صوّت البحرينيون أمس لاختيار اعضاء البرلمان الذي يعود ليطوي صفحة غياب الحياة النيابية، وهي مرحلة امتدت ل27 سنة. وحتى اغلاق صناديق الاقتراع في 52 مركزاً، في نهاية يوم طويل صوّت خلاله المواطنون على مدى 12 ساعة، لم يسجل حادث أمني، ما أظهر التزام أربع جمعيات سياسية مقاطعة "الخيار السلمي"، كما وعدت، وان كان امتناع أنصارها عن المشاركة ترك بصمات على "مهرجان" كبير عاشه البلد ابتهاجاً بعودة البرلمان. راجع ص 2 منذ الصباح انصبت الأنظار على رصد نسبة الاقبال على الاقتراع، لامتحان قدرة المؤيدين والمقاطعين على حشد أنصارهم، وتأرجحت بورصة التكهنات حتى المساء بين 40 في المئة و51 في المئة، لاحظت "الحياة" في جولة في المنطقة الشمالية مقاطعة واسعة في بعض مراكز الاقتراع. وأشارت مصادر الجمعية البحرينية لحقوق الانسان الى "تجاوزات محدودة لأنصار مرشحين لم تؤثر على سير الاقتراع، مثل خرق المهلة القانونية للدعاية لهم، وعدم تفكيك بعضهم خيمهم" التي استضافت ديوانيات حملاتهم الانتخابية. وشددت مصادر الجمعية على أن "عملية الاقتراع نفذت بحرية، ولم تصلنا شكاوى تزوير، لكن بعض الأنصار واصلوا محاولاتهم لاستمالة الناخبين، فيما خصص مرشحون باصات لنقل مؤيديهم وهذا محظور قانونياً". وسئل الدكتور منذر الخور الذي ينتمي الى الجمعية عن "اشاعات" تتعلق بختم مواطنين جوازات سفرهم في مراكز الاقتراع وامتناعهم عن التصويت، فأجاب: "بعض الناس ربما فسر الأمر بتفادي عقوبة، وهذا تحليل خاطئ". ولوحظ اقبال نسائي كثيف على التصويت، فيما أعربت أوساط عن حيرتها من طبيعة "التحالف" الذي جمع في المقاطعة جمعيتين اسلاميتين هما "الوفاق الوطني الاسلامي" و"العمل الاسلامي" واثنتين ليبراليتين هما "العمل الوطني الديموقراطي" و"التجمع القومي الديموقراطي"، علماً أن جمعية "الوفاق" التي تعد الأبرز بينها، تتركز قواعدها الشعبية في مناطق "التيار" الشيعي. وبرر مؤيدون للمشروع الاصلاحي في البلد والمشاركة في الاقتراع، موقف المقاطعين ب"الرغبة في تأجيل اصلاحات لتمريرها في البرلمان باسمهم لاحقاً" وهذا ما لم يحصل. أما المرشحة أمل ابراهيم الزياني الدائرة السابعة، محافظة السلمانية فلامت المقاطعين، وقالت ل"الحياة": "لا يجوز لأي طرف، حتى الذين كانوا في المنفى، ان يدعوا وحدهم الكفاح والتضحية. فالبحرينيون في الداخل ناضلوا ايضاً حتى وصلنا الى مرحلة المشروع الاصلاحي". وأجمعت مؤشرات على ترجيح اعلان نتائج الاقتراع في وقت متقدم ليل أمس أو فجر اليوم، علماً أن عدد مقاعد مجلس النواب أربعون، وبين المرشحين ثماني نساء. ولدى ادلائها بصوتها، دعت قرينة الملك، الشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة البحرينيات الى ممارسة حقوقهن السياسية، مشددة على "بداية لاثبات استحقاق المرأة للوصول الى مواقع صنع القرار".