سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بغداد تصف زيارة بلير لموسكو ب "المهمة القذرة" وتحذر من تقسيم الدول العربية ... ودمشق تتهم واشنطن بالرغبة في "استعمار" الشرق الاوسط . العراق يتهم الولايات المتحدة بمعارضتها عودة المفتشين خوفاً من افتضاح كذبها
اتهمت بغدادالولاياتالمتحدة بمعارضتها عودة سريعة لمفتشي الاسلحة الى العراق بسبب خشيتها من "افتضاح كذبها وافتراءاتها". وحذر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز من ان العراق سيكون "الهدف الاول وليس الوحيد" لأي ضربة عسكرية اميركية محتملة ضده محذراً من ان "كل البلدان العربية معرضة للتقسيم" إذا تقسم العراق. وفيما وصفت بغداد زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى روسيا بأنها "مهمة قذرة" ضمن مساعيه لتنفيذ السياسة الاميركية، اتهمت دمشقالولاياتالمتحدة بالرغبة في احتلال الشرق الاوسط عسكرياً، منددة باحتمال اقامة حكومة في العراق خاضعة لوصاية عسكرية أميركية بعد اطاحة الرئيس صدام حسين. بغداد، بيروت، دمشق، طهران - "الحياة"، أ ف ب - أكد الوزير العراقي السابق عبد الرزاق الهاشمي ان اصرار الاميركيين على معارضة عودة المفتشين "ليس نابعاً من القلق على وجود اسلحة الدمار الشامل وانما خوفاً من افتضاح كذبهم وافتراءاتهم". واعتبر المسؤول في حزب البعث "ان الادارة الاميركية تعرف جيداً خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل وتعرف ايضا ان عودة المفتشين ستفضح افتراءاتها وكذبها الذي مارسته طوال الفترة الماضية". وكان الهاشمي يعبر بذلك عن ضيق السلطات العراقية في مواجهة التصلب المتزايد لموقف الرئيس الاميركي جورج بوش ازاء النظام العراقي والذي يريد الاطاحة به على رغم التنازلات الاخيرة التي قدمها بشأن القبول بعودة غير مشروطة للمفتشين. واضاف الهاشمي "الاميركيون يطالبون العراق بتدمير الاسلحة المحرمة. ونحن اكدنا، وما زلنا نؤكد عدم وجود هذه الاسلحة. لكنهم يمنعون وصول الجهة التي تستطيع ان تحكم وتقرر الحقيقة لأنهم يخشون من اعلان الحقيقة". ورفضت الولاياتالمتحدة السبت رسالة عراقية ثانية تؤكد ترحيب بغداد بعودة المفتشين ابتداء من الاسبوع المقبل متهمة بغداد ب"التلاعب بالالفاظ" وبالاستعداد مرة اخرى ل"التهرب من واجباتها". وكرر الهاشمي موقف بلاده القائل بأنه لا حاجة الى قرار دولي جديد. وقال: "القرارات السابقة لمجلس الامن تؤمن بشكل جيد عمل المفتشين لكن الاميركيين يريدون ذلك لاهدافهم الشريرة والعدوانية". وفي بادرة لاظهار حسن النية اعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في مقابلة تنشرها مجلة "دير شبيغل" في عددها الصادر اليوم ان خبراء نزع الاسلحة التابعين للامم المتحدة سيكونون احراراً في "التفتيش في كل مكان وبالطريقة التي يرونها مناسبة". في غضون ذلك، حذر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز من ان العراق سيكون "الهدف الاول وليس الوحيد" لأي ضربة عسكرية اميركية محتملة ضده، محذراً في حديث الى تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال ال بي سي من ان "كل البلدان العربية معرضة للتقسيم"، موضحاً "عندما سيقسم العراق لا يظن احد من البلدان المجاورة انه سينجو من الهيمنة والسيطرة الاميركية او سينجو من التقسيم او من خطة تغيير المنطقة". واضاف عزيز "بعد تدمير القوة العراقية وتغيير الخريطة في العراق والمجيء بحكومات عميلة في اجزاء العراق التي يريدون اقامتها تصبح مقاومة الكيان الصهيوني اضعف بكثير". واعتبر ان هدف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "من الاعتداء الصارخ غير المسبوق على الشعب الفلسطيني هو تهجيره" الى خارج الاراضي الفلسطينية، في اشارة الى الاردن. وعن موقف روسيا قال نائب رئيس الوزراء العراقي: "ما هي مصلحة روسيا في ان يهاجم العراق؟ ستخسر مصالح كثيرة لان الولاياتالمتحدة تأخذ ولا تعطي"، معرباً عن أمله في "عدم مشاركة الايرانيين في العدوان لان ايران ايضا مستهدفة". واكد ان بغداد "ستدعو صحافيين وسياسيين ونواباً الى العراق لزيارة المصانع التي يطلبون زيارتها" للتحقق من عملية نزع سلاح العراق ما "سيؤدي الى تآكل الادعاء والذريعة الاميركية" لتوجيه ضربة الى العراق، مشيراً الى ان "العدوان ليس خلال ايام ونحن مستعدون للحرب". الى ذلك، انتقدت صحيفة "الثورة" أمس الزيارة التي قام بها رئيس وزراء بريطانيا توني بلير الى روسيا ووصفتها بأنها "مهمة قذرة" ضمن مساعيه لتنفيذ السياسة الاميركية، وأضافت ان "بلير ارتضى لنفسه ان يكون مجرد اداة مسخرة لمهمة قذرة في يد جاهل مغرور متهور يحلم بأن يكون قيصر امبراطورية عالمية جديدة"، ولفتت الى ان رئيس وزراء بريطانيا "لم يكتف بالمهمة القذرة التي سخر نفسه لها وهي العدوان على العراق بل عاد الى ممارسة دور السفير المتجول لبوش، فطار الى موسكو لاقناعها بوجهة النظر الاميركية وارسل وزير خارجيته جاك سترو الى بعض دول المنطقة للغرض نفسه فعاد كلاهما بخفي حنين"، واستشهدت بما ذكرته الصحف البريطانية عن زيارة بلير التي وصفتها بأنها "هزيمة لرئيس الوزراء البريطاني بقدر ما هي نصر للرأي العام". من جهة أخرى، اتهمت الصحف السورية الولاياتالمتحدة بالرغبة في احتلال الشرق الاوسط عسكرياً، منددة باحتمال اقامة حكومة في العراق خاضعة لوصاية عسكرية أميركية بعد اطاحة الرئيس صدام حسين. وذكرت صحيفة "تشرين" الحكومية رداً على تصريحات وزير الخارجية الاميركي كولن باول الجمعة عن مرحلة ما بعد صدام ان الولاياتالمتحدة "تريد الاحتلال المباشر لبلدان المنطقة بالقوة العسكرية الصرفة على غرار ما تفعل اسرائيل في الاراضي الفلسطينية ضاربة عرض الحائط بكل مبادىء الاممالمتحدة ومواثيقها"، واعتبرت ذلك "احياء للاستعمار القديم الذي طردته شعوب المنطقة بنضالها وكفاحها" مضيفة انه "لن يكون للاستعمار الجديد الذي تروج له اوساط البنتاغون المتطرفة مصير افضل من ذاك الذي آل اليه الاستعمار القديم". واكدت ان "الاستعمار الجديد سيواجه بغضبة وطنية وشعبية عارمة تشمل البلدان العربية والاسلامية على حد سواء ولن ينظر اليه العرب والمسلمون الا كغزوة جديدة تذكر بغزوات الصليبيين". ومن جانبها نددت صحيفة "البعث" ب "تسارع الاندفاع الاميركي لضرب العراق" محذرة من "الاعداد الاميركي لمرحلة ما بعد توجيه الضربة المرتقبة" للعراق، واعربت عن استغرابها "لذلك التحكم المطلق بمصير دولة ذات سيادة بل مصير منطقة باتت على شفير الانفجار". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اقر الجمعة بأن بلاده تدرس "نماذج" مختلفة لتشكيل سلطة انتقالية في العراق في اعقاب تدخل عسكري، وقال انه اذا ما تقرر اجتياح العراق "سنضطر الى اقامة نظام افضل". ووصفت ايران إقامة حكومة احتلال في العراق برئاسة أحد جنرالاتها بعد اطاحة صدام حسين بأنها "خطأ". واعتبر علي اكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام أمس ان هذا الأمر "من شأنه ان يعزز المقاومة للمشاريع الاميركية في المنطقة خصوصاً في العراق". لكن رفسنجاني، الذي كان يتحدث خلال مناورات عسكرية للقوات البرية جرت قرب قم، وضع هذا التلويح في خانة "الحرب النفسية التي تشنها الولاياتالمتحدة التي تريد ان تقول انها ستذهب الى حد احتلال العراق واختيار الزعيم الذي سيحكمه". ورأى ان واشنطن "ما زالت في مرحلة الحرب النفسية لان عدد جنودها في المنطقة لا يكفي لشن حرب". وأكد الرئيس الايراني السابق انه "اذا اطلع العدو على القوة الدفاعية لايران فلن يغامر في الاعتداء عليها".