رعى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بحضور سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع حفل تخريج الدفعة الأولى لطلاب وطالبات عدد من جامعات المدينة التعليمية. وأكد أمير قطر في كلمة خلال الحفل على أن الاستثمار في التعليم والبحث العلمي مهما عظم سيبقى عائده البشري أعظم وأثمن. وقال "لقد بدأنا نجني ثمار مشروع وطني طموح للتعليم غايته غرس جذور المعرفة وتعزيز الدور الاستراتيجي للعلم في بناء الوطن والمواطن"، مشيراً إلى أن المدينة التعليمية من خلال هذه الكفاءات الشابة الواعدة تتكامل وظيفتها مع الجامعات الوطنية وكافة مكونات البُنى التعليمية في جميع مستوياتها لتشكل السبيل الأمثل للنهوض بقطر، وتلبية تطلعها نحو التنمية الإنسانية المستدامة. وعبّرت سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند عن سعادتها بتخريج كوكبة من طلاب المدينة التعليمية، مؤكدة على أن هذا الاحتفال يتزامن مع انتقال المدينة التعليمية من منطلقها التربوي التعليمي إلى منطلق أوسع واشمل يمكّن المدينة التعليمية من مباشرة دورها ضمن النسق التنموي الوطني. وقد بدأ الاحتفال بمسيرة للخريجين، ثم ألقى الشيخ الدكتور عبد الله بن علي آل ثاني نائب رئيس مؤسسة قطر كلمة أوضح فيها أن المنهج الذي يقوم عليه نظام التعليم في مؤسسة قطر مبني على إنشاء فروع جامعات عالمية عريقة تقدم برامج في قطر بنفس المستوى من الجودة والمعايير وتمنح شهادات مطابقة في جميع المقاييس لما تمنحه الجامعات الأم. بعد ذلك أعلن الدكتور حاتم القرنشاوي عميد كلية الدراسات الإسلامية في المدينة التعليمية عن قرار سمو أمير دولة قطر بتسمية أول مراكز الكلية البحثية باسم فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، حيث سيكون المركز لبحوث الفكر الوسطي،كما ستتبعه مراكز أخرى تتناول محاور للأبحاث وتشمل دراسة المجتمعات الإسلامية المعاصرة والتخطيط الحضري والعمارة الإسلامية والحوكمة في الإسلام والمنتجات المالية الإسلامية وقضايا البيئة . وفي لفتة من الشيخة موزة أودعت سموها في كبسولة الزمن الهدية التي قدمها لها الخريجون عبارة عن ورقة تحمل أسماء وتوقيعات كبار الشخصيات التي حضرت الحفل، وذلك لتبقى ذكرى تشريفهم الحفل الأول مسجلة عبر الزمن . عقب ذلك قام الدكتور فتحي سعود رئيس مؤسسة قطر بتسليم "خاتم التخرج" لجميع الخريجين وعددهم 122طالباً وطالبة، بينهم 67قطرياً، يمثلون تخصصات مختلفة في كلية طب وايل كورنيل، وجامعة كارنيجي ميلون، وجامعة تكساس اي اند ام، إلى جانب خريجات الدفعة السابعة من جامعة فرجينيا كومنولث، كما تقرر أن يندرج هذا الحدث كاحتفال سنوي يقام كل عام ليضاف له فيما بعد خريجو كلية الدراسات الإسلامية، وجامعة جورج تاون وجامعة نورث ويسترن في قطر. المؤتمر الصحافي وقد سبق حفل الافتتاح مؤتمر صحافي بمؤسسة قطر أعلن فيه الدكتور سيف الحجري نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر عن تأسيس أكاديمية موسيقية جديدة، حيث ستفتح أبوابها أواخر العام 2009، كما أعلن الدكتور فتحي سعود رئيس مؤسسة قطر عن مفاوضات قائمة بين المؤسسة وجامعات من دول أوروبا الغربية، كما أعلن عن تأسيس مركز متعدد المجالات لإدارة الأعمال وذلك عام 2009.وقال في إجابة على سؤال ل(الرياض) أن المدينة التعليمية تتضمن طلاباً من 46جنسية، مشيراً إلى أن القبول يعتمد على تفوق الطالب بغض النظر عن جنسيته أو حالته المادية، موضحاً أن أغلب طلاب المدينة التعليمية يحصلون على منح أو مساعدات مالية. وأضاف أن مؤسسة قطر لا تتدخل في اختيار الطلاب أو الأساتذة أو الإداريين في الجامعات، وإنما هذه صلاحية الجامعات نفسها، نافياً منع أي طالب يستحق القبول من أن ينتسب للمدينة التعليمية. وفي سؤال آخر ل(الرياض) حول فرص العمل للخريجين في قطر أكد د.فتحي أن المؤسسة لا تفرض على الخريجين البقاء في قطر، وإنما تعمل على أن يكون خيارهم الأفضل هو البقاء في قطر، مع توفير البيئة المناسبة للعمل، مشيراً إلى أن المؤسسة تعمل على إعادة العقول العربية المهاجرة إلى مواطنها من خلال توفير بيئة مناسبة وحوافز مشجعة ومجتمع منفتح مع المحافظة على التقاليد وهذا ما ارتأته سمو الشيخة موزة في إنشاء برنامج العلماء العرب المغتربين. جولة الوفد الإعلامي وكان الوفد الإعلامي الدولي الذي حضر لتغطية المناسبة قام بجولة على المدينة التعليمية لمؤسسة قطر، حيث تقوم فكرة المدينة على احتضان فروع عدد من الجامعات العالمية، مع تقديم كافة التسهيلات والإمكانات العلمية والفنية والإدارية. وشملت الجولة جامعة تكساس إيه أند أم التي تم افتتاحها عام 2003، وتقدم برامج هندسة عالمية المستوى في تخصصات الهندسة الكيميائية والكهربائية والميكانيكية والنفطية، إلى جانب كلية إدموند أ. والش للشؤون الدولية التابعة لجامعة جورجتاون، وهي آخر المؤسسات التعليمية التي افتتحت فرعاً جامعياً في المدينة التعليمية، حيث باشرت الكلية في عام 2005بتقديم برنامج الشؤون الدولية الذي تستمر دراسته لمدة أربع سنوات ويتوج الخريج بشهادة بكالوريوس، كذلك شملت الجولة جامعة فرجينيا كومنولث - كلية فنون التصميم- وتم تأسيسها في قطر عام 1998، وتوفر الكلية تخصصات تصميم الغرافيك والتصميم الداخلي وتصميم الأزياء، إضافة إلى زيارة جامعة كارنيجي ميلون التي تقدم برنامجي إدارة الأعمال وعلوم الحاسب.