السينما المغربية الأولى مُنى فتُّو التي تألقت في بطولة "حب في الدار البيضاء" لعبدالقادر لقطع و"البحث عن زوج امرأتي" لمحمد عبدالرحمن التازي، و"نساء ونساء" ثم "عطش" لزوجها المخرج سعد الشرايبي. هذه الممثلة ظلت تُقاطع الدراما التلفزيونية المغربية طوال مسيرتها الفنية التي اقتصرت على السينما، إضافة الى عملين في المسرح. ويبدو أن القناة الأولى تُراهن علىها لاستعادة جمهور بدأ يهاجر نحو الفضائيات المشرقية خلال شهر رمضان، لذا تمّت برمجة مسلسل "جنان الكرمة" الذي أخرجته فريدة بورقية وتقوم منى ببطولته إلى جانب محمد خيي وعبدالله ديدان في فترة الذروة. وهو ما يعكس التصور الجديد للقناة التي أعطت الأولوية هذه المرة للإنتاج الدرامي المغربي مُخَصّصة له 184 ساعة، تتوزع بين أربعة مسلسلات وسلسلتين كوميديتين، إضافة إلى مجموعة من الأشرطة التلفزيونية الجديدة التي أنتجتها القناة أخيراً. فهل ستُعيد الوافدتان الجديدتان للقناة الأولى بريقها المفقود، أم أنهما لن تكونا أحسن حظاً من سامية أقريو التي تبدو كمن تورَّطت في عجين جارتها، لا هي دلكته في الشكل المطلوب ولا استطاعت نفض يديها منه؟