استيقظ سكان بلدة سكولفيكيوردن النروجية، قبل أسابيع، على زيارة لنجم عالمي من هوليوود طوله سبعة امتار ووزنه أربعة أطنان ويأكل اكثر من 70 كيلوغراماً من السمك في اليوم. وبعد تحريات مكثفة استخدمت خلالها الاقمار الاصطناعية الموصولة بجهازي ارسال زوّد بهما الزائر الغريب، تبين ان النجم هو الدلفين ويللي الذي اشتهر العام 1996 لاشتراكه في فيلم "انقذوا ويللي" الذي انتجته هوليوود وحصل على شهرة عالمية. وتبين ان الولاياتالمتحدة احالت ويللي اخيراً على التقاعد، بعد 26 سنة في الخدمة اجبر خلالها على قضائها في احواض مغلقة تشبه السجن، ومنحته الحرية بنقله من هوليوود الى جزيرة ايسلندا حيث أطلق سراحه في المحيط. ونقل ويللي الى ايسلندا بطائرة. لكن ما ان اطلق في المحيط حتى سبح بسرعة 50 كيلومتراً في الساعة في اتجاه النروج التي وصلها بعد شهري سباحة. وأثارت زيارة ويللي الذي يتحدر من اصول مكسيكية، ضجة اعلامية واسعة في العالم، وتحولت تلك المنطقة النائية مزاراً لآلاف الأشخاص. وفي الوقت نفسه خيم الخوف على الناس، بعد ان تبين ان ويللي لم يأكل منذ سفره من ايسلندا... فوضع فريق طبي في خدمته، كما استدعي الخبيران كولن بايرد وفرناندو اوغارتي اللذين يرافقان ويللي منذ الصغر، واجريت له فحوصات عامة لمعرفة سبب اضرابه عن الطعام. وتبين ان ويللي لا يعاني من امراض جسدية، ورجح الخبراء ان المشكلة نفسية اذ انه تعود على العيش في احواض مغلقة. وارتفعت اصوات نروجية تطالب باعدامه، من اجل وضع حد للمشكلة التي بدأت تكلف السلطات مبالغ طائلة. فطالب خبير الدلافين نيلس اوين الذي يعمل في معهد الابحاث البحرية في برغن، باعدام ويللي لأنه "لن يتمكن من الاستمرار على قيد الحياة طيلة الشتاء، فهو سيموت من البرد بسبب امتناعه عن الاكل، لذا من الافضل قتله بطريقة رحيمة قبل ان يموت من البرد والجوع. كما ان وجوده هنا تسبب بهرب سمك السلمون من البحر". تحليل الخبير اوين تسبب بموجة احتجاجات عالمية، ووجهت إلى النروج تحذيرات اميركية من تدهور العلاقات بين البلدين "في حال اعدم ويللي". وهدّد الخبير اوين بأنّه سيجبر على الاختباء مع عائلته بقية حياتهم... وتدخلت ناشطة حقوق الحيوان، النجمة الفرنسية بريجيت باردو، وطلبت تدخل ولية عهد النروج متي ماريت. واستجابت النروج للضغوط العالمية، وقررت بناء حوض خاص يحصل فيه ويللي على العناية نفسها التي حصل عليها في هوليوود. ولكن الخبير اوين لم يتراجع عن موقفه، ووصف ما يحصل ب"الهستيريا". وأضاف: "صرفت الملايين لبناء حوض خاص له في هوليوود، كي يصبح نجماً سينمائياً، والآن تصرف عليه اموال كثيرة لوضعه في حوض خاص. هذا جنون". وبعد أن بنت النروج حوضاً خاصاً بالضيف الثقيل، وراحت تطعمه بحسب الطرق التي اتبعت في هوليوود، تلقّى وزير البيئة النروجي بورغي برندي رسالة رسمية من المكسيك تعبر فيها السلطات عن قلقها بسبب وضع ويللي في حوض سباحة "يشبه السجن". وطالبت بالسماح لوفد رسمي لها بالسفر الى النروج للاطمئنان على صحة الدلفين الشهير.