يعيش الفنان يوري مرقدي حالاً جديدة من القلق مع صدور ألبومه الجديد "حبس النساء" هو الذي شهد نجاحاً بسرعة البرق عندما تمكنت اغنيته "عربي أنا" من احتلال المراتب الاولى في الاذاعات فأصبح من اكثر الفنانين شهرة اوصلته الى لفت انظار عدد كبير من شركات الانتاج. "الحياة" حاورته عن عمله وفنه وأحلامه. من الاعلان الى الغناء، كيف حصل ذلك. صدفة ام حلم؟ - كان الغناء حلمي منذ زمن، ولم ابدأ بممارسته من سنة او سنتين، لذا اعتمدت خطاً واضحاً لتحقيق ما اريده... وفي وقت من الاوقات اعتقدت ان هذا الحلم لن اتمكن من الوصول اليه. وعملي في الاعلانات والاخراج والانتاج والموسيقى اعطاني خبرة في تلك المجالات... وأضفت اليها خبرة في التصوير وتقنيته والتسويق ايضاً، لأنني اعتقد ان مجالي السابق في الاعلانات يتضمن الموسيقى والصورة والصوت، اي انه يشمل كل شيء. في اي مجال وجدت نفسك اكثر في الغناء ام في الاعلانات؟ - حتى الآن انا مغرم بالاعلانات، في الماضي كنت اتحدث عن انتاج معين او سلعة معينة ولم يكن هناك رابط حسيّ بيني وبين عملي. اما اليوم فأتحدث عن مشاعري وأحاسيسي وأعبر عن حبي للمرأة، فبالتأكيد ارى نفسي في الغناء. لماذا اخترت الكلام الفصيح في اللغة العربية لكتابة اغانيك؟ - بكل بساطة لأنني احب الفصحى، وأجد انني استطيع التعبير من خلالها مئة في المئة عما اريد قوله... فأنا لدي افكار كثيرة لا استطيع التعبير عنها بالعامية، كما ان التنوين اللغوي بالفصحى يطربني كثيراً. حبس النساء لماذا "حبس النساء" ما هو المقصود منه؟ - هناك الكثير من المفردات اكتبها وألعب فيها على الكلام من اللهجة العامية التي نتكلمها، فكلمة حبس تأتي من كلمة محبس، انما معنى "حبس النساء" ليس فعل الحبس للنساء لأنه قد يفهم البعض ان يوري يريد حبس النساء، ولكن الذي اقوله انا اننا كرجال موجودون في داخل حبس النساء، اي مأسورون لهم، لأنني كتبت في الاغنية "حبذا لو اهجر حبس النساء حبذا لو اتعلم من بعض الاخطاء، انا تائه مثلك في بحر الاحياء، ولو خيرت اعود الى حبس النساء"، يعني انني لا اعرف متى اخرج من حبس النساء وأدعو الى ربي للخروج منه وعندما اخرج اعود وأدعو الى ربي للعودة اليه وهكذا دواليك، وهذا هو المعنى. اكتفيت بالتلحين لنفسك في اول عمل لك. هل وجدت في نفسك الكفاية والثقة حتى لا تتعامل مع غيرك أم ان ألحانك افضل؟ - بالطبع من الافضل لي التلحين لنفسي، ان الموسيقى كالكتابة بالنسبة الي، لأنني ارى انه من المستحيل ان آخذ كلمات من احد اقله في الوقت الحاضر لأنني اكتب المشاعر التي احسها، لا استطيع ان اطلب من احد ان يكتب احاسيسي، اما بالنسبة الى الالحان لقد لحنت 800 لحن ووزعتها خلال عشر سنوات خلال عملي في الاعلانات، وأنا اجيد العزف على عدد كبير من الآلات الموسيقية فلماذا لا ألحن لنفسي. وكل هذا لم يمنعني من ان آخذ ألحاناً من غيري، فعندما سمعت لحن اغنية من جان ماري رياشي وهو صديقي وموجود معي دائماً في الاستديو وضعته ضمن ألبومي الجديد. كلمة عربي تصريح مرور للجمهور العربي في وقت افتقدنا لمن يذكره بعروبته، برأيك هل العروبة مظهر ام انتماء وكيف؟ - العروبة ليست خياراً، هناك من يسأل هل انت عربي، اقول انا خلقت في بلد عربي وأتحدث باللغة العربية لذلك انا انسان عربي، لا نستطيع ان نقول انني احس الآن بأنني عربي وبعد ذلك احس بأنني لست عربياً، هذا انتماء وأنا فخور فيه وأدافع عنه، ولكنني عندما قلت في اغنيتي كلمة "عربي" فلم اعنِ في ذلك حالاً سياسية او اضطهادية وأخيراً ارهابية، فمنذ زمن كلمة "عربي" تعني هذه المعاني في العالم، فعندما تقول انك عربي في تلك البلاد سريعاً ما يفكرون في أنك ارهابي او تاجر مخدرات، وهذا خطأ فلو عدنا الى الماضي لوجدنا ان العرب هم التراث والشعراء والفلاسفة وعلماء الفلك والفيزياء. لا ربطة عنق ولا طربوش لكن موسيقاك غربية، وقال البعض ان فرقتك مستوحاة من شكل الفرق الغربية وأسلوبها؟ - من قال ان اسلوب فرقتي اجنبي؟ ومن قال ان الفرقة العربية يجب ان يرتدي اعضاؤها بزة وربطة عنق او ان يرتدوا الجلابية او الطربوش؟ وان كان المقصود موسيقاي فمن يقدم في العالم العربي موسيقى شرقية صرف. كيف تنظر الى المنافسة بينك وبين النجوم الشباب؟ - لا انظر الى المنافسة، انظر فقط الى عملي وأقدم ما يجب عليّ من اعمال فقط والله يوفق الجميع. اذا عرض عليك التمثيل فهل توافق؟ - انا احب التمثيل ودرسته ضمن تخصصي الجامعي في الاخراج ومثلت على خشبة المسرح مع روجيه عساف وجنى الخوري، واذا عرض عليّ التمثيل فلن ارفض. البعض يتهمك بتشويه الذوق الفني، كيف تدافع عن نفسك؟ - ليروا طبيباً اولاً وينظفوا آذانهم، والذين يتهمونني بذلك هم المتخلفون فكرياً او الخائفون على أنفسهم لأن جيلاً جديداً سيأتي ويمحيهم، وهذه سنّة الحياة، فبعد عشر سنين سيأتي جيل جديد من بعدي ويقدم اعمالاً جديدة فيقال عن موسيقانا انها هي الموسيقى والجديدة ستكون الهرطقة وتشوه الذوق الفني. كيف تتوجه بأغانيك الى الشباب؟ - انا اكتب ما اشعر به حرفياً كل يوم وأعرف من الشباب الذين يراسلونني يومياً عبر الانترنت بأنهم يحبون ما اكتب لأنني أعبر عن احساس من دون تزلف او مواربة، فعندما غنيت في ألبومي عن معلمة الكيمياء وكيف اغرمت بها، كنت اتحدث عن احساس حصل معي، ووصلتني رسائل من شباب قالوا انهم مروا بالتجربة نفسها في صغرهم فمنهم من احب معلمة اللغة العربية او معلمة الرياضيات او... او... ولكنهم لم يتمكنوا من التعبير عن احساسهم علناً. كيف تتوجه الى الجمهور الخليجي؟ - هناك اشخاص يسألونني كثيراً لماذا لا أغني باللهجة الخليجية، فهي الموضة الرائجة بين المطربين. لكنني لن افعل، لأنها ليست لهجتي ولن اغني اللهجة المصرية كذلك، ولأنني ايضاً لا احب ان امثل او اتزلف للوصول الى اي جمهور عربي... بل افضل الوصول اليه عبر لهجتي ولغتي السليمة، وعبر اللغة العربية الموحدة. هكذا يفهمني ويعرف ماذا اريد ان اقول، من دون ان اقلده بلهجته. فعندما يريد الجمهور الخليجي او المصري سماع اغانيه، يسمعها من مطربيه، وعندما يسمع المطرب اللبناني يريد منه ان يقدم له شيئاً لبنانياً، لا مصرياً او خليجياً. وأنا اقدم للجمهور العربي كله اغنية واضحة.