اهتم الكاتب الدرامي العراقي أسعد جابر مبارك بنص بابلي و"انبهر به وجمع تفاصيله، انه نص يملك التفرد والعمق التاريخي لحضارة وادي الرافدين"، ليؤكد من خلاله ان الملك البابلي "نبوخذ نصّر توقّع صدام حسين" كما تشير الى ذلك صحيفة "الجمهورة" البغدادية. وتلفت الى ان مبارك الذي كتب نص العرض الافتتاحي ل"مهرجان بابل الدولي الرابع عشر" يتحدث بحماسة عن قيمة هذا النص بعد أن "امتص مبارك رحيق الطابوق البابلي الذي ابتنى منه بيته، وبيوت البابليين، فشعر بالانتماء لبابل انتماء اليد للجسد، وأضحت رحلته منذ أن مشى على الأقدام الى بابل حين كان طالباً في المدرسة الابدائية، حتى اللحظة وهو يكتب لبابل شعراً ويخرج وينتج في الإذاعة والسينما والمسرح والتلفزيون"، وأنه حين كتب نص عرض بابل الافتتاحي، انما كي يعيد اكتشاف نبوءة "من نبوخذ نصّر الى صدام حسين". وعن "قيمة هذا النص البابلي" يقول مبارك: "هذا النص كتب قبل عام 570ق.م على ثلاثة مقاطع موزعة على ثلاثة مخاريط بلغة بابلية، وقد اكتشف هذا النص في ثمانينات القرن الماضي، ولكن لم يعره أحد للأسف أي اهتمام أو يستفد منه، ولولعي الشديد ببابل، رجوت استاذ البابليات فوزي رشيد ترجمته بهدف اخراج قيمته وفحواه، فكان هذا النص". ويوضح الكاتب الدرامي ان النص يحمل هذه السطور "نبوخد نصر، ملك بابل، باني معبد اياكيرا وايزيدا، أنا الذي يعثر على هذه الكتابة ليغمسها بالزيت، وبعد ذلك يكتب اسمه، ويثبت اعماله عليها، ويعيدها الى مكانها". ويضيف مبارك "في مكان آخر من النص، وجد "ايبورشابوم، الدي يعيد بناء بابل ويهزم عدوه دائماً، وقد وجدت فيه تشبيهاً مهماً وعميقاً ومتفرداً، فهو يتحدث عن نبوءة نبوخذ نصّر الملك البابلي للسيد الرئيس القائد صدام حسين الذي أمر ببناء بابل واعمارها وتجديدها، وهو في رأيي أول من بناها، وكتب اسمه على طابوق اساسها الجديد منذ أن بناها نبوخذ نصّر وحتى الآن". وكان الرئيس العراقي أشرف على حملة "اعادة بناء بابل"، في العام 1988 وأمر ان تحمل كل طابوقة من بين مئات الآلاف التي بنيت بها معابد ومسارح جديدة، الحرفين الأولين من اسمه. ويرى مبارك انه استخدم "النص البابلي" في كتابة العرض الافتتاحي لمهرجان بابل تم تغيير الاسم الى "احتفال بابل" بعد أن كتب مؤرخ عراقي الى عدي صدام حسين مطالباً بتغيير كلمة "مهرجان" الى "احتفال"، كون الأولى من أصول فارسية، موضحاً "أبرزت طقوس البابليين بشكل مختلف عن الذي اعتدناه في دورات الأعوام الماضية، فالعمل يقوم على تقديم شرائح المجتمع البابلي وتقوم عشتار نيابة عن البابليين بعمل استعراضي يتضمن لغة بابلية مترجمة، أي جعلت البابليين يقولون بلغتهم للقائد صدام حسين: نحن نشكرك لأنك بنيت مدينتنا". وأسعد جابر مبارك، عمل مديراً للانتاج في معظم أعمال "دائرة السينما والمسرح" ومنها أفلام "المسألة الكبرى" و"الظامنون" وأخرج وكتب السيناريو لأفلام تسجيلية وعسكرية، فضلاً عن المسلسلات الاذاعية.