في ظل سيطرة شبه كاملة للممثلين الذكور على البطولة المطلقة في الأعمال الفنية المصرية، ظهر منذ سنوات اتجاه لدى بعض الفنانات لتقديم الأدوار الكوميدية، بهدف مزاحمة الرجال في ساحة سيطروا عليها دائماً، أو أحياناً بحثاً عن البطولة المطلقة. وولّد هذا الاتجاه نجمات كوميديا، لعل أبرزهن ياسمين عبدالعزيزالتي وصلت إلى البطولة عبر عدد من الأفلام الكوميدية التي حققت نجاحاً ملموساً على المستويين النقدي والجماهيري، ونافست الرجال بقوة، ثم انتقلت إلى الدراما التلفزيونية، إذ خاضت بطولة المسلسل الكوميدي «هربانة منها». وثمة فنانات أخريات لمعن كوميدياً ومنهن دنيا سمير غانم التي كانت الكوميديا طريقها للبطولة المطلقة في مسلسلات عدة منها «لهفة» و «نيللي وشريهان» و «لالا لاند» الذي عرض في رمضان الماضي... وكذلك شقيقتها ايمي التي عرفت البطولة المطلقة عبر عمل واحد هو مسلسل «هبة رجل الغراب»... ويلوح في الافق أسماء واعدة وبينها مي عمر وشيماء سيف وإيمان السيد ودينا محسن الشهيرة ب «ويزو». وتعترف ياسمين عبدالعزيز أن الكوميديا كانت طريقها للوصول إلى البطولة المطلقة، وتقول: «كانت البطولة المطلقة هدفي في مجال السينما. والبطولة النسائية كانت موجودة في كل الأجيال التي سبقت جيلي عبر نجمات يعتبرن رموزاً للتمثيل في الوطن العربي ومنهن فاتن حمامة وماجدة وشادية وسعاد حسني ونجلاء فتحي ونبيلة عبيد ونادية الجندي وغيرهن». ونضيف: «لكن من المؤسف أن هذا الحق سحب من بنات جيلي فقط لا سيما مع وجود نجوم الكوميديا من الرجال ومنهم هنيدي وعلاء ولي الدين، ومن بعدهم محمد سعد وأحمد حلمي، ومن ثم قررت أن أثبت أن المرأة قادرة على منافسة الرجال في مجال تفوقوا فيه، وقدمت أفلاماً كوميدية هادفة وتناقش قضايا إنسانية وحققت المعادلة الصعبة ما بين القيمة الفنية وايرادات الشباك». وتختلف إيمي سمير غانم مع ياسمين لكونها لم تسع إلى البطولة المطلقة، كما تفضل البطولات الجماعية، اذ تقول: «أرفض تصنيف الممثل، هذا كوميدي وذاك رومانسي، فالفنان ينبغي أن يكون قادراً على أداء كل الأدوار». وترى إيمي أن الكوميديا هي التي اختارتها وليس العكس، إذ شاركت في بدايتها عبر أدوار كوميدية حققت نجاحاً جماهيرياً وبينها دور «ميرفت» في فيلم «عسل أسود»، فيما أكدت أن الأداء الكوميدي هو الأصعب بالنسبة إلى الممثل بخاصة، إذ إنه ليس من السهل إضحاك الجمهور المصري». ولا ترى الممثلة الشابة مي عمر أن نجاحها في المسلسل الكوميدي «ريح المدام» الذي عرض في رمضان الماضي وظهورها في دور كوميدي أمام أحمد فهمي يعني بالضرورة أنها ستستمر في تقديم الكوميديا، وعلى رغم أنها لم تنكر أنها تحلم بالبطولة المطلقة ولكن ليس بالضرورة أن تأتي عبر الكوميديا فقط، لا سيما أن أعمالاً صنعت نجوميتها ولم تكن كوميدية، ومنها مسلسل «جريمة على ورق» أمام هيفاء وهبي، ومسلسل «الأسطورة « أمام محمد رمضان. ويرى الناقد الفني طارق الشناوي أنه عبر تاريخ الكوميديا في مصر نادراً ما كان البطل امرأة، ويقول: «ظهرت ماري منيب ولكن كان البطل نجيب الريحاني، وكانت هناك زينات صدقي ولكن البطل هو إسماعيل ياسين». ويضيف أن «هناك نجمات كوميديا حصلن على البطولة ولكنهن استثناء ومنهن شويكار ومن بعدها سهير البابلي وإسعاد يونس... ولكن حتى هؤلاء النجمات على رغم البطولة المطلقة لم يصلن إلى القمة التي وصل إليها الرجال». ويضيف الشناوي: «قبل سنوات، ظهرت بطلة كوميدية هي ياسمين عبدالعزيز، اذ نجحت ليس فقط في منافسة نجوم الكوميديا بل صارت هي الوحيدة القادرة على منافسة النجوم الرجال في السينما في شكل عام وبينهم أحمد السقا وكريم عبدالعزيز». لكن الشناوي يرى أن جهود دنيا سمير غانم وشقيقتها إيمي تبقى محدودة في الإطار الدرامي عبر عدد من المسلسلات حصلت فيها دنيا على البطولة المطلقة ومنها مسلسلات «لهفة « و «نيللي وشريهان» و «اللالا لاند» وكذلك إيمي في بطولتها لمسلسل «هبة رجل الغراب» لكنهما بقيتا بعيدتين عن البطولة المطلقة سينمائياً». وعن الوجوه الجديدة يؤكد الشناوي أنه مازال الوقت مبكراً للحكم عليهن وعلى قدرتهن على المنافسة على أدوار البطولة وان كان يرفض اعتماد بعضهن في إضحاك الجمهور على بدانة الجسد كما تفعل شيماء سيف ودينا محسن «ويزو». وترى الناقدة السينمائية ماجدة خيرالله أن العنصر النسائي ضعيف جداً في مجال البطولة عموماً، وقد تتجه الممثلة إلى الكوميديا أحياناً «مضطرة» عندما تجد نفسها تقدم أدواراً ثانية أو ثالثة. أو أنها غير قادرة على أداء أدوار الحب والرومانسية. وعن توقعاتها لمستقبل نجمات الكوميديا في مصر، تقول: «لا يوجد شيء مضمون وإن كانت الصورة غير مبشرة، فإنه من الممكن أن يحدث شيء ما يجعل المنتجين يتجهون إلى ممثلات الكوميديا ويعطونهن أدوار البطولة المطلقة».