بيروت - "الحياة" - اشتد الهجوم على المعارضة، ودخلت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني على خط الموقف الرسمي والموالي، ضد دعوة "لقاء قرنة شهوان" الى التظاهر الخميس المقبل دفاعاً عن الحريات. وطالب موالون وزارة الداخلية بعدم الترخيص للتظاهرة. وفي وقت اكدت مصادر المعارضين حصرهم شعارات التظاهرة بالحريات وبالاعلام اللبنانية، تقدم وكلاء محطة "ام تي في" التلفزيونية المعارضة، بطلب لدى محكمة التمييز الجزائية، يستعجل المذاكرة في المحكمة من اجل وقف تنفيذ قرار الاقفال، في انتظار صدور قرار نهائي عنها. توقعت مصادر وزارية ان يشتد الحصار السياسي على "لقاء قرنة شهوان"، مرجحة "ان تقطع قوى سياسية موالية كل صلة بعدد من اركانه لأنهم يتحركون في اطار المراهنة على حصول متغيرات في المنطقة تبدأ بالحرب الاميركية على العراق وتشمل ضغوطاً على عدد من الدول العربية". وشملت توقعات المصادر نفسها تجميد الاعضاء المسلمين في اللجنة اللبنانية للحوار نشاطهم فيها. وبررت المصادر الوزارية هذا التوجه بالقول ان اعضاء "قرنة شهوان" يواصلون تصعيد الموقف "استكمالاً لسياسة بدأوها في انتخابات المتن الفرعية في حزيران يونيو الماضي، واتفقوا مع العماد ميشال عون على التصعيد بعد هذه الانتخابات، عبر المشاركة في اعمال المؤتمر الماروني في لوس انجليس اذ كانوا يتوقعون حرباً اميركية ضد العراق في الشهرالجاري تنتج ضغطاً على سورية". وذكرت المصادر نفسها من جهة ثانية، ان النيابة العامة قد تتحرك في المرحلة المقبلة ضد دعوة "قرنة شهوان" الى ندوات في المدارس والجامعات حول الترابط بين الحرية والديموقراطية من جهة والسيادة والاستقلال من جهة ثانية. وفي السياق نفسه، اعتبر حزب الكتائب ان "كل تظاهر من دون ترخيص مخالف للديموقراطية والقانون والنظام العام". وذكر في بيان "ان اهالي الاشرفية فوجئوا بدعوة لقاء قرنة شهوان الى التظاهر في اليوم نفسه الذي تستقبل هذه المناطق فيه ذخائر القديسة تريزا"، محذراً من "مغبة التزامن بين الحدثين ومن التداخل بين المتظاهرين وبين المصلين ومن احتمال استغلال الايدي السود هذا التزامن". ودعا الحزب "لقاء القرنة" الى العدول عن تظاهرة الخميس، والبطريرك الماروني نصرالله صفير الى "لفت نظر اعضاء القرنة الى مخاطر ذلك". وأكد ان الدعوة الى التظاهر "خاطئة في التوقيت السياسي والروحي"، لأنها "تعيد الى الاذهان صورة لبنان المهتز والمنقسم على ذاته". وطلب من "القرنة" "اعلان هدنة سياسية تمتد الى ما بعد مؤتمر باريس -2"، ومن وزير الداخلية عدم الترخيص للتظاهرة. وقال العضو القيادي في الكتائب النائب نادر سكر ان الحزب يقوم باتصالات باللقاء النيابي التشاوري الموالي وقوى اخرى لمناقشة فكرة الدعوة الى تظاهرة، او الى تحرك آخر. وأوضح رئىس "التشاوري" النائب قبلان عيسى الخوري "اننا لسنا في جو التظاهر الذي تحوّل من طريقة لابداء الرأي الى وسيلة لزيادة التشنج الطائفي في البلد". وعقد اللقاء الوطني الاسلامي برئاسة مفتي طرابلس الشيخ طه الصابونجي جلسة خصصت للبحث في التطورات الراهنة في ضوء التظاهرة التي دعا اليها "لقاء القرنة"، وصدر بيان لم يتضمن دعوة الى التظاهر انما اكد مواصلة المشاورات وابقاء الاجتماعات مفتوحة، لكنه اشار الى عجز "قرنة شهوان" عن ايجاد اي حليف بين المسلمين. ونأى "اللقاء الوطني" عن نفسه اي رهانات وحسابات طائفية، ممتدحاً الرئىس اميل لحود. وردت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في شكل