أخيرًا حسم الهلاليون ملف مشكلاتهم وما أكثرها، واختاروا رئيسهم الجديد الأمير عبدالله بن مساعد، بعد فترة استمرّت زهاء خمسة أشهر ظلوا في "حيص بيص" من أمرهم، وانفضّ الاجتماع الذي عقد في مقر النادي وامتدّ إلى ساعات الفجر الأولى من صباح أول من أمس، وحضره نحو 20 عضوًا، بينهم الأمير الوليد بن طلال، للمرّة الأولى، وجاء وجوده بمثابة إيذان بتوافر المبالغ المطلوبة لإنعاش صندوق النادي، إذ أكدت مصادر مقرّبة من المجتمعين أنه تكفّل بتقديم نحو 4،4 ملايين دولار على مدى عامين، فيما قدّم أعضاء الشرف الآخرون نحو 8،9 ملايين دولار، وتعهّد الرئيس الجديد بدفع نحو 820 ألفًا. وأعلن المتحدث باسم مجلس أعضاء الشرف الأمير نواف بن محمد أن المجتمعين اختاروا الأمير عبدالله بن مساعد رئيسًا جديدًا، ووصفه بأنه صاحب أفكار ممتازة وخطط تبشر بالخير "وهو سيحدث نقلة كبيرة في إدارة الهلال". وأعلن الأمير نواف بن محمد أن العجز المالي تقلّص إلى 6 ملايين ريال "وستوفر من أعضاء الشرف". ويأتي اختيار الأمير عبدالله بن مساعد 37 عامًا خلفًا للرئيس المستقيل الأمير سعود بن تركي. وكان أعلن الأربعاء الماضي عن اعتذاره عن الترشّح بسبب عدم توافر المبلغ المطلوب الذي يرى أنه سيساعده في تحقيق أهدافه. وعلى رغم أنه ظلّ طوال فترة الصيف يعمل مع شركات محاسبة وقانونية لدراسة وضع النادي، وبمجرد انقضاء الاجتماع الهلالي الذي حضره المؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد فإن الهلاليين طووا صفحة البحث عن رئيس جديد، ووجدوا حلاً للمعضلة الكبيرة التي تؤرق الأندية المحلية ومن بينها الهلال، والمتمثلة في شح الموارد المالية. وتنتظر الرئيس الجديد ملفات عدة أبرزها التعاقد مع مدرب جديد خلفًا للمستقيل الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا، ويبرز في هذا الاتجاه التعاقد مع واحد من المدربين الرومانيين أنجيل يوردانيسكو ومواطنه إيلي بالاتشي، وسبق لهما العمل في الهلال، ويحظيان بثقة وتقدير أنصار "الزعيم". وكان الرئيس الجديد أسرّ لبعض المقربين منه أنه ينوي التعاقد مع مدرب عالمي، والرومانيان من بين المرشحين. ويتوجب على الرئيس الجديد النظر في موضوع اللاعبين المنتهية عقودهم وأبرزهم الحارس الثاني في الفريق حسن العتيبي، علمًا أن عقد الحارس الأول محمد الدعيع ينتهي بعد سنة، إضافة إلى المبالغ المترتبة على النادي لبعض اللاعبين الذين جدد لهم أمثال نواف التمياط. ويرى أنصار الهلال أن الرئيس الجديد سيستقدم لاعبين أجانب من مستوى ممتاز خلفًا للبرازيليين صوماليا ورونالدو. وينتظر أن تشهد الأيام المقبلة إعلان الأمير عبدالله بن مساعد أسماء أعضاء مجلس الإدارة الجديد. في مهبّ الريح في المقابل، ألقت الأزمة المالية الخانقة، التي يتعرّض النصر لها، بظلالها على الاجتماع الذي عقدته إدارته أول من أمس، وشكّل بيع عقد اثنين من اللاعبين الدوليين أحد أبرز الحلول لتفادي المشكلة المالية التي أجبرتها على عدم تسديد رواتب اللاعبين والموظفين. ورحّب عدد من الاعضاء ببيع عقد إبراهيم ماطر ومحمد الخوجلي في ظل الرغبة الملحة من نادي الاتحاد بضمهما في مقابل 10 ملايين ريال. ويعارض هذا التوجه أعضاء آخرون، على اعتبار أنه سبق وجدد للخوجلي قبل بدء الموسم الحالي في مقابل 5،1 مليون ريال. وتباينت ردود الافعال من خلال موقع النادي على شبكة الانترنت، الذي يُعتبر المتنفس الوحيد لأنصار "فارس نجد"، إذ طالبت الجماهير بضرورة المحافظة على ماطر والخوجلي، والبحث عن مورد مادي آخر يحل هذه الازمة الطارئة. ودخل النصر في مفاوضات جدّية مع المهاجم البرازيلي باولو سيرجيو الذي ألغى عقده مع الوحدة الإماراتي. وأكد مسؤول إماراتي أن النصر طلب شراء الفترة المتبقية من العقد الذي ينتهي في ختام الموسم الحالي.