أكدت احصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في مصر ارتفاع نسبة الزواج في مصر بزيادة 59 ألف عقد عن العام 2000، لتبلغ 579 ألف عقد بينما اخفضت حالات الطلاق الى 68 ألف حالة بتراجع ستة آلاف حالة عن العام 2000. ومع ذلك يقال إن شبح العنوسة في مصر يهدد أكثر من ثلاثة ملايين فتاة. ولكن بعيداً من تلك الابحاث فإن عدداً من الأمهات المصريات أكدن أنهن يملن الى أن يطلق على بناتهن لقب "العانس" على أن يمررن بتجربة زواج فاشلة ينتج منها أطفال ابرياء. ولكن من المفارقات الغريبة أن نسبة كبيرة من الفتيات اللواتي لم يسبق لهن الزواج يصرحن من دون حرج وبصراحة شديدة انهن يفضلن لقب مطلقة على "العنوسة". وعلى حد قول ريهام خليل طالبة في كلية التجارة في عين شمس، إن حلم كل فتاة مهما ارتفع مستواها العلمي او الاجتماعي ان تتزوج بفارس الاحلام وتصبح ملكة متوجة في منزلها الخاص وتعيش الأمومة التي خُلقت من أجلها. وتضيف أن هذا الحلم الكبير يتحول الى كابوس مزعج اذا لم تلحق بقطار الزواج وتصبح عضواً في حزب العنوسة، لتصبح متهمة من مجتمعها الشرقي بالدمامة او بثقل الدم او بسوء السمعة وتميل عندها الفتاة الى الزواج للهروب من فخ العنوسة حتى ولو تم بعد ذلك الطلاق. وتؤكد نهال احمد خريجة سياسة واقتصاد ان المجتمع المصري يضطر الفتاة في وقت من الأوقات الى قبول أي عريس لأن الاسرة ترى ضرورة زواج الفتاة، وتعد هذه الطريقة هي الوسيلة الاصلح للتخلص من مشكلاتها، وإزاحة همومها عنهم. وتقول ان ذلك يرجع الى العادات الخاطئة لبعض الأسر المصرية التي تعتبر الفتاة حملاً ثقيلاً عليها ويجب الاسراع في زواجها لكي تصبح في "عصمة راجل" أياً كان هذا الرجل، وللتخلص من هذه القيود تلجأ بعض الفتيات الى الزواج على رغم عدم التوافق في الافكار أو العادات او المستوى الاجتماعي "فالمهم انه راجل والسلام". أما عبير عادل 23 سنة، مهندسة زراعية فتقول إن فتيات جيلي يتسمن بالتسرع وعدم التريث في اتخاذ المواقف، وعندما تُقبل واحدة منا على الزواج فهي تريد شاباً انيقاً من عائلة معروفة يتسم بالوسامة خفيف الظل، يملك ثروة لتحقيق رغباتها، ولا تعطي لنفسها فرصة لاختبار مشاعرها فهي فتاة عملية جداً تريد ان تأخذ كل شيء، وبمرور الوقت في البحث عن هذا العريس تجد الفتاة نفسها عانساً لانها تبحث عن اشياء في الخيال، الامر الذي يضطرها الى الموافقة على أي عريس يتقدم للارتباط بها للهروب فقط من لقب "عانس". وجاءت نسبة قليلة جداً من الفتيات لتؤكد ان الزواج قسمة ونصيب وان "القَعدة في الخزانة ولا جواز الندامة" وهو مثل مصري شعبي يؤكد ان جلوس الفتاة في منزل والدها أفضل من عودتها اليهم بلقب مطلقة. ويرى عدد من خبراء علم الاجتماع في مصر أن العرف الاجتماعي في الدول الشرقية والاسلامية يدفع الفتاة الى تفضيل صفة "مطلقة" على صفة "عانس" اذ ان المرأة العانس تعيش عمرها وهي مطاردة بالشعور بأنها امرأة غير مرغوب بها من الجنس الآخر ومحرومة من رباط الزواج، وانها تعاني ايضاً من نظرة المجتمع لها ومن الحرمان من الشعور بالأمومة والاستقرار الاسري.