أكدت فرنسا تأييدها حلاً سلميًا للأزمة التي تعصف بساحل العاج، مشيرة إلى أن الحلول العسكرية "متعذرة"، فيما اندلعت معارك جديدة في بواكيه وسط التي يسيطر عليها المتمردون. } باريس - رندة تقي الدين بواكيه ساحل العاج - "الحياة"، أ ف ب - قال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان أمس خلال مأدبة غداء أقامتها على شرفه "جمعية الصحافة الديبلوماسية الفرنسية" أن بلاده تؤيد الحل عبر التفاوض في ساحل العاج وأن الحلول العسكرية متعذّرة. وأوضح: "يجب علينا الخروج من هذه الازمة من خلال الحوار والتصالح". وأضاف: "لا توجد حلول عسكرية" لمشكلات ساحل العاج السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وعبّر الوزير الفرنسي عن أمله في استئناف المفاوضات بين السلطات العاجية والمتمردين، بعدما أوفدت فرنسا وسطاء للعمل على تقريب وجهات النظر في إطارها. وذكر أن عدد الرعايا الفرنسيين الموجودين في ساحل العاج يبلغ نحو 25 ألفًا وأن فرنسا تحرص على الابقاء على هذا الوجود، وأن "الهدف المرجو هو استقرار ساحل العاج ووحدتها اللذين لن يتأمنا إلا عبر الحوار والوساطة". ودعا دوفيلبان الرئيس العاجي لوران غباغبو إلى "اعتماد النهج الوحيد الممكن وهو نهج المصالحة"، مؤكدًا أن فرنسا لن تلعب أي دور في نهج مغاير للوساطة. وكانت معارك جديدة اندلعت أمس بين جنود موالين للحكومة ومتمردين في بواكيه وسط قرب معسكرين في المدينة التي يسيطر عليها المتمردون منذ 19 الشهر الماضي. وكما فعلوا أمس عندما فاجأهم هجوم شنه الموالون للحكومة على محورين شمال وجنوب شرقي، أرسل المتمردون تعزيزات إلى معسكر كوماندو ومعسكر الهندسة حيث كانت تسمع عيارات نارية من وسط المدينة. وكان هدوء نسبي ساد ليل الاحد-الاثنين بواكيه ثاني مدن ساحل العاج بعد هجوم شنه الجنود الموالون لحكومة الرئيس لوران غباغبو بعد ظهر الاحد. وقالت مصادر عسكرية فرنسية ومن المتمردين أن رتلاً من الآليات الحكومية كانت تمركزت في شرق المدينة قرب الكلية الوطنية لضباط الصف، غادر بواكيه في اتجاه الجنوب الشرقي ليلا، خوفًا على ما يبدو من التعرض لحصار من الجنود المتمردين. وقضى الهجوم الذي شنه الموالون لغباغبو على الأمال في هدنة. من جهة أخرى، أكد تلفزيون ساحل العاج في برنامج بثه مساء أول من أمس أن "مفتاح النصر" على المتمردين هو طرد المهاجرين من بوركينا فاسو. وأضاف في وثيقة بث نصها في نشرة الاخبار أن ساحل العاج "تملك من اليوم مفتاح نصرها على المعتدين، ... وهذا المفتاح موجود بين السكان الذين يعيشون في ساحل العاج وبينهم رسميًا 28 في المئة من الاجانب". وأوضح أن الارقام التي نجمت عن التعداد العام للسكان في ساحل العاج في 1998 تدل على أن المهاجرين من بوركينا فاسو "يشكلون 50 في المئة من هؤلاء الاجانب". واعتبر أنه "يكفي أن يطرد 500 ألف شخص إلى بوركينا فاسو ليدرك الرئيس النزيه لهذا البلد زعيم الحرب في ساحل العاج ومساعدوه دور ساحل العاج" في غرب أفريقيا.