انسحبت دبابات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة دير البلح ومخيمها وسط قطاع غزة فجر أمس بعد ساعات عدة على اجتياحها وإحكام السيطرة عليها كلياً. كما اعتقلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية 25 شخصاً على الاقل يشتبه في انهم من النشطين الفلسطينيين. نسفت قوات الاحتلال أثناء عملية اجتياح دير البلح ومخيمها منزل الفلسطيني حامد الحولي 55 عاماً المكون من ثلاث طبقات ويقع في مخيم دير البلح ويؤوي أكثر من 50 فرداً من أبنائه وزوجاتهم وأحفاده الذين أصبحوا بلا مأوى. وبررت سلطات الاحتلال عملية هدم المنزل بتوجيه اتهامات إلى ابن الحولي ويدعى محمد بالمسؤولية عن إرسال منفذ الهجوم الذي وقع قبل أيام عدة جنوب مدينة دير البلح وقتل فيه جندي إسرائيلي. وتلاحق الدولة العبرية محمد الحولي 34 عاماً العضو في "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس" بتهمة تنفيذ عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولم يكن محمد موجوداً في المنزل عند الهجوم، فاعتقلت قوات الاحتلال أربعة من أشقائه كانوا في المنزل. وقال شهود أن نحو 50 دبابة وآلية عسكرية إسرائيلية اجتاحت المدينة والمخيم ليل الاثنين - الثلثاء وبسطت سيطرتها على الشوارع والطرق الرئيسة فيهما، وحاصرت المنطقة التي يقع فيها منزل الحولي. وأضافوا أن قوات الاحتلال أطلقت نيران أسلحتها بكثافة أثناء عملية الاجتياح، فيما غطت العملية مروحيات إسرائيلية من نوع "أباتشي" أميركية الصنع، منعاً لأي محاولة للمقاومة. وأشاروا إلى أن مقاومة ضعيفة جابهت دبابات الاحتلال وآلياته التي سرعان ما وصلت إلى هدفها من دون صعوبات تذكر. وقال شهود آخرون ان عملية نسف منزل الحولي أدت إلى إلحاق أضرار جسيمة بعدد من المنازل والمنشآت المجاورة. وأعلنت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى في المدينة إصابة أربعة مواطنين بجروح مختلفة، جروح أحدهم خطيرة جراء إصابته بعيار ناري في ظهره. وأشارت المصادر الطبية أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المناطق المستهدفة، لافتة إلى أن أحد سائقي الإسعاف محمد صالحة 54 عاماً أصيب بعيار ناري أطلقه عليه جنود الاحتلال أثناء ادائه عمله في المدينة. إلى ذلك، أصيب الشاب محمد الدباس 23 عاماً من مخيم رفح جنوب القطاع صباح أمس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقال شهود أن دبابات الاحتلال أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة من موقع تل زعرب العسكري الذي يقوم فوق تلة أثرية تقع على الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر، في اتجاه حي تل السلطان، وزعرب في الشمال والشرق على التوالي. والحق إطلاق النار أضراراً جسيمة بعدد من المنازل وممتلكات المواطنين. من جهة اخرى، رويترز، اعتقل الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية 25 شخصاً على الاقل يشتبه في انهم من النشطين الفلسطينيين. وقال شهود فلسطينيون ان عدد المعتقلين في الضفة يزيد على هذا الرقم الذي أعلنه الجيش الاسرائيلي. وذكر الشهود ان 200 من قوات الجيش تدعمهم المدرعات دخلوا الى مخيم الدهيشة في بيت لحم بالضفة قبل الفجر واعتقلوا نحو 30 فلسطينياً خلال عمليات تفتيش من بيت لبيت. وافادوا ان الجنود الاسرائيليين احتجزوا 11 شخصاً يشتبه في انهم من النشطين المرتبطين بحركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في قرية كفر قليل قرب نابلس في شمال الضفة الغربية وحاصروا منزل نشط آخر.