القاهرة - "الحياة" استطاعت الفنانة هالة صدقي ان تصل الى قلوب المشاهدين بخطى واثقة وتلقائية بسيطة على رغم انها سبحت ضد التيار واختارت بكامل ارادتها ان تسير ببطء لتصل في شكل أسرع وأعمق وأجود الى كل الناس. لم تنصفها لغة الجوائز ولكن الجمهور لم يبخل عليها بحبه وثقته فيها وخصوصاً انها لعبت أدواراً عدة مهمة في حياتها، منها التراجيدي والدرامي والكوميدي. هالة صدقي تعرضت لأكبر مشكلة في حياتها وهي الزواج والطلاق خلعاً بعد ان استمرت تتجول داخل جدران المحاكم قرابة العشرة اعوام. عن عملها كان معها هذا الحوار: نجومية هالة صدقي بين صعود وهبوط، لماذا؟ - انا راضية كل الرضا عما حققته من شهرة ونجومية. ومسألة تأرجح نجوميتي إنما هي نتيجة لأسباب كثيرة اهمها انني لم أكلف نفسي عناء البحث عن الادوار الجيدة واكتفيت فقط بما يعرض عليّ وبأن أختار افضل المعروض، ثم إنني رفعت شعار "اللاءات" في بداية رحلتي الفنية لكل ما هو مكرر او ضعيف المستوى، حتى إن المخرجين والمنتجين وقتها قالوا عني انني مغرورة متسائلين كيف ترفض ممثلة جديدة بعض الاعمال؟ وأثبتت الايام حسن اختياراتي التي تعيش حتى الآن. مسلسل "رجل في زمن العولمة" الذي لعبت بطولته امام صلاح السعدني وأديتِ فيه دوراً كوميدياً لفت الانظار. هل تتجهين لأداء الادوار الكوميدية هرباً من قلة وجود نصوص؟ - طوال حياتي لم يأتني سوى نصين كوميديين، لذلك اضطررت احياناً ان اضيف الصبغة الكوميدية الى بعض الادوار التي ألعبها. وفي الوقت نفسه هناك شخوص لا تحتمل الكوميديا، فمثلاً في مسلسل "زيزينيا" كان لدي المجال لتقديم كوميديا لكنني وجدت انها لا تتماشى مع طبيعة الدور. إذ ليست كل شخصية يمكن ان تقدم من خلال ادائها الكوميديا. نحو زمن العولمة متى يبدأ تصوير الجزء الثاني من "زمن العولمة"؟ - اصور حالياً مسلسل "دودي ودولي" وبعده سنبدأ في تصوير الجزء الثاني من "زمن العولمة". تشاركين الفنانة معالي زايد للمرة الاولى بطولة مسلسل "دودي ودولي" فما هي طبيعة التعامل بينكما؟ - بصراحة، من اهم الاشياء التي طلبتها من المخرج ان تكون البطلة التي تقف امامي من صديقاتي، ولأن هذا يظهر على الشاشة ويظهر الحب بيننا وخصوصاً انا اعرف معالي زايد من زمن ولكننا لم نعمل معاً أبداً وجمعني اللقاء بها في هذا المسلسل. ومخرج المسلسل هو محسن فكري وهو اول تعاون بيننا والعمل سيكون مبشراً وجيداً جداً. كانت بدايتك قوية في السينما في أفلام مثل "الهروب" و"يا دنيا يا غرامي" و"قلب الليل" ولكنك توقفتِ فجأة واتجهتِ الى التلفزيون. ألا يوجد مكان للنساء في السينما حالياً؟ - السينما الآن "مغلقة" على مجموعة معينة وأنا من الممكن ان اشعر بالضيق عندما اجد زميلاتي او بنات جيلي يعملن وأنا الوحيدة التي لا اعمل فيها. من الممكن ان احزن لكن عندما اجد أن الموجة جاءت علينا جميعاً فلا أشعر بالضيق. ومع ذلك فقد عملت في فيلم "احب عيشة الحرية" وحصلت على جائزة عنه منذ عام تقريباً. على كل حال الاعمال السينمائية ليست في أيدينا لأننا "سلعة" يطلبوننا في اي وقت، في يدي فقط أن اوافق على العمل او لا اوافق. ولكن للاسف نحن نتبع الموجة الموجودة او السوق التجاري واين يقذفنا لأننا اليوم نفتقد المنتج الفنان، لدينا فقط "المنتج المنتج" الذي يبيع سلعة ويريد المكسب، بعكس ايام زمان عندما كان هناك المنتج الفنان. واليوم المشكلة في التجار، ولا يوجد من المنتجين الحقيقيين اليوم سوى "العدل غروب" وهم الفنانون المنتجون الوحيدون الذين يقدمون افلاماً لها مستوى عال. هل هناك حل لهذه الازمة؟ - هناك حلول، فالتمثيل اليوم يتطلب مني ان اخاطب كل الاجيال وكل الاعمار وكل الطبقات، ومن المفترض ان يتم ذلك، ولكن للاسف توجد لدينا فقط مشكلات الشباب الذين تناقش قضاياهم في السينما المصرية، ونسيت بقية المشكلات التي تهم الناس وبالتالي بدأت تظهر النتيجة فعلاً في هذا الموسم المضروب فنياً، كل الافلام "وقعت" باستثناء فيلم او فيلمين هما اللذان حققا نجاحاً، لأن الحقل السينمائي يفعل كما يحدث حين يفتتح احد محل عصير وينجح، فنجد كل مَن في الشارع افتتحوا محلات للعصير. المنتجون الجدد فعلوا ذلك تماماً لأن ليس لديهم العقلية الفنية التجارية، لديهم العقلية التجارية التجارية فقط. والمسرح؟ لماذا لم تشاركي في اعمال مسرحية على رغم نجاحاتك السابقة مثلاً في مسرحية "الصعايدة وصلوا" وغيرها؟ - اود ان اؤكد انه لا يمر موسم مسرحي إلا وتعرض عليّ عشرات المسرحيات ولكن للاسف الشديد كل المسرحيات استهلاكية وسياحية صيفية وكلام تافه ليس له علاقة بالمسرح. يثار من آن لآخر كلام عن سحب الفنانات الجديدات البساط من تحت اقدام بنات جيلك؟ - لا يوجد أحد يسحب البساط من تحت اقدام أحد، لاننا محتاجات لهن وهن محتاجات لنا وأنا وبنات جيلي لا يمكن ان نلعب مثلاً ادوار فتاة جامعية او طالبة ثانوي مثلاً. من يعجبك من الجيل الجديد؟ - حنان ترك فنانة حقيقية ومنى زكي ونشوى مصطفى. والاخيرة لو اهتم بها المخرجون ستكون نجمة كبيرة في الكوميديا، ولكن للاسف المخرجون والمنتجون يستخدمون الجيل الجديد من البنات اكسسوار. ويجب على الممثلات الجديدات ان يهتممن بتصنيفهن ويكون الفيلم خاصاً بهن. ولا مانع في ان يكون البطل في الفيلم رجلاً ولكن يجب ان تكون البطلة مشاركة بحق وليست سنيدة له. شاركتِ في افلام تلفزيونية لم يكتب لها النجاح مثل "احب عيشة الحرية" و"حفار البحر" ما هو الخطأ في تلك الافلام ولماذا لم يقبل عليها الجمهور؟ - هناك مثل بلدي يقول إعطِ العيش لخبازه ولو أكل نصفه. فقطاع التلفزيون، "كتر خيره"، يحاول أن ينعش الحركة السينمائية لكن في النهاية هم موظفون وليست لديهم الخبرة السينمائية ومن المفترض ان يكونوا على علم بالنص، يجب أن يكون النص جيداً وان يعرفوا هل يحقق النجاح ام لا؟ ويجب أن يكون هناك وقت محدد لنزول الفيلم وكذلك عمل الدعاية اللازمة له. وللاسف المنتج المنفذ كل هدفه المكسب فقط. اهتمت الصحافة على مدار سنوات بمشكلة طلاقك.. فهل انت افضل حالاً الآن وهل هناك مشكلات اخرى؟ - الحمد لله طلقت بالخُلع. وماذا استفدت من هذه التجربة؟ - استفدت الكثير لقد جعلتني قوية استطيع ان أصمد امام اي محنة تصادفني، كنت مسالمة جداً وحسنة النيات جداً لكن اليوم أنا اكثر حذراً ويقظة، تجربتي هذه لو قدمت في فيلم سينمائي لن يصدقها احد وسيقولون ان الفيلم مملوء بالمبالغات، ويفوق الخيال والمنطق والواقع. ما هي مشاريعك الفنية في الفترة المقبلة؟ - بعد الانتهاء من مسلسل "دودي ودولي" - الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل - سأبدأ تصوير الجزء الثاني من مسلسل "زمن العولمة".