قال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي إن تحفظ الرئيس الأميركي جورج بوش عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس "ربما يشكل توافقاً مع رؤيته لإقامة الدولة الفلسطينية". ولكنه شدد على أن بوش يقع تحت ضغط رئيس وزراء إسرائيل ارييل شارون بسبب الانتخابات الأميركية المقبلة. ووصف القدومي قرار الكونغرس الأميركي بشأن القدس بأنه "قرار خاطئ" ولا يتفق مع رؤية الولاياتالمتحدة لإقامة دولتين متجاورتين تكون القدس عاصمة للدولتين. وأضاف القدومي في حديث مع "الحياة" في أبوظبي ان الفلسطينيين طلبوا من المغرب الدعوة إلى عقد اجتماع للجنة القدس التي يرأسها الملك المغربي محمد السادس لرفض القرار الأميركي والتحفظ عن أي اجراء تقوم به الولاياتالمتحدة في المستقبل يخالف اصول التسوية السياسية العادلة في المنطقة. ورحب القدومي بتصريحات توني بلير رئيس وزراء بريطانيا بشأن تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. وقال إن هذا يعني أن الكيل طفح بالنسبة إلى إسرائيل التي تفرض إرادتها على الدول الكبرى. ولم يعط القدومي ايضاحات كافية حول مدى ارتباط مواقف بوش وبلير الأخيرة بعملية تحضير المسرح الدولي لضرب العراق، ولكنه قال: "هناك تصميم أميركي - بريطاني على ضرب العراق". وسألت "الحياة" القدومي عن مخططات ربط الضربة العراقية بمخططات ونيات شارون لتهجير الفلسطينيين إلى العراق أو الأردن وإعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة، فأكد أن الشعب الفلسطيني باق في أراضيه ووطنه ولن يستطيع أحد تهجيره. ووصف القدومي ما يدور من حديث عن حدوث انقلاب على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، خصوصاً داخل حركة "فتح"، بأنه "تقلب" وليس انقلاباً. وقال: "إنه تقلب من جانب الذين لهم رؤية معينة، وأنا لا أوافقهم على هذه الرؤية". وأعرب عن اعتقاده بأن تغير الظروف "سيغير مواقفهم التي كانوا يظنون أنها ستجعلهم يتمكنون من الحكم". وأكد أن مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت حلت محل اتفاقية أوسلو "مع اننا لا نريد الغاءها وعلى رغم كونها حققت بعض الأشياء". وأعرب القدومي عن تأييده لكل أشكال المقاومة سواء بالسلاح أو الحجر، وانتقد الذين يرون في "عسكرة الانتفاضة" سبباً للمعاناة، وقال: "إن رؤيتهم قصيرة". وأكد أن الانتفاضة تحقق كل يوم نصراً سياسياً. وقال إن التهديد بانهاء عرفات "لا يخيفنا" والانتخابات لن تكون قبل سحب القوات الإسرائيلية.