يبدو أن عوامل عدة تقلل من اقبال العرب على الانترنت . ومن هذه العوامل ان معظم مواقع الويب اجنبية تعنى بثقافات بلادها وشعوبها. ولذا، تساعد مواقع الثقافة العربية على انتشارها عربياً. ومن هذه المواقع، وربما اجدها، موقع "ثمرات المطابع". الذي انطلق أخيراً من مدينة الرياض. يعد موقع "ثمرات المطابع" اول مشروع ل "مركز المصادر للمعلومات" وهو مركز بحثي توثيقي مستقل تأسس أخيراً في مدينة جدة. ويقدم المركز خدمات ترتكز الى المعلومات، ويقدمها الى المراكز العلمية والباحثين وطلاب العلم والمعرفة من خلال وسائل الاتصال الحديثة وتكنولوجياتها المتطورة. ويشمل ذلك تعريف المراكز العلمية والثقافية العربية بالاصدارات الحديثة في التخصصات المختلفة، اضافة الى خدمات ارشيفية متنوعة. وللمركز مكاتب في القاهرة وبيروت والدار البيضاء والجزائر. ويسعى المركز الى تكوين قاعدة معلوماتية واسعة تقدم للباحث كل ما يحتاج اليه في عملية بحثه عن المراجع والوثائق. ويخدم عدداً من وسائط المعلومات، مثل الكتاب والمقالة والرسالة الجامعية والمخطوطة...الخ. وينظم هذه الوسائط في سلك واحد، مقدماً بذلك خدمة متكاملة. وتبعاً لذلك، انشأ المركز موقع "ثمرات المطابع" ليكون قاعدة معلوماتية لكل تلك الخدمات، وليكون حلقة وصل ساخنة بينه وبين زواره. واساس فكرة الموقع هي متابعة كل ما يصدر من كتب في عالمنا العربي، وتزويد الزائر بمعلومات الكتاب الأساسية مع خدمات اضافية من نشرة نقدية للكتاب وتقويمه وما الى ذلك. وهو مشروع حيوي طموح يقدم الجديد من الكتب والدوريات في العالم العربي، وبنسبة متابعة وصلت الى ثلاثمئة كتاب شهرياً، وتابع ما يزيد على مئة وثلاثين دورية يعرّف بكل عدد جديد منها. ولا يقوم الموقع ببيع وتسويق الكتب بل يستعرضها ويدرسها فقط، وهو بذلك يؤكد حياديته ومصداقيته في عرض الكتب ونقدها. موقع علمي شامل ويحاول موقع "ثمرات المطابع" ان يكون مرجعاً شاملاً لكل الباحثين، وان يغنيهم عن السفر والترحال هنا وهناك بحثاً عن مراجع علمية وكتب معينة للاستعانة بها في بحوثهم. ويبدو هذا جلياً في سعة الخدمات التي يصرح بها الموقع نفسه. ويعرض الموقع في الاساس متابعات يومية لما يصدر من كتب جديدة في العالم العربي، ويجدد محتوياته عبر عرض كل ما يرده من اصدارات جديدة، ويعرض معلومات اولية عن كل كتاب، مثل اسم الكتاب واسم المؤلف والناشر وتاريخ الطبع وعدد الصفحات الى جانب صورة الغلاف. وكذلك يوفر سائر المعلومات المكتبية المعروفة ب "الضبط البيبليوغرافي" وهي إلاضافة الى ما سبق: تصنيف الكتاب ومقاسه ونوع تجليده وسعره ورقم الطبعة، ويذكر ايضاً بيان النسخ المعتمدة اذا كان الكتاب مخطوطاً، وبيان اصل الكتاب اذا كان ظهر بصورة اخرى قبل ان يكون مطبوعاً. كما يقدم تعريفاً اجمالياً بكل كتاب يشتمل على بيان موضوعه الاساسي وابرز موضوعاته الفرعية وطريقه عرضه ومقاصده واهم نتائجه ان وجدت. وكذلك الاطلاع على فهارس او ملخصات الكتب المهمة والتي تحمل اضافة مميزة او فكراً جديداً مبتكراً كالرسائل الجامعية والعلمية المحكمة. وفي بعض الاحيان، يقدم ملاحظات نقدية على بعض الكتب، او يعقد مقارنات بين بعض الكتب واخرى في الموضوع نفسه، او بين طبعات متعددة لكتاب واحد. كما يتيح محرك البحث الخاص بالموقع البحث عما تريده تحديداً باسم الكتاب، او بجزء من الاسم او بالموضوع او باسم المؤلف او باسم المعتني بالكتاب كالمحقق او المترجم او المعد، او باسم الناشر او بتاريخ الاصدار او بتصنيف الكتاب. ولم يعتمد الموقع في تصنيفه الكتب الترقيم التلقائي او تصنيفاً حسابياً خاصاً به كما تفعل مواقع الكتب عادة، بل اعتمد تصنيف "ديوي" العشري المعتمد في معظم المكتبات العامة والمتخصصة في العالم. ولوحظ فيه بعض القصور في ما يتعلق بتصنيف كتب الدين الاسلامي. ومن الخدمات الممتعة التي يقدمها هذا الموقع خدمة الاخبار. وتتابع هذه الصفحة اهم المناسبات والمعارض الثقافية واخبار الرسائل الجامعية والكتب قيد الطبع، واخبار الدوريات الجديدة وما نشر فيها. وتصنع هذه الامور ما يشبه "نشرة اخبار يومية متخصصة" في عالم الطباعة والنشر. ويبدو ان الموقع وجد وسيلة لايجاد تمويل له تكفل استمرارية العمل فيه بعد ان انتهج منهج الناقد للكتب وليس المسوق لها. والطريقة التي اتبعها هي تحديد الاشتراك في خدمات الموقع بمبلغ مالي وطرح بطاقات كبطاقات الهاتف المدفوعة مسبقاً تسمح لمشتريها بتصفح الموقع عبر كلمة سر خاصة به على البطاقة. ومن دون هذا الاشتراك، لا يستطيع المتصفح سوى استعراض معلومات بسيطة عن الكتب. كما لا يمكنه الاستفادة من الخدمات الاخرى كخدمة البحث مثلاً. تقويم موثق للكتب وفي تصريح الى "الحياة"، اكد يوسف بن حسن خلاوي، مسؤول مركز المصادر ان الموقع مستقل تماماً بذاته. وشدد على ان كل ما ينشر فيه من عرض ونقد للكتب انما هو نتاج خاص بالموقع قام به العاملون الذين اختيروا بعناية تبعاً لقوتهم في تخصصاتهم وتمكنهم منها. ولاحظ ان القائمين على الموقع ابتكروا ما يسمى ب"ضمان المصادر" وهو يعني ان كل ما في الموقع انما هو من ابداعه الخاص. وذكر ان المشروع المقبل للمركز عبارة عن مجلة اخبارية الكترونية تتابع الاخبار العلمية والثقافية والفكرية على مستوى العالم العربي. العنوان على الانترنت: http://www.thamarat.com