انقرة، نيقوسيا، اثينا - "الحياة"، اف ب، رويترز - بات موعد انعقاد القمة الاوروبية المقبلة في كوبنهاغن المرتقبة يومي 12 و13 كانون الاول ديسمبر استحقاقاً ضاغطاً على الاطراف المعنية بالقضية القبرصية، خصوصاً تركيا، للقبول بمشروع التسوية السياسية الذي قدمه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، الاثنين الماضي، وحدد للاطراف مهلة اسبوع للموافقة عليه والبدء بمفاوضات لتطبيقه. وبدا امس ان الادارة الاميركية تدعم مشروع انان اذ رحب وزير الخارجية الاميركي كولن باول بردود الفعل الاولى من الجانبين اليوناني والتركي، وقال: "من المهم ان يغتنم الطرفان هذه الفرصة" للتوصل الى تسوية سلمية تقوم على توحيد المجموعتين القبرصية والتركية. وارتبط مشروع انان بقمة كوبنهاغن لأنها ستبحث في اطلاق توسيع عضوية الاتحاد الاوروبي ليضم قبرص ممثلة بالحكومة القبرصية اليونانية المعترف بها دولياً من دون الجانب التركي. وواصلت تركيا امس التعبير عن ضيقها من المهلة القصيرة التي حددت لإعطاء الموافقة، في حين ان رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس قال ان خطة الاممالمتحدة "قد تكون الفرصة الاخيرة" لحل مشكلة تقسيم الجزيرة. ونقل عنه قوله خلال اجتماع حكومي استغرق خمس ساعات وخصص لهذا الموضوع "اذا كانت الاممالمتحدة تدخلت في الماضي لتسهيل المحادثات بشأن قبرص، الا انها المرة الاولى التي تعرض فيها خطة شاملة وهذه خطوة غير اعتيادية". في غضون ذلك اعلن درويش اروغلو رئيس الوزراء في "جمهورية شمال قبرص التركية" ان حكومته طلبت من الامين العام انان المزيد من الوقت ف"علينا ان نقوّّم الخطة بدقة لتحديد موقفنا". وكان وزير الخارجية التركي شكري سينا غوريل اعتبر امس الثلاثاء ان وضع المجموعتين القبرصيتين تحت ضغط جدول زمني قاس جداً سيكون غير مجد. وأشار الى ان انقرة تحتاج الى البحث مع الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش الذي يمضي فترة نقاهة في نيويورك بعد عملية القلب المفتوح، وهو سيعود الاسبوع المقبل. اما رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد فاعتبر أن الخطة تتضمن "جوانب مثيرة للقلق، اذ تتطلب التخلي عن جزء كبير من اراضي قبرص التركية الحالية الى القبارصة اليونانيين"، كما تتطلب "خفضاً كبيراً" لعدد الجنود الذين تنشرهم تركيا في شمال الجزيرة. لكن عبدالله غول نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، الذي يرجح ان يصبح قريباً رئيسا للوزراء في تركيا، اعتبر ان اتفاقاً على توحيد جزيرة قبرص ممكن قبل موعد قمة كوبنهاغن. وقال ان المفاوضات "لن تستمر طويلاً"، وتمنى اعتماد "مقاربة ايجابية" لخطة الاممالمتحدة.