سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"جماعة الأربعة" تريد تمثيلا محدداً للفصائل في مؤتمر بروكسيل ... والجلبي يخشى تحجيمه . مسؤولان أميركيان يحاولان في لندن تخفيف الخلافات بين أطراف المعارضة العراقية
يلتقي وفد أميركي رفيع المستوى يضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع اليوم مندوبي الأحزاب العراقية المعارضة والسيدين أحمد الجلبي والشريف علي بن الحسين الأعضاء في هيئة رئاسة المؤتمر الوطني العراقي. وفي السياق ذاته تعقد اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة العراقية اجتماعاً اليوم للبحث في نتيجة الاتصالات مع الحكومة البلجيكية وتحديد موعد جديد للمؤتمر الذي تأجل اسبوعين لاعطاء فرصة لسلطات الهجرة البلجيكية لدرس 34 طلب دخول الى البلاد من طهران وعدد من العواصم العربية. ويسعى الوفد الأميركي الذي يضم السيدين ديفيد بيرس مسؤول الملف العراقي في الخارجية ونظيره في البنتاغون ل. لوتي، الى تبريد الخلافات بين "جماعة الأربعة" المكوّنة من الحزبين الكرديين والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية وحركة الوفاق الوطني، وبين عضوي رئاسة "المؤتمر" الجلبي والشريف علي، والتي تتركز على عدد المشاركين والوثائق التي يتعين مناقشتها في المؤتمر المعارض. ووفقاً لمصادر اللجنة التحضيرية فإن "اجتماع ريتز" في واشنطن في العاشر من أيلول سبتمبر الماضي أرسى الأسس التي يجري على أساسها عقد المؤتمر لجهة التمثيل والحضور. وهي الأسس التي تبنتها وثيقة "مؤتمر صلاح الدين" في العام 1992. ويختلف الجانبان على عدد الحضور الذي يرغب "الأربعة" في تحديده للحفاظ على التوازن والنوعية ليصل الى 180 مندوباً، فيما يصر الجلبي على فتحه ل600 مندوب. وكانت مشاورات مكثفة جرت خلال الاسابيع الماضية للتوصل الى حل وسط من دون جدول مما أدى الى طلب الجلبي من اللجنة التحضيرية تأجيل موعد المؤتمر الى حين التوصل الى اتفاق لكن "الأربعة" رفضوا طلبه. وشن مؤيدون لجناح الجلبي حملة اعلامية ضد عقد المؤتمر ودعوا أنصارهم الى ارسال رسائل الى الخارجية الأميركية تدعوها الى التدخل لمصلحتهم لوقف عقد المؤتمر. ونجحت الحملة التي قادها كنعان مكية، وهو كاتب وباحث أكاديمي مقرّب للجلبي، في توجيه ضغوط على اللجنة التي ترغب في تجنيب مؤتمر المعارضة الفشل. ولا تقتصر الخلافات بين الجانبين على عدد المندوبين بل تتعداها الى طبيعة الأهداف التي يجب تحديدها للمعارضين والوثائق التي يفترض ان يتبناها. وكانت لجان الخبراء التي اجتمعت خلال الشهور الأخيرة برعاية الخارجية الأميركية قد أنجزت وثائق وضعت تصوراً للمستقبل السياسي للدولة العراقية ونظامها البرلماني والأبعاد الأمنية والاقتصادية والإعلامية. إلا أن خلافات عميقة على الصياغة النهائية لتقرير الخبراء، والتي تمت على يد كنعان مكية ورند الرحيم أجلت إقرار الوثيقة المهمة على أساس اعادة صياغتها بما يتوافق والآراء التي طرحت في الاجتماعات. وتركزت الاعتراضات على فكرة انشاء حكومة موقتة والأدوار التي يلعبها المعارضون في الخارج عند تأسيس نظام جديد يخلف النظام الحالي، كما ان خلافات مماثلة حصلت في شأن المرحلة الانتقالية ومؤسساتها وتركيبة الادارة المستقبلية. وقال مصدر في اللجنة التحضيرية ل"الحياة" ان صياغة الوثيقة لن تكتمل، ولذلك شكلت لجان متخصصة لصياغة وثائق بديلة عن المشروع، وهو ما رفضه جناح الجلبي - الشريف بشدة. وجاء تأجيل المؤتمر المعارض ليتيح اعادة ادراج الوثيقة المعنونة "مبادئ الديموقراطية في العراق" والتي يتوقع ان تنتهي منها الخارجية الاميركية يوم 26 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وتشير الخلافات بين أطراف المعارضة العراقية الى استقطابات حادة داخل الادارة الاميركية. ومن المعروف ان جناح البنتاغون، أو "الصقور"، يقف بقوة خلف الجلبي ومكية فيما تدعم الخارجية الأجنحة الأخرى التي تمثلها "مجموعة الأربعة" ومستقلون عن "المؤتمر الوطني العراقي".