رانيا كردي مغنية وممثلة ومقدمة برامج أردنية، اشتهرت أخيراً بأغنية "ما بتزهق" التي عرفت انتشاراً واسعاً بين الشباب العربي، واعتبرت إضافة جديدة إلى ما يقدم على ساحة الغناء. درست رانيا الغناء والتمثيل والرقص في سن مبكرة في كل من بريطانياوالأردن. وهي تنحدر من والد ذي أصول كردية عراقية وأم شركسية. عن بداياتها تقول: "منذ صغري لاحظ أهلي أن لديّ ميولاً فنية، لا سيما أنني كنت أراقب نفسي في المرآة عندما كنت أرقص. كما أنني كنت مولعة بالتلفزيون والحفلات الغنائية، وذات يوم بدأت بالعزف على غيتار كان مجرد زينة على أحد جدران منزلنا". في سن التاسعة تعلمت رانيا العزف على الغيتار في أحد المعاهد الموسيقية البريطانية، حيث كانت تعيش، وشكلت فرقة مع مجموعة من الأطفال الموهوبين تحمل اسم "الموعودون الخمسة"، وكان من بينهم أردنيون وعرب وبريطانيون. وفي سن الحادية عشرة شاركت تمثيلاً وغناء في مسرحية "أوليفر تويست" في الأردن، التي حضرها العاهل الأردني الراحل الملك حسين وعقيلته الملكة نور، وقدمت في المسرحية دور ولد، لا سيما أن شعرها كان قصيراً، ولم يكن يفرق الناس بينها وبين الصبيان: "كانت تلك المسرحية بداية الطريق نحو الاحتراف، إذ وجد فيّ كثيرون فتاة تحب الغناء والعزف والتمثيل وتجيد هذه الفنون، كما أنني ومنذ صغري كنت جدية في التمثيل، فعندما قدمت دوري في "أوليفر تويست"، بكيت فعلاً، فقبل أن أبكي على خشبة المسرح تخيلت موقفاً أبكاني... لم أكن أمثل بقدر ما كنت أحاول التعايش مع الدور". ومع أن أهلها لم يكونوا يحبذون احترافها الفن، فقد انتسبت إلى معهد للتمثيل والغناء من دون معرفة أحد، وما لبث أهلها ان انصاعوا الى رغبتها وشجعوها على السير في هذه الطريق التي تحب وتتقن. تخرجت رانيا كردي من المعهد نفسه الذي تخرجت منه إيمي طومسون، عضو فرقة "سبايس غيرلز" الشهيرة بعد ثلاث سنوات من الدراسات، وشاركت في عدد من العروض المسرحية في لندن، كما شاركت في الكثير من البرامج التلفزيونية والغنائية هناك. وفي العام 1997 قررت العودة إلى الأردن، "كي أنطلق من وطني... كنت أحاول الخروج عن النمط الغنائي السائد في الأردن والوطن العربي، وكنت تواقة لمعرفة ما إذا كانت تجربتي ستنجح أم لا". شاركت كردي في مسرحيات عدة مع هشام يانس ونبيل صوالحة، منها على سبيل المثال، "لا تضحك فنحن أردنيون"، كما قدمت برنامجاً على التلفزيون الأردني أعدته بنفسها، وبطريقة جدية، عن الأطفال لمناسبة يوم الطفولة العالمي. ثم قدمت برنامجاً حوارياً لقي نجاحاً في الأردن، حمل اسم "رانيا شو"، اشتمل على حوارات جادة وأخرى ساخرة في مواضيع متنوعة. وعن ألبومها الأول الذي لا يحمل عنواناً محدداً، تقول: "كنت أتمنى تقديم شيء جديد للأغنية العربية، كنت أشعر برغبة عارمة في الغناء بالعربية... لكنني رحت أبحث عن الكلمات والألحان التي تعبر عما أريده. وعندما وجدتها كان هذا الألبوم الغنائي الذي لقي نجاحاً لدى الجمهور، ما يسعدني ويشجعني على مواصلة المشوار". وتضيف رانيا كردي: "مسألة الكلمات كانت تؤرقني كثيراً، ولم يكن من السهل عليّ ايجاد شعراء قادرين على التعبير عما أريد، ما حدا بي لكتابة أغنيتين في الألبوم الأخير... أنا لست شاعرة، لكنني أعتقد بأنني عبرت بالفصحى عما كنت أريد. وهناك في الألبوم أغان من كلمات الشاعر علي البتيري، والشاعر الشاب عنان محمد". وعن أسباب انتشار أغنية "ما بتزهق" قالت رانيا: "ربما لأنها الأغنية الأكثر شبابية في الألبوم، من حيث الكلمات واللحن والأداء. وطريقة تصويرها في فيديو كليب كانت جديدة ايضاً. كما أن مضامينها جميلة، فهي تتحدث عن الثقة بالنفس، والأغنية من كلمات عنان محمد وألحان قاسم الصابونجي. أما الأغاني الأخرى فهي تعبر عني من جهات مختلفة وبأساليب مختلفة، بعيدة من أسلوب أغنية ما بتزهق". وتؤكد رانيا كردي أنها تعمدت اللجوء إلى الغناء باللهجة المحكية الأردنية في ألبومها الأول، من باب التأكيد على إمكان النجاح من خلال الغناء بهذه اللهجة: "لست ضد اللهجات المصرية واللبنانية والخليجية، لكنني أردت التأكيد على أن الغناء باللهجة الأردنية ممكن. وعن أسباب ابتعادها عن اختيار اسم أحد أغانيها كعنوان للألبوم، تقول: "ليست هناك أغنية في الألبوم تعبر، أكثر من غيرها، عن رانيا كردي وعما تريد إيصاله. وبما أن اسمي كان لا يزال غير معروف كمغنية، فقد اكتفيت بوضع اسمي كعنوان للألبوم. لا أدري، قد يختلف الأمر في الألبوم المقبل الذي سيكون مختلفاً تماماً عن سابقه، فأنا لا أحب تكرار نفسي أو الاتكاء على نجاح أسلوب غنائي معين. متعة الغناء هي في التجريب والمغامرة أحياناً، فما جدوى تقديم أغانٍ من المعروف أنها ستلقى نجاحاً وانتشاراً لأنها تسير على منوال الأغاني الرائجة أو السائدة؟ للنجاح بعد الخوف من الفشل نكهة رائعة". وتضيف : "أريد أيضاً أن يكون مضمون الأغاني مختلفاً عن السائد، فأنا أرفض تقديم المرأة على أنها كائن ضعيف يلجأ إلى البكاء والترجي والشكوى والانطواء... لا أحب المرأة الضعيفة، ولا يمكنني تقديم هذه الصورة النمطية للمرأة". وسألناها لماذا لم تشارك حتّى الآن في حفلات غنائيّة، فأجابت: "عرضت عليّ المشاركة في مهرجان جرش، إلا أنني كنت مشغولة في تحضير بعض الأعمال الفنية. أتمنّى أن أشارك في الدورة المقبلة للمهرجان، ومن المقرر أن أشارك في حفلات عدة في دبي والإمارات العربية المتحدة، إلا أن الأمور لم تحسم بعد في هذا الخصوص". صلاح الدين وبرنامج فضائي على مستوى التمثيل، شاركت رانيا كردي في مسلسل "صلاح الدين" لنجدت أنزور، في دور شقيقة ريتشارد قلب الأسد. وعن هذه التجربة تقول: "كثيرون لم يعرفوني من خلال الدور، لا سيما أن الماكياج والباروكة غيرا شكلي الى درجة كبيرة. ومع أنّه كان دوراً صغيراً، فقد أشاد به النقاد، إلا أن المسلسل ظلم كثيراً... ولا شكّ في أن "الحاج متولي" سرق الجمهور حينذاك...". وعن العمل مع نجدت أنزور، تقول: "في شكل عام هو عصبي، لكن لعصبيته هذه ما يبررها. فهو يتعامل مع أناس كثيرين، من ممثلين وكومبارس وتقنيين وفرق تدريب، ولا مجال للخطأ هنا... لم أكن سعيدة كثيراً في هذا العمل، على رغم أن العمل مع مخرج كبير كنجدت أنزور فخر لكل فنان عربي. والسبب في ذلك يعود إلى أن النص لا سيما في الشخصية التي أجسدها كتب بطريقة تتنافى في كثير من جوانبها مع ما ذكرته كتب التاريخ عنها، ما جعل كل جهودي في التحضير تذهب هباء... لا أدري إن كنت سأكرر التجربة، مع أن العمل مع أنزور مكسب فني. وستطل رانيا كردي قريباً برفقة الإعلامي المصري أيمن قسيوني في برنامج "سوبر ستار" على فضائية "المستقبل". والبرنامج كما هو معروف مقتبس عن برنامج بريطاني شهير، ويعتمد على استضافة موهوبين في مجال الغناء من مختلف أقطار الوطن العربي، وبعد سلسلة تصفيات يختار أكثر المشاركين موهبة ليكون ال "سوبر ستار" الذي سترعاه المحطة وتنتج له ألبوماً موسيقياً.