عرضت القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي ليلتي امس واول من امس حلقتي الشريط الوثائقي الذي يحمل عنوان "الحلم المحطّم" للصحافي والكاتب الفرنسي شارل اندرلان، الذي يعمل مراسلاً للقناة الثانية في القدس منذ تسع سنوات. ويتبع هذا الشريط كتاباً اصدره اندرلان ويحمل العنوان نفسه، وهو كناية عن وثيقة تاريخية للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية والسورية الاسرائيلية خلال الفترة الواقعة بين عامي 1995 و2001. ويتضمن الشريط مقابلات مع غالبية الشخصيات التي لعبت دوراً اساسياً في هذه المفاوضات، وشرحاً لنظرتها لما حدث خلالها، فكاميرا اندرلان ومهارته الصحافية في تغطية هذه المفاوضات بموضوعية ممزوجة بالاحباط نتيجة فشل عملية التفاوض جعلا من هذا الشريط وثيقة فريدة من نوعها. يروي اندرلان والمخرجان الاسرائيليان دان ستون مصري الاصل وتورين مايور كيف انهارت محادثات السلام على المسارات المختلفة. ويبدأ الشريط باحتفال تشييع رئيس الحكومة الاسرائيلية اسحاق رابين، الذي حضره عدد كبير من زعماء الدول ورؤساء الحكومات من الدول كافة، وفي طليعتهم الرئيس المصري حسني مبارك الذي قام بأول زيارة له للقدس لهذه المناسبة، اضافة الى العاهل الاردني الراحل الملك حسين. ويشير الى ان الامن الاسرائيلي منع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات من حضور الاحتفال. وينقل عن عرفات ألمه لفقدان شريكه وقوله ان مقتله محنة له وللشرق الاوسط. ويروي ايضاً كيف طلب عرفات من رئيس الحكومة الاسرائيلي السابق ايهود باراك منع شارون من زيارة باحة المسجد الاقصى ولم يستجب باراك لهذا الطلب، وكيف اندلعت انتفاضة الاقصى بعد اطلاق الجيش الاسرائيلي النار على الشباب الفلسطينيين. وفي الشريط نرى مروان البرغوثي، المعتقل حالياً في اسرائيل، يتحدث عن كيفية توجيهه نداء الى الشباب الفلسطيني للتظاهر، من دون ان يلقى تجاوباً كبيراً، وكيف اقبل هؤلاء الشباب على التظاهر بكثافة لدى بدء انتفاضة الاقصى. ويبرز اندرلان في شريطه شخصية رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو فيظهره بمظهر الكذّاب والداهية، ويروي كيف كلّف نتانياهو جهاز "الموساد" باغتيال احد قياديي "حماس" خالد مشعل في عمان، عبر تسميمه في عنقه، ويتوقف عند غضب الملك حسين، الذي اتصل في حينه بالسفير الاسرائيلي عوديد عيران وقال له ان هذا التصرف جدير "بمن دعوته الى بيتك فاغتصب ابنتك". وعن باراك يقول اندرلان انه اراد التفاوض مع سورية معطياً الانطباع بانه سيتنازل عن الجولان، الا انه وصل الى محادثات شيبردز تاون في الولاياتالمتحدة ليقول انه لا يملك غالبية في الكنيست تسمح له بالتنازل عن الجولان. ويستحق الشريط واندرلان الذي اعده، تقديراً على شجاعته الصحافية خصوصاً انه يهودي اضطر الى تحمل تهجم اليهود المتطرفين عليه الذي اعلنوا منحه "جائزة التضليل الاعلامي" بسبب التقاطه صور اغتيال الطفل الفلسطيني محمد الدرة برصاص القوات الاسرائيلية. وينتهي الشريط بملاحظة لعريقات يقول فيها "انني مدرك ان الفلسطينيين والاسرائيليين سيتوصلون يوماً ما الى السلام، والفرق الوحيد عندها سيكون عدد القتلى المرتفع والآلام والموت التي ستسبق حلول هذا اليوم".