مصطلح "استقالوه"، وهو عبارة عن مزيج من كلمتي اقالة واستقالة، هو خير وصف للحال التي توصل اليها مسؤولو الهلال مع المدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا، بعدما توصل الطرفان الى حل لوضعية المدرب مع الفريق. فإدارة الهلال لا تملك قيمة الالتزامات المالية التي تمكنها من الغاء عقد المدرب ثم الالتزام بدفع الشروط الجزائية على رغم انها ترى ان اقالته هي الحل الامثل لانتشال الفريق من المستنقع الذي يمر به، وماتورانا بدوره وصل الى قناعة انه لم يعد المدرب المناسب للهلال وانه لم يعد مقنعاً لانصار "الزعيم" ، وهو ايضاً يريد ان يضع حداً لتلك الصيحات الاستهجانية التي يسمعها بعد كل مباراة، وتعالت اخيراً بعد الخسارة امام الطائي. جاء خبر تعيين ماتورانا مدرباً لمنتخب بلاده ليكون المخرج الوحيد من المأزق للطرفين، على رغم محاولة المدرب ورئيس الهلال المكلف فواز المسعد تكذيب الخبر. ووضع ماتورانا حداً للجدل الدائر منذ اسبوع حول مسألة بقائه مع الهلال من عدمها، عندما قدم استقالته الى رئيس الهلال المكلف فواز المسعد اول من امس. وتناقل الهلاليون الخبر بسرعة وبفرحة غامرة عبر المواقع الالكترونية، وكانت كل التعليقات ترى انه تأخر في تقديمها. ويذهب كثر من انصار الهلال ان ماتورانا ساهم كثيراً في تدني عروض فريقهم، وان استقالته جاءت متأخرة، وكان الاجدر بالادارة اقالته او عدم التجديد له قط بعد نهاية الموسم الماضي. قصة ماتورانا وبدأت قصة ماتورانا مع الهلال عندما تولى المهمة الموسم الماضي، وفاز ببطولة مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ثم بكأس ابطال الدوري الآسيوية، ومع تحقيقه لتلك البطولتين الا ان الهلاليين لم يتحمسوا لمدربهم، لأن فريقهم كان يؤدي بصورة تختلف عن تلك العروض التي عرف بها الهلال. وتوقع الجميع ألاّ يبقى ماتورانا على كرسي القيادة التدريبية في الهلال لموسم آخر، بيد ان المفاجآة تمثلت في التجديد معه. وغاب المدرب طوال أشهر الصيف، ثم عاد قبل انطلاق الموسم السعودي باسبوعين مصطحباً معه آخاه الاصغر سيزار ماتورانا ومدرباً ارجنتينياً للحراس، كان محل سخط الهلاليين الذين رأوا مدرباً "اعرج" ولا يسدد على المرمى، لكن الادارة الهلالية لم تلق اي اهتمام لوجهات نظر الجماهير. وفشل ماتورانا في الفوز بكأس السوبر الآسيوية على رغم ان الفريق كان يملك فرصة كبيرة للفوز بها، وقاد ماتورانا الكبير بنفسه فريق الهلال تحت 23 عاماً في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، وفشل في تقديم عروض مميزة او التأهل للدور الثاني، ونال المدرب كيلاً من الانتقادات الجماهيرية، لكن بقي غير آبه بها. وبدأ ماتورانا مسابقة الدوري بفوز متواضع على الرائد 1-صفر من دون ان يقدم فريقه عرضاً مقنعاً، ثم جاءت الطامة بخسارته مرتين متتاليتين امام القادسية والطائي ما جعل الجماهير الهلالية تطالب برأس المدرب. الا ان المطالب اصطدمت بآراء بعض اعضاء الشرف الذين وقفوا مؤيدين له بحجة انه يملك سجلاً تدريبياً مع منتخب بلاده، بل ان احد اعضاء الشرف وصف ماتورانا بأنه افضل مدرب مر على الهلال بعد البرازيلي خوسيه كنديدو. وحفظ بعض اعضاء الشرف الجميل لماتورانا الذي طلب من ادارة النادي تسليم اللاعبين حقوقهم المالية، وتأخير تسليمه متطلباته المادية قبل مباراة السوبر الآسيوية. وباستقالة ماتورانا دخل الهلاليون نفقاً مظلماً آخر، فكرسي الرئاسة لا يزال شاغراً، واللاعبون الاجانب دون المستوى، وابتعاد مدير الكرة منصور الاحمد جاء بسبب الاوضاع التي يعيشها النادي، ومشاكل بعض اللاعبين لا تزال معلقة، والتجديد للاعبين آخرين لا يزال قيد بحث. كل هذا يحدث في واحد من اكبر الاندية السعودية. ويرى الكثيرون من النقاد المتابعين للشأن الرياضي في المملكة، ان الهلال لا يختص دون غيره بهذه المشاكل، وكل الاندية السعودية تعاني منها، لكن الازمة الهلالية طفت على السطح بسبب جماهيرية الفريق ومكانته على خريطة الاندية السعودية. وسيبدأ اصحاب القرار في الهلال بدراسة ملفات كثيرة سيتم عرضها عليهم لاختيار من يتولى دفة قيادة الفريق في الاستحقاقات المستقبلية، ويبرز اسم المدرب الروماني ايلي بالاتشي في مقدمة الاسماء التي يطالب بها انصار الفريق، على رغم ان بعض اعضاء الشرف المؤثرين يرى انه لا يمكنه ان يقدم شيئاً جديداً. وتتواصل اجتماعات اعضاء الشرف الثنائية والثلاثية والموسعة لمحاولة اعادة الفريق الى جادته الصحيحة، ويخشى انصار الفريق ان يكون مصير المدرب المقبل مشابهاً لاختيار الرئيس الذي استمر قرابة اربعة اشهر، ولم تتضح صورته بعد!