عقدت محكمة أمن الدولة العليا الفلسطينية جلسة أولى لها في مدينة غزة أمس للنظر في التهم الموجهة إلى الفلسطيني اكرم محمد الزطمة 22 عاماً بالخيانة والتعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية والمشاركة في قتل القائد العام ل"كتائب الشهيد عز الدين القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس" صلاح شحادة قبل اشهر عدة. وفاجأ الزطمة النيابة العامة ومسؤولين من الأمن الوقائي والصحافيين بإنكار جميع التهم الموجهة إليه، ما احدث بلبلة في المكان. ورأس هيئة المحكمة العميد عبدالعزيز وادي وإلى يمينه المقدم خضر كحيل وإلى يساره الرائد خالد الزرد، ومثل النيابة العامة وائل زقوت، ومثل الزطمة المحاميان أمين الفالح ومحمد طالب. وتلا زقوت أمام هيئة المحكمة لائحة الاتهام التي تضم ثلاث تهم هي "التخابر مع جهة أمنية أجنبية معادية بقصد الاضرار بالمصالح الوطنية العليا، والقتل قصداً وبالاشتراك، وإضعاف الروح المعنوية وقوة المقاومة". وفي أعقاب تلاوة التهم وتفاصيلها من قبل زقوت سأل القاضي وادي الزطمة ان كان مذنبا أم لا فرد الزطمة بان قال بأنه غير مذنب. وطلبت نيابة أمن الدولة من العقيد يوسف عيسى مدير دائرة الشؤون الإسرائيلية في جهاز الأمن الوقائي الذي اعتقل الزطمة وتولى التحقيق معه ، ان يدلي بشهادته في القضية كشاهد أول. وقدم عيسى مستندات تضم اعترافات الزطمة في المقر الرئيسي الأمن الوقائي بمدينة غزة، مكونة من 20 صفحة وشريط فيديو يظهر الزطمة وهو يتحدث بملء إرادته ومن دون ضغط أو إكراه ويعترف بأنه مرتبط مع "شاباك" وانه ساعد قوات الاحتلال و"شاباك" في اغتيال شحادة في 22 تموز يوليو الماضي في عملية أودت بحياة 17 آخرين بينهم تسعة أطفال. وقال عيسى إن ذوي الزطمة الذين زاروه في سجنه في مقر الأمن الوقائي قبل أيام عدة مارسوا عليه ضغطا كي ينفي اعترافاته وينكر التهم المنسوبة إليه، والتي اذا دين بها سيصدر في حقه حكم بالإعدام رميا بالرصاص. واستدعت النيابة شاهدا آخر هو الضابط في قسم الحجز في الأمن الوقائي محمد لبد، الذي أكد انه سمع ذوي المتهم يطلبون منه إنكار التهم. ولم ينف الزطمة ذلك، وقال ان ذويه سألوه لماذا تدلي باعترافات عن أشياء لم تفعلها ، وطلبوا ان يقول ما فعل. وكان الزطمة اعترف أمام ممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية في مؤتمر صحافي نظمه له جهاز الأمن الوقائي في مقره بمدينة غزة بالتهم الموجهة إليه. وقال الزطمة في حينه انه سقط في حبائل سائح أجنبي عرفه إلى شخص يدعى ديفيد، تبيّن لاحقا انه ضابط في "شاباك"، واعترف أيضا انه ابلغ ضباط "شاباك" بهاتف نقال ان صلاح شحادة دخل منزله ليل 22 تموز يوليو، لافتاً إلى انه بعد 20 دقيقة من مغادرته حي الدرج حيث يسكن شحادة أسقطت طائرة من طراز "اف 16" صاروخا زنته طن على منزل شحادة . وطالب الزطمة بإحضار شاهدين كان يسكنان معه في الشقة نفسها لاثبات انه لم يغادرها في تلك الليلة المشؤومة. وعلى رغم إنكاره التهم إلا ان من المتوقع ان تحكم المحكمة باعدامه، خصوصاً أن كل الدلائل يشير إلى ارتكابه ما نسب إليه. ورفعت المحكمة الجلسة لإحضار الشاهدين على ان تستأنف الجلسات في وقت لاحق.