اعتبر العراق قبوله قرار مجلس الأمن الرقم 1441 بمثابة "تأكيد جديد" لخلوه من أسلحة الدمار الشامل، وتعبير عن "شعور عال بالمسؤولية تجاه الشعب العراقي". وابدى حذراً إزاء النيات الأميركية، مشيراً الى ان "الصراع" بينه وبين الولاياتالمتحدة "لم ينته" بل ما زال في بدايته، مطالباً برفع الحظر الدولي. بغداد - أ ف ب، رويترز - اعتبر رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني البرلمان العراقي سالم الكبيسي موافقة العراق على التعاون مع القرار 1441 بمثابة "تأكيد جديد لخلوه من اسلحة الدمار الشامل". وقال ان الرسالة التي بعثت بها القيادة العراقية الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أول من امس "أكدت أمرين مهمين، اولهما خلو العراق من أسلحة محرمة، والثاني الاستعداد التام للتعاون مع المنظمة الدولية". وذكر ان المجلس الوطني كان اعتمد توصية تقضي برفض القرار وتخويل القيادة العراقية اتخاذ ما تراه مناسباً من اجراءات لضمان سلامة العراق وسيادته. وقال: "قيادتنا الوطنية المناضلة اتخذت القرار المناسب". وبعدما اشار الى ان قرار التعاون مع مجلس الأمن لتنفيذ القرار 1441 "يجسد رغبة العراق في إزالة كل العقبات التي تحول دون رفع الحصار"، دعا المجلس الى "ان ينفذ الالتزامات الواقعة عليه بموجب القرارات ذات الصلة، وفي مقدمها رفع الحصار الجائر". وطالب الكبيسي مجلس الامن ب"ان يراقب عمل لجان التفتيش بعد وصولها الى العراق، ولا يسمح بخروج المفتشين عن واجباتهم الأساسية، وافتعالهم أزمات كما فعل المفتشون في اللجنة الخاصة" أونسكوم. وعن احتمالات تنفيذ الادارة الاميركية عملاً عسكرياً ضد العراق، على رغم قبوله القرار 1441 قال الكبيسي ان الادارة الاميركية "معروفة بتاريخها العدواني وخروجها على الشرعية الدولية". الى ذلك، رأى الامين العام ل"مؤتمر القوى الشعبية العربية" سعد قاسم حمودي ان استعداد العراق للتعاون مع القرار 1441 "تعبير عن شعور عال بالمسؤولية تجاه شعبه وسلامته وامنه من مخطط القتل والدمار الاميركي الشرير"، إضافة الى انه "يضع المجتمع الدولي امام استحقاقات العراق طبقاً لقرارات مجلس الأمن وذلك بتطبيق الفقرة 22 من القرار 687 برفع الحصار". وطالب ب"مزيد من اليقظة والحذر من مناورات التحالف الأميركي - الصهيوني لاستغلال عمل المفتشين على نحو استفزازي، وافتعال الأزمات تمهيداً للعدوان". وحذرت صحيفة "بابل"، التي يديرها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي، من ان "الصراع بين العراقوالولاياتالمتحدة لم ينته". وكتبت امس: "على الحلفاء والاشقاء العرب ان يدركوا ان المسألة لم تنته مع الادارة الاميركية وتابعتها حكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، بل ربما بدأت. إذ لا يمكن الوثوق بسياسات دولة تسودها العنجهية الفارغة وسياسة رعاة البقر". وأشارت الى ان "قبول العراق التعامل مع القرار 1441 يشكل بادرة تثبت حسن نياته وخلو بلدنا من اسلحة الدمار الشامل، كما يسقط كل الحجج التي راحت وسائل الدعاية الاميركية - البريطانية - الصهيونية تطبل وتزمر لها". وأضافت "بابل": "ان قيادتنا الحكيمة أدركت منذ البداية الاهداف والنيات الخبيثة التي تبيتها إدارة الشر الاميركية التي استغلت ضعف مجلس الأمن وهشاشة الأممالمتحدة واستجابة امينها العام الضغوط الاميركية". ودعت "الدول الشقيقة والصديقة" الى "ان تثبت انها فعلاً وقولاً مع الحق" وتعمل لرفع الحصار المفروض على العراق. وأبرزت صحف بغداد قرار التعاون مع مجلس الأمن معتبرة انه "على رغم ما تضمنه القرار 1441 من سوء"، جاء قرار القيادة العراقية "لتجنيب الشعب العراقي الأذى".