لندن، تونجلي - "الحياة"، رويترز - كشفت خطة يتداولها كبار المسؤولين الأتراك ان خطة انقرة لارسال الجيش التركي الى شمال العراق تلحظ توغلاً لمسافة 60 ميلاً في مهمة تهدف الى منع تدفق لاجئين عراقيين في حال اندلاع حرب يمكن ان تؤدي الى نزوح جماعي باتجاه الحدود التركية. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" ملامح الخطة التي بدأت تثير مخاوف من إمكان استخدامها غطاء لقمع الجيش التركي أي محاولة للأكراد في شمال العراق لانشاء دولة مستقلة لهم، اذا اطيح نظام الرئيس صدام حسين. ويعبر مسؤولون اتراك عن تخوفهم من احتمال حصول هجوم عراقي على الأكراد تستخدم فيه اسلحة جرثومية او كيماوية، وقد يؤدي الى حال من الذعر شبيهة بتلك التي سادت بعد حرب الخليج عام 1991، عندما فر اكثر من مليون كردي الى تركيا وايران هرباً من الجيش العراقي. وتعتقد السلطات التركية ان تدفق اللاجئين ساعد في تزايد التمرد الكردي داخل اراضيها. وتكشف الخطة، التي وقعها في 22 الشهر الماضي بولنت اجاويد رئيس الوزراء آنذاك عن اقامة 18 مخيماً، منها 12 في العراق، لاستيعاب حوالى 275 ألف لاجئ. ويتوقع ان تستوعب المخيمات داخل العراق اللاجئين قبل السماح لأي منهم بدخول الاراضي التركية. وفي حال امتلأت المخيمات في العراق، ستُفتح المخيمات في تركيا. وتدعو الخطة الجيش الى توفير "الأمن في المنطقة". وتؤكد الحكومة التركية، بموجب الخطة، رغبتها في عدم بقاء أي لاجئ مدة طويلة على أراضيها، وتشير الى ان "المبدأ الاساسي هو عودة الاجانب الى بلدهم الاصلي أو ارسالهم الى دولة ثالثة". وتخشى جماعات حقوق الانسان عرقلة الجيش التركي عملها في شمال العراق، ما يحرم الاكراد من المساعدة التي تؤكد انقرة انها تريد تقديمها اليهم. وقال احد اعضاء "الجمعية التركية لحقوق الانسان" صلاح الدين دميتاس: "سيفعل الجيش التركي كل ما يستطيع لقمع أي احتمال لتأسيس كيان كردي في شمال العراق، باستخدام سبل عسكرية. والقانون الوحيد الذي سيطبق في هذه المنطقة هو قانون الحرب". وانتقد ناشطون آخرون الخطة التركية لأنها تنتهك القانون الدولي لحماية اللاجئين بعدم سماحها بدخولهم. وقال مسؤولون في الأممالمتحدة ان الحكومة التركية رفضت الادلاء بأي تفاصيل عن الخطة. وقال الناطق باسم المفوضية في انقرة: "لم نحصل على التعاون الذي توقعناه، ولم نر الخطة". اشتباكات في شمال العراق على صعيد آخر، قال مسؤول عسكري تركي امس ان جنوداً اتراكاً طاردوا عناصر من "حزب العمال الكردستاني" عبر الحدود الى شمال العراق، ولم يتضح عدد القتلى في الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين خلال الايام الثلاثة الماضية. وصرح اعضاء في الحزب لوكالة "ميزوبوتاميا" للأنباء، مقرها في اوروبا، بأنهم قتلوا سبعة جنود اتراك واربعة من عناصر الاستخبارات، لكن المسؤول التركي نفى سقوط خسائر في صفوف الجيش، مضيفاً ان "عدداً كبيراً من اعضاء حزب العمال قتلوا" بعدما استخدم الجيش قوات برية وطائرات هليكوبتر في ملاحقة مقاتلي الحزب في منطقة جبلية وعرة على الحدود مع اقليم سيرناك التركي. ويحتفظ الجيش بقاعدة عسكرية في شمال العراق لمطاردة مقاتلي حزب العمال. واذاعت "ميزوبوتاميا" القريبة من الحزب بياناً له يفيد ان الجنود الاتراك بدأوا هجوماً على معسكرات الاكراد عبر الحدود مع العراق منذ الاربعاء الماضي وان القتال ما زال مستمراً.