} أجلت محكمة عسكرية خاصة في غزة أمس الى الاسبوع المقبل النظر في قضية اغتيال المسؤول العسكري في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس المهندس يحيى عياش الذي كانت اسرائيل تتهمه بعمليات التفجير التي وقعت في اسرائيل عام 1995 وأدت الى مقتل العديد من العسكريين والمدنيين الاسرائيليين. شهدت جلسة المحكمة التي عقدت برئاسة القاضي العقيد عبدالعزيز وادي صباح أمس واستمرت نحو ساعتين مشادات بين المتهمين والقاضي على خلفية التهم الموجهة اليهم. ورفعت المحكمة جلستها الأولى التي عقدتها للنظر في قضية استشهاد المهندس يحيى عياش، الى الأحد المقبل. ويحاكم في هذه القضية أربعة مواطنين فلسطينيين من سكان مدينة غزة بتهمة قتل والمشاركة في قتل يحيى عياش في 5/1/96. وكان عياش مهندس عمليات التفجير الانتحارية في اسرائيل والمطلوب رقم 1 للاجهزة الأمنية الفلسطينية. وكان كمال حماد، المطلوب الأول في قضية اغتيال عياش، والمتهم بالتعاون مع اجهزة المخابرات الاسرائيلية شاباك فر الى اسرائيل بعد ساعات قليلة من اغتيال عياش في منزل ابن شقيقته اسامة حماد المتهم الرابع في القضية، ولحقت به زوجته المتهم الثاني، بعد نحو شهر على اغتياله. ويحاكم في هذه القضية الزوجان كمال وزينب حماد بتهمة قتل والمشاركة في قتل عياش الذي كان يتخذ من منزل ابن اخته اسامة مقراً سرياً له وسط مدينة غزة، وذلك بتزويد عياش بجهاز تليفون نقال موبايل ليتمكن من استقبال محادثة هاتفية من والده، من خلال اسامة الذي قام بإيصال الهاتف النقال الى عياش. وتقول وقائع التحقيقات التي اجراها لاحقاً جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني الأمن الداخلي ان المتفجرات التي وضعها جهاز "شاباك" داخل الهاتف النقال انفجرت بمجرد ان وضع عياش الجهاز على أذنه ليسمع صوت والده، حسب الموعد المتفق عليه، وأدى الانفجار الذي لم يكن صوته مرتفعاً الى "تفجير" رأس المهندس وقتله على الفور. وكانت النيابة العسكرية قدمت أمس مبرزات تتعلق بقضية اغتيال عياش، ومن بينها تقارير التحقيقات التي اجرتها أجهزة الأمن الفسطينية وحطام جهاز الهاتف النقال وصور للمتهمة الثالثة كريمة حماد تظهرها وهي تشرح لأجهزة الأمن الكيفية التي وضعت بها اجهزة التنصت، والمتفجرات في جهاز الهاتف مع رسم تخطيطي لذلك، الأمر الذي انكرته حماد ونفته نفياً قاطعاً. وقالت حماد أثناء المحاكمة انها أمية لا تعرف القراءة والكتابة "فكيف لي أن اضع اجهزة تنصت ومتفجرات، الأمر الذي يعجز عنه مهندسون". وكانت مصادر فلسطينية مطلعة قالت بعد وقت من استشهاد عياش ان كمال حماد العميل ل"شاباك" هو الذي أعطى جهاز الهاتف النقال ل"شاباك" الذي زرع فيه المتفجرات، ثم أعاده الى ابن اخته اسامة الذي نقله بدوره الى عياش من دون علم منه بما خطط له خاله كمال. ووجهت هيئة المحكمة المشكلة من ثلاثة قضاة تهمة "الإهمال" الى اسامة حماد "مما تسبب في مقتل عياش". واعترف اسامة بأقواله التي عرضتها النيابة على هيئة المحكمة، ومفادها انه يملك جهاز الهاتف النقال المتفجر، الا انه رفض الاعتراف بتهمة الاهمال الموجهة اليه. ويعيش كمال حماد، وهو رجل أعمال ومقاولات ومعروف في غزة بأنه مليونير، مع زوجته في مكان مجهول داخل اسرائيل منذ اغتيال عياش. وكان عدد من الصحف الاسرائيلية الناطقة بالعبرية، أجرى مقابلات مع حماد اعترف خلالها بارتكاب فعلته، وبالتعاون مع جهاز "شاباك". ورفع حماد قبل نحو عامين دعوى قضائية أمام القضاء الاسرائيلي طالب فيها جهاز "شاباك" بتعويضات تقدر بنحو 25 مليون دولار، عن أملاكه وأمواله التي تركها في غزة، بعد فراره منها الى اسرائيل، ومكافأة له على دوره في تنفيذ عملية اغتيال عياش.