استيقظت النروج قبل ايام على الخبر المفجع ان سمكة القدّ "بالدر" التي اصبحت نجمة معروفة اشهراً طويلة ماتت في حوضها في حديقة البحر الاطلنطي في مدينة اوليسوند على الساحل الغربي للنروج بعد ان قضت اكثر من ستة اشهر في تلك الحديقة الشهيرة وهي اصبحت منزلاً لها بعد ان دخلت عالم البشر. تعرّف العالم إلى بالدر في الشتاء الماضي من خلال قصتها النادرة التي نشرتها صحيفة محلية في النروج ومفادها ان بالدر علقت اكثر من 40 مرة في قفص صيد للبحّار النروجي هارالد هاوسو، ولكن كلما انتشلها الصياد ووجدها ضعيفة لا تصلح لوجبة طعام شهية اعادها الى مياه البحر. إلا ان سمكة "بالدر" كانت تعود مجدداً وتدخل قفص الصياد لتثير التعجب في روح الصياد الذي قرر ان يبحث عن السبب الرئيسي لعنادها وعودتها الى القفص. وعندما انتبه الصياد الى ان هذه الحال النادرة مستمرة، أبلغ علماء السمك بالأمر فنقلوا "بالدر" الى مختبرهم على الفور لمعرفة قصتها الغريبة. وبعد اختبارات عدة اكتشف العلماء ان سمكة "بالدر" عمياء وتجد صعوبة في الحصول على طعام، لذا تعودت الدخول الى قفص الصيد ذلك لتأخذ منه قوتها اليومي من سمك صغير. قصة "بالدر" الشجاعة التي حيّرت علماء البحر بذكائها دفعتهم الى احتضانها وإعطائها مأوى في حديقة البحر الاطلنطي النروجية حيث راحت تحصل على طعام يومي وتحسنت صحتها. وبعدما انتشرت قصة بالدر العنيدة في الصحف المحلية وأصبحت بطلة قومية في النروج وصل الخبر الى المؤسسات الاعلامية العالمية وقامت محطة "سي.أن.أن" الاميركية و"بي.بي.سي" البريطانية وصحيفة "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" وصحف اسكندينافية بإيفاد مراسليها الى النروج لتتبع اخبار بالدر عن كثب. وتوقع المسؤولون عن حديقة السمك في بادئ الأمر ان تصبح بركة "بالدر" مقصداً سياحياً يحجّ إليه الكثير من السائحين في الصيف المقبل، ولكن عندما استيقظ احد العاملين في الحديقة ووجد بالدر صباح الثلثاء الماضي جثة عائمة على صفحة الماء في حديقة السمك النروجية حيث قضت شتاء كاملاً، ماتت آمال هؤلاء مع موتها. ولكن مثلما تركت قصة "بالدر" تساؤلات كثيرة عن ذكائها الكبير وإنسانية مَنْ انتشلها ومَنْ أعطاها مأوى، أتى خبر موتها ليفاجئ الجميع. فهي قبل ايام من موتها كانت في صحة جيدة ولم تكن تعاني اي مرض. ولكن الصياد هاوسو الذي نقل بالدر من عالم البحار الى عالم اليابسة يعتقد ان الجواب عن سبب الموت ليس صعباً، فهو يقول "انا متأكد ان "بالدر" حصلت على كمية كبيرة من الطعام أدت الى موتها، فهي لم تكن معتادة على الحياة الفاخرة في احواض السمك، ولعل كميات الطعام الكبيرة قتلتها".