سجلت بداية باهتة لافتتاح مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، إذ لم يستطع كل من الهلال والنصر وهما يصنفان ضمن الفرق المرشحة للفوز باللقب، من تقديم مستوى يليق بسمعتهما، وذلك إثر تحقيق الهلال فوزًا متواضعًا على الرائد الصاعد حديثًا إلى الأضواء، وإلحاق الطائي التعادل بالنصر في حائل. جهد الهلال طويلاً ليخرج فائزًا بهدف يتيم في مباراته أمام الرائد في افتتاح مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وسجل الهدف حسين العلي هداف مسابقة الموسم الماضي. وطرح المستوى الذي قدمه الهلال أكثر من علامة استفهام عن الطريقة التي يعتمدها مدربه الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا، الأمر الذي جعل مشجعي الفريق يطلقون صيحات الاستهجان ويطالبون بالتنحي، وإدارة النادي بحسم الموقف في القريب العاجل. وردّد الجمهور الهلالي على المدرجات اسمي المدربين الرومانيين أنجيل يورادنيسكو الذي سبق أن أسهم في تحقيق "الزعيم" أربعة ألقاب منذ موسمين، وإيلي بالاتشي الذي يعتبرونه من أفضل المدربين الذين عملوا في النادي. ويؤكد مطلعون أن الاستغناء عن خدمات ماتورانا أصبح مسألة وقت، وسيكون مباشرة بعد تعيين رئىس جديد من المتوقع أن يكون الأمير عبدالله بن مساعد. وشارك مهاجم الهلال الجديد صوماليا في المباراة، فقدم مستوى متواضعًا لم يرتقِ إلى السمعة التي سبقته إلى الرياض. في المقابل، كسب الارجنتيني كريستيان كاستيلو الرهان مع النصر، على رغم أن جمهور "الأصفر" طالب بالتخلي عنه بُعيد وصوله، فقد انقذ فريقه من مفاجأة الطائي وتكفّل بتسجيل هدفي التعادل، في حين حقق البرازيلي سيسو وأحمد مناور هدفي الطائي. وإذا كان الهلال والنصر فشلا في تقديم نفسيهما في المرحلة الأولى، فإن الرائد والطائي أحرجاهما، إذ ظهر الرائد خصمًا قويًا ونجح مدافعوه في الحد من الهجمات الهلالية، واستطاع خط وسطه أن يفرض هيبته لا سيما في الشوط الأول. واللافت أن الفريق خاض المباراة من دون مدرب، فالبرازيلي جانيتي الذي تعاقدت الإدارة معه للإشراف على مقدراته وصل بعد المباراة. في حين كان الضعف الوحيد في صفوف الطائي قلة استعداده البدني. أرق على صعيد آخر، كثف الشباب تحضيراته تحت إشراف مدربه بندر الجعيثن لخوض اللقاء مع الاهلي بعد غد. ويبدو أن سوء الحظ لم يتخل بعد عن الشبابيين، فبعد الظروف العصيبة التي مرت بالفريق في مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد المتمثلة بغياب 15 لاعبًا لانشغالهم مع منتخبي الناشئين والشباب جاءت مشكلة الاصابات التي اجتاحت أبرز عناصر الفريق. ولا يزال مناصرو "شيخ الأندية السعودية" ينتظرون عودة أبرز العناصر، المدافع الدولي رضا تكر والمهاجم عبدالله الشيحان اللذان يخضعان لبرنامج تأهيلي مكثف، بعدما اجتازا مراحل العلاج. تقرر أن يجري المدافع عبد المحسن الدوسري جراحة في مفصل قدمه اليسرى الاثنين المقبل، بعدما أثبتت الاختبارات الطبية وجود قطع في الاربطة. ما يعني غيابه 35 يومًا، وهي المدة ذاتها التي سيغيبها الظهير الايمن عبدالرحمن العصفور، أحد أبرز الركائز الاساسية في الفريق. ولحقت الاصابات أيضًا بالمهاجمين الشابين عيد العنزي وبرج معوضه فضلاً عن المهاجم الناشئ فيصل السلطان الذي أجرى جراحة في كتفه الايسر، إلى جانب المدافع محمد الحمدان الذي لن تكتمل جاهزيته بعد. واتضح من خلال التدريبات الأخيرة اعتماد الجعيثن على عناصر الخبرة أمثال القائد سالم سرور وعبدالعزيز الخثران والحارس راشد المقرن وزيد المولد، ولم يغفل العناصر الشابة أمثال محمد الفيفي والسعران وهادي والدوسري وهوساوي. وتنتظر الجماهير الشبابية اكتمال صفوف "الليث الأبيض" بعودة لاعبي منتخب الشباب الذي يشارك حاليًا في كأس آسيا في الدوحة إلى جانب شفاء المصابين. ودخل الشباب معسكرًا لمدة يومين استعدادًا للمباراة مع الاهلي، ويعتبر الفوز فيها دافعًا قويًا في مستهل البطولة. إلى ذلك، أرجأ الشبابيون إعلان قائمة اللاعبين الذين سيتخلى عنهم بانتظار صدور قرار اللجنة الفنية في الاتحاد المتعلق بزيادة عدد اللاعبين على كشف الفريق الأول من 40 إلى 50 لاعبًا. نفي استبعد لاعب الاتحاد النيجيري تيجاني بابانجيدا أ ف ب العودة إلى فريقه السابق أياكس أمستردام الهولندي بعد انتهاء فترة إعارته إلى "العميد" لمدة ستة أشهر. وقال بابانجيدا: "أنا مرتبط بعقد مع أياكس حتى عام 2004 لكنني لا أنوي إطلاقًا اللعب في صفوفه مجددًا". وأضاف: "صراحة لا مستقبل لي في صفوف أياكس وهذا ما دفعني للانتقال إلى اتحاد جدة الشهر الماضي على سبيل الإعارة". وأوضح: "بعد انتهاء فترة الإعارة آمل في الحصول على عرض إعارة جديد ربما في دولة أخرى". ويتضمن عقد بابانجيدا مع اتحاد جدة بندًا يسمح له بتجديده لمدة شهرين إضافيين، ولفت إلى "أن فريقي الحالي من أقوى الفرق في السعودية وقد تعاقد أيضًا مع النجم البرازيلي بيبيتو ومواطنه سيرجيو وآمل في أن أقوده إلى تحقيق عدد من الألقاب لكي أثبت بأنني لم أنته بعد". ولم يفقد بابانجيدا الأمل في العودة إلى صفوف منتخب بلاده بعد أن استبعد في اللحظة الاخيرة عن التشكيلة الرسمية التي شاركت في نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، حيث أوقعت القرعة نيجيريا في مجموعة الموت إلى جانب الارجنتين وإنكلترا والسويد فخرجت من الدور الاول. وقال بابانجيدا في هذا الصدد: "أكبر خيبة أمل لي كانت عدم خوضي نهائيات كأس العالم"، علمًا أنه شارك في نهائيات مونديال 1998 في فرنسا عندما بلغ منتخبه الدور الثاني". وختم "سأكون في خدمة بلادي عندما يناديني الواجب".