هناك ايضاً طبعة سورية ل"فارس بلا جواد" بدأ عرضها في التلفزيون الرسمي ومحطتي "دبي" و"اوربت" الفضائيتين خلال شهر رمضان. لا يتناول هذا المسلسل "حكماء صهيون" ولا "فطير صهيون" الذي تحدث عنه وزير الدفاع السوري العماد أول مصطفى طلاس في كتاب قال ان جماعة يهودية قتلت رجلي دين مسيحيين في دمشق عام 1840، بل يناقش الميثولوجيا اليهودية التي قامت عليها فكرة الدولة العبرية وشرعية وجودها التاريخي في فلسطين. كتب نص المسلسل عبدالرحمن الضحاك بعنوان "اقبية الموت"، لكن استشارات ادت الى تسميته ب"ردم الأساطير"، استناداً الى قصيدة الشاعر محمود درويش التي يقول فيها "عالم الآثار مشغول بتحليل الحجارة... انه يبحث عن عينيه في ردم الاساطير... لا عينين لي... لا حرف في سفر الحضارة... وانا ازرع اشجاري على مهلي... وعن حبي اغني". اخرج المسلسل المخرج البارز هيثم حقي، وهو يرصد في 30 حلقة ثلاثة محاور بين عامي 1982 و1984، تتعلق بالاجتياح الاسرائيلي للبنان والحرب الاهلية اللبنانية ومحاولة تسلل جمعيات سرية صهيونية الى سورية في تلك الفترة، للمشاركة في عمليات التنقيب عن الآثار في موقع تل مرديخ ايبلا في ادلب شمال البلاد، وذلك للعثور على أدلة ووثائق تاريخية تعزز فكرة "أرض الميعاد". ويشير ضمناً الى تهريب تلك الجمعيات أسلحة من تركيا الى شمال سورية لمصلحة "الاخوان المسلمين". ويتضمن "ردم الأساطير" قصصاً درامية وعاطفية واجتماعية مثيرة، لكن معظمها يدور حول الصراع الحضاري بين العرب والاسرائيليين، من خلال ارسال احدى المنظمات الصهيونية عالم الآثار جوفاني بوتيناتو للعمل مع رئيس بعثة الآثار الايطالي باولو ماتييه في التنقيب في تل مرديخ. إذ ان بوتيناتو ترجم أحد الرُقم الطينية التي عثر عليها في المكتبة الملكية، لاظهار علاقة بين مملكة ايبلا والدولة العبرية عام 2800 قبل الميلاد. لكن دمشق اعترضت آنذاك لدى منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم يونيسكو التي عقدت مؤتمراً وشكلت لجنة دولية، اثبتت كذب ادعاءات بوتيناتو وعدم العثور على اي شيء يثبت صحة ما ورد في العهد القديم من التوراة، ما دعمه لاحقاً مؤتمر لعلماء ومؤرخين في هولندا. ويستند الرأي الدرامي السوري الى تشكيك عدد من المؤرخين الاسرائيليين في روايات التوراة، وبينهم اسرائيل فلنكشتاين الذي "اصر على ان قصص التوراة لا تتطابق مع العاديات الآرية، ومنها ان مدينة مجدو لم يبنها سليمان بل الكنعانيون، وان الاسرائيليين لم يهزموا كنعان وانما المعارك بين الجانبين كانت سجالاً، وان مؤلفي التوراة في القرن الثالث اضافوا قصصاً لم تحصل". ونشر عالم الآثار الاسرائيلي زئيف هرتزوغ قبل اكثر من سنة دراسة في صحيفة "هآرتس" جاء فيها ان "الدولة اليهودية لم تولد مملكة عظيمة بل تعود الى القرن التاسع قبل الميلاد، حين اقامت مجموعتان من الرعاة دولتين صغيريتين متخاصمتين هما: اليهودية واسرائيل". ويعتقد خبراء سوريون انهما عبارة عن "قبيلة نور غجر عاشت في خيم لم تمتد الى مدينة حماه السورية لأن مكتشفات ايبلا لم تتحدث عن أي علاقة مع مملكة مجاورة".