إسلام آباد - "الحياة" بفوزه أمس، يكون مير ظفر الله جمالي رئيس الوزراء التاسع عشر لباكستان منذ استقلالها، وأول رئيس وزراء من عرقية البلوش الذين يسكنون منطقة مجاورة لأفغانستان، ويكون أيضاً أول سياسي من خلفية رياضية يصل إلى أعلى هرم السياسة الباكستانية. ولد ظفر الله جمالي عام 1944 في قرية صغيرة تدعى روجان قريبة من كويته عاصمة اقليم بلوشستان المجاور لأفغانستان، لوالد يدعى مير جعفر خان جمالي. كان صديقاً حميماً لمؤسس دولة باكستان محمد علي جناح. ولم يكن جده شاه ناز خان نيازي من السياسيين ولكنه معروف بأنه إقطاعي كبير وعادة ما يدعى إلى مجلس ال"لويا جيركا" مجلس الحكماء. وبدأ ظفر الله دراسته الأولى في قريته غير أن والده كعادة الإقطاعيين والملاكين الكبار، لم يعجبه مستوى الدراسة لنجله فنقله إلى مدرسة عصرية تدعى كلية لورنس في مصيف مري قرب إسلام آباد، ليتلقى دروساً عصرية ومع أقرانه من أبناء كبار المسؤولين والإقطاعيين الكبار. وتابع ظفر الله دراسته في جامعة البنجاب ونال شهادة الماجستير في التاريخ، وكان من هواة لعبة "الهوكي" الباكستانية المعروفة، ونظراً الى مهارته فيها، انتخب رئيساً لفريق الهوكي في الجامعة، وانتخب بعدها مرتين كرئيس لفريق الهوكي الباكستاني. وتحت رئاسته فازت باكستان في أولمبياد أتلانتا ولا يزال رئيساً لرابطة الهوكي لإقليم بلوشستان. دخل ظفر الله جمالي عالم السياسة للمرة الاولى عام 1964 حين دعم مرشحة الرئاسة آنذاك فاطمة جناح ابنة مؤسس باكستان ضد منافسها الجنرال محمد أيوب خان. وعينه عمه المؤيد لفاطمة آنذاك، حارساً شخصياً لها. واعتقلته الحكومة بعد فوز أيوب واتهمته بالتحريض ضدها وتسيير التظاهرات المعادية لها. دخل البرلمان للمرة الاولى بعدما انضم إلى حزب الشعب الباكستاني بزعامة ذو الفقار علي بوتو وخاض انتخابات عام 1977 على لوائح الحزب ثم عين وزيراً للإعلام والأغذية في الحكومة المحلية لإقليم بلوشستان. وسرعان ما سُجن بوتو إثر انقلاب الجنرال ضياء الحق في العام نفسه، وتخلى جمالي عن الحزب وانضم إلى حكومة ضياء الحق التي عرضت عليه عام 1982 منصب وزير فيدرالي للإعلام والأغذية. وأثبت أنه "سياسي لكل الفصول" عندما انضم الى التحالف الجمهوري الإسلامي والذي تشكل لمواجهة بينظير بوتو، وأرسلته حكومة نواز شريف كمندوب لها في الأممالمتحدة عام 1991. وخاض الانتخابات الاخيرة مرشحاً عن حزب الرئيس برويز مشرف: "الرابطة- جناح قائدي"، وانتخب نائباً.