غير مباشر على المواقف التي تعتبر ان الحريات منقوصة في لبنان، من خلال النشرة التوجيهية. واعتبرت "ان نجاح القمة الفرنكوفونية وقبلها العربية ما كان ليتحقق لولا تضافر الجهود السياسية والأمنية والادارية التي بذلت، ولولا توافر جملة عناصر في مقدمها صوابية الخيارات والثوابت التي تنتهجها الدولة وعلى رأسها الرئىس لحود". وأضافت: "ان الاجواء الراسخة من الحرية والأمن ما كانت لتتحقق لو كانت الخيارات الوطنية للدولة غير واضحة ولو كانت سيادتها منقوصة، فالبلد الذي لا حرية فيه ولا أمن ولا سيادة ولا مواقف وطنية لا يستطيع ان يحقق ما حققه لبنان". ورأت المديرية "ان الحرية كما السيادة ليست شعاراً اجوف يُرفع في المناسبات، انها ضرورة ملازمة للتماسك الوطني، وهي عندما لا تكون كذلك تفقد معانيها". وذكّرت بدوس كرامات الناس وحقوقهم تحت شعار الحرية، وبانتهاك السيادة بفعل الاحتلال الاسرائىلي. وأكدت المديرية ان العسكريين لم يبخلوا يوماً بالتضحيات وخصوصاً عند الاستحقاقات، ودعتهم "الى البقاء في جاهزية تامة لحماية الانجازات التي تحققت على صعيد الأمن والتحرير والوحدة الداخلية، وعلى وحدة الموقفين اللبناني والسوري، وتماسك اللبنانيين وجاهزية العسكريين وتعاونهم مع اشقائهم في الجيش السوري". وفي المواقف المعارضة، نفت مصادر في "لقاء قرنة شهوان" ما ذكره بيان الكتائب عن تزامن تظاهرته الخميس المقبل مع المناسبة الدينية لمرور ذخائر القديسة تيريز في منطقة الاشرفية، مؤكدة "ان موعد التظاهرة الثانية بعد الظهر وفي منطقة بعيدة من المناسبة الدينية التي ستمر في الرابعة بعد الظهر في احد شوارع الاشرفية". وفيما عقدت اللجنة المصغرة المنبثقة من "القرنة" اجتماعاً لها أكدت فيه على قرار التظاهر من معهد الحكمة الى مبنى محطة "ام تي في" قالت مصادر فيها ان لا مشكلة للقاء مع دعوة فريق آخر الى التظاهر، في المقابل "لكن نتمنى ألا يتم التعبير عن الرأي بالسواطير والفؤوس". وقالت ان تظاهرة المعارضة سترفع اللبنانية فقط والشعارات التي تدافع عن الحريات لا غير ومن دون أي صور لأي كان. وانتقدت المصادر كلام رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن رهانات للمعارضة على السياسة الاميركية، واصفة قوله هذا ب"القنبلة الدخانية لتشويه الحقائق". وقال عضو "القرنة" النائب بيار أمين الجميّل: "ان رد الفعل على تظاهرة المعارضة المحصورة بالدفاع عن الحريات ليست مبررة". وتحدث عن "إقصاء المعارضة سياسياً وهذا الالغاء موجّه ضد المسيحيين". ورأى ان ردود الفعل على الدعوة الى التظاهرة ستجر كثيرين الى المشاركة فيها. وصدر عن النائبين العضوين في "قرنة شهوان" فارس سعيد ومنصور البون بياناً دعا ابناء كسروان وجبيل الى المشاركة الكثيفة في تظاهرة المعارضة. واعتبر العماد ميشال عون "ان انتخابات المتن الشمالي ابرزت توجهاً استقلالياً كبيراً ووعياً للمشكلات الحقيقية ما لبث ان عمّ مختلف المناطق التي بدأت تتقارب وتتناغم وطنياً وبدأ اللبنانيون يكتشفون انهم يتقاسمون الأماني نفسها، ما اقلق الاوصياء فلجأوا الى مواجهة طائفية، وتعطيل محطة "ام تي في" واخضاع الباقين للرقابة الذاتية". وقال: "اننا نترفع عن السجال الطائفي ونكمل مسيرتنا على اساس المطالبة بالوطن كله". الأسد يلتقي كرم وعبيد التقى الرئىس السوري بشار الأسد كلاً من وزير السياحة اللبناني كرم كرم والنائب جان عبيد. وقالت مصادر رسمية ان "الحديث تركز خلال اللقاءين على بعض الامور التي تهم البلدين الشقيقين".