سيدني، كانبيرا- أ ف ب، رويترز - خيم شعور بالصدمة والخوف على أوساط الجالية الاسلامية في أستراليا حيث واصلت الشرطة وأجهزة الاستخبارات الاسترالية أمس، عمليات دهم منازل مسلمين وتفتيشها، في إطار إجراءات مكافحة الارهاب، على رغم انتقادات لاتساع دائرة التدابير المتشددة التي تطبق منذ خمسة أيام. واستهدفت عمليات التفتيش والدهم مساكن تقع في محيط ملبورن جنوب شرقي، ثاني أكبر المدن الاسترالية، غداة حملات مماثلة جرت في سيدنيجنوب شرقي وبيرث جنوب غربي، بحثًا عن أسلحة. وأكد المدعي العام داريل وليامز أن هذه العمليات تستهدف متعاطفين محتملين مع "الجماعة الاسلامية" الاندونيسية. ورفض تقديم اعتذارات عن هذه الاجراءات، مضيفًا أن هناك قيودًا صارمة تحكم حملات المداهمة التي تأتي في فترة تزايدت مشاعر القلق بعد تفجيرات بالي التي أسفرت عن سقوط أكثر من 180 قتيلاً بينهم نحو 90 أستراليًا. وحذت أستراليا حذو دول غربية أخرى في الربط بين "الجماعة الاسلامية" وتنظيم "القاعدة". وقالت إن بعض الاستراليين تلقى تدريبات في معسكرات "القاعدة" وأن الجماعة الاسلامية تمثله في البلاد. وانتقد المدافعون عن الحقوق المدنية هذه الحملة وقالوا إن الهدف الوحيد منها هو إظهار أن أستراليا تتخذ إجراءات متشددة ضد الارهاب، في حين قال مسلمون إن الاساليب التي اتبعتها الشرطة أصابتهم بالصدمة والخوف. كذلك ندد المسؤول عن المجلس العربي -الاسترالي رولان جبور بعمليات الدهم والتفتيش. وقال لوكالة "أسوشييتد برس" الاسترالية: "إننا نجهل سبب اعتمادهم مثل هذا النوع من العمليات على طريقة رامبو"، مشيرًا إلى أن عناصر من أجهزة الاستخبارات بثياب القتال يقومون بها ويعمدون إلى الخلع والكسر وتفتيش منازل خاصة قبل الفجر أحيانًا. وأضاف: "نعتقد أن ترهيب النساء والاطفال من طريق عمليات التفتيش هذه في أي ساعة من النهار والليل أمر غير مجد على الاطلاق". إلى ذلك، أعلن جهاز الاستخبارات الاسترالي أمس أن ليس هناك شك في أن تنظيم "القاعدة" تورط في تفجيرات بالي، وتكهن بوقوع مزيد من الهجمات على رغم تعزيز عدد من الدول جهودها لمكافحة الارهاب. وقال دنيس ريتشاردسون مدير منظمة الامن والاستخبارات الاسترالية في مؤتمر عن "الامن الداخلي" عقد في كانبيرا أمس، إنه يتوجب على الحكومات أن تتخذ إجراءات لضمان الامن على المدى الطويل لأن الارهابيين سينتظرون أن تنحسر حال التأهب مرة أخرى لشن المزيد من الهجمات. وقال: "للأسف، ستحصل عمليات إرهابية أخرى، إننا واثقون من ذلك". وشدد ريتشاردسون على إعطاء الاهتمام الاكبر للتصريحات المتعلقة بوقوع اعتداءات إرهابية جديدة والتي بثت في تشرين الاول أكتوبر الماضي، على لسان أسامة بن لادن ومساعده أيمن الظواهري.