تحية طيبة، وبعد، نشرت "الحياة" في بريد يوم الجمعة 4/9/2002 النص الحرفي للرسالة التي وجّهها الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو - الى الدكتور ميلاد حنا المفكر العربي الشهير والكاتب في جريدة "الأهرام". وكان نشر هذه الرسالة مفاجأة لم تكن متوقعة، لأنها رسالة لم تكن للنشر أصلاً، ووجهت أساساً الى المرسل إليه، كما وجهت رسائل اخرى مماثلة، الى شخصيات فكرية وثقافية عامة، على سبيل الاستئناس بآرائها، والاستفادة من خبراتها، في موضوع لا يزال قيد البحث وتحت الدراسة، ويدخل ضمن الموضوعات التي تهتم بها المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة في اطار اختصاصاتها. والجدير ذكره ان المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو - عقدت في شهر تموز يوليو الماضي مؤتمراً دولياً في الرباط حول موضوع "حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين"، تحت رعاية العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الاسلامي. وشاركت في هذا المؤتمر شخصيات إسلامية ورجال دين مسيحيون من البلدان العربية والغربية. وفي ضوء النتائج الإيجابية التي حققها هذا المؤتمر، نشأت فكرة تأسيس منتدى إسلامي - مسيحي من اجل المودة والسلام. وقد رأت المنظمة الاسلامية ان توسّع دائرة الاهتمام بهذا المشروع، بعرض فكرته على بعض الشخصيات الاسلامية والمسيحية العربية ذات الاهتمام بالقضايا العامة. ولما كان الدكتور ميلاد حنا من هذه الشخصيات، وسبق له ان شارك في ندوتين دوليتين عقدتهما الإيسيسكو في كل من الرباط "صورة العالم الاسلامي في العالم الغربي بين الإنصاف والإجحاف - كانون الثاني/ يناير 2002"، ودمشق "الحوار بين الحضارات من اجل التعايش - أيار/ مايو 2002"، فقد رأت المنظمة ان تستفيد من خبرته وكفايته المشهود له بهما. ولذلك، فإن نشر هذه الرسالة في صفحة البريد في جريدة "الحياة"، كان مفاجأة لنا في الإيسيسكو. ولسنا نعرف الدوافع وراء اتخاذ هذه المبادرة التي تخرج عن العرف المرعي والتقليد المتبع في مثل هذه الحال. قسم الإعلام في الإيسيسكو - الرباط المحرر: لا دوافع "وراء" نشر الرسالة، وليس في نشرها خروج عن عرف مرعي ولا عن تقليد متبع. فالرسالة لو لم يكن النشر هو المقصد من إبلاغ "الحياة" وقرائها بها، لوجّهت الى كاتب المقال على عنوانه الشخصي أو إليه بالإسم بواسطة "الحياة"، ولا ريب ان قسم الإعلام لاحظ حذف الفقرة العائدة الى وديعة المدير العام بين يدي الكاتب، لخروجها عن عمومية الرسالة وعلنيتها. فلم يستبق منها إلا محاورة على رؤوس الأشهاد، وفي شأن امر "عمومي". وهذا ما تتولى الصحافة، ومنها "الحياة"، تداوله ونشره في ما نعلم. فأين الخطأ؟ وهل نشر رسالتكم هذه خطأ؟ ولكم أطيب تحية